والدتي تشكو لي كثيرا من الشعور بتنميل في القدمين والساقين بصفة مزعجة جدا لها، بماذا تنصح؟

هذا ملخص رسالتك التي تضمنت أن والدتك يصيبها الخدر أو التنميل في كلتا القدمين وكذلك الأجزاء السفلية من الساقين. ولم يتضح لي من الرسالة مدى وجود إصابة بأحد الأمراض المزمنة، وتحديدا مرض السكري، أو أن لديها اضطرابات في عمل الجهاز الهضمي، أو أنها تتناول أي أنواع من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكولسترول أو أي نوع من الالتهابات الميكروبية أو أي نوع آخر من الأدوية النفسية.


التنميل أو الخدر هو فقد للإحساس أو الشعور في جلد أحد أجزاء الجسم، وهو ما يحصل نتيجة ضغط أو تهيج أو اضطراب في عمل أحد أفرع الأعصاب المسؤولة عن الإحساس في تلك المنطقة من الجلد. ومن النادر أن يكون سبب التنميل وجود مشكلة خطيرة في الدماغ أو الحبل الشوكي، بل غالبا ما يكون كما تقدم السبب في الأعصاب الطرفية نفسها. وهذه الأعصاب الطرفية المعنية بالعمل على إبلاغ الدماغ بالشعور بإحساس الجلد، هي أعصاب حساسة، وبالتالي عرضة لأن تتأثر بعدد من الأمراض أو بنقص بعض الفيتامينات أو بأحد أنواع الأدوية، وبالتالي لاحقا تتدنى قدرتها على الإحساس والشعور في تلك المنطقة من الجلد. وقد يصاحب التنميل شعور بالألم في المنطقة الجلدية، أو الشعور بالوخز، مثل غرز الإبرة، في تلك المنطقة أيضا.

ومرض السكري أحد أهم الأمراض التي قد تؤدي إلى نشوء حالة التنميل في القدمين أو الساقين، خاصة حينما لا تكون نسبة السكر في الدم منضبطة ضمن المعدلات الطبيعية، أي حينما تكون نسبة السكر مرتفعة لفترات طويلة وفي غالب الأوقات. وهو ما يحصل نتيجة لعدم اتباع الحمية الغذائية بشكل صحيح أو عدم كفاية جرعات أدوية علاج السكر في خفض نسبة سكر الدم، هذا بالإضافة إلى عدم المتابعة الطبية الجادة مع طبيب السكري.

ووجود نقص في أحد أنواع الفيتامينات، خاصة فيتامين «بي - 12» أو نقص أحد أنواع المعادن، كالحديد، هي بعض من الأسباب ذات العلاقة بالتغذية وبعمل الجهاز الهضمي، التي قد تتسبب في الشعور بالتنميل.

وفي بعض الأحيان، قد لا يوجد سبب لحدوث التنميل، على الرغم من بذل الطبيب الجهد اللازم لمعرفة السبب. وفي أحيان أخرى قد يكون السبب مشكلة في العمود الفقري، كالانزلاق الغضروفي أو نشوء زوائد عظمية في تراكيب فقرات الظهر أو مناطق مرور الأعصاب من العمود الفقري إلى الأجزاء السفلى من الساقين.

ومن الأمور التي يجب التأكد من سلامتها، تدفق الدم عبر الشرايين بكمية كافية، أي من خلال أوعية دموية خالية من التضيقات أو الالتهابات التي قد تعوق تزويد الأعصاب بالدم.

والمطلوب منك هو الاهتمام بشكوى الوالدة، ويتمثل هذا الاهتمام في عرضها على الطبيب كي يعرف السبب ويعالجه وأيضا كي يقدم لها أحد أنواع الأدوية التي تخفف من حدة أي أعراض مصاحبة مثل الألم أو الشعور بالوخز.