ما هي لقاحات التهابات الجهاز التنفسي؟

هذا ملخص أسئلتك حول الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي بأخذ اللقاحات. وكما ذكرت في رسالتك فإن الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي أمر مهم، وخاصة في فصل الشتاء. وإضافة إلى برامج اللقاح التي يتم تقديمها للأطفال، لوقايتهم من عدد من الأمراض الميكروبية التي قد تُصيب الجهاز التنفسي، هناك لقاحان آخران مهمان.


ولاحظي معي أن التهابات الجهاز التنفسي، تعني الالتهابات الميكروبية التي تُصيب الجيوب الأنفية والأنف والحلق واللوزتين ولوزتي البلعوم والحنجرة والقصبات والشعب الهوائية وأنسجة الرئة نفسها، والبعض ربما يُضيف التهابات الأذن الوسطى. وحينما يُقال التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فإن المقصود هو كل ذلك ما عدا التهابات القصبات والشعب الهوائية وأنسجة الرئة نفسها.

وأنسجة أجزاء مجرى التنفس، هي أنسجة مُعرضة للإصابة بالميكروبات التي توجد في الهواء أو الرذاذ المائي العالق فيه. وهناك عدة وسائل دفاعية تستخدمها تلك الأنسجة لحماية نفسها من الميكروبات، ولكنها قد تفشل في بعض الأحيان، مما يُؤدي إلى إصابة المرء بالالتهابات في أحد أجزاء الجهاز التنفسي. وهناك نوعان شائعان من الالتهابات الفيروسية في فصل الشتاء، وهما نزلات البرد والإنفلونزا. وثمة فروق بينهما في الميكروبات التي تتسبب بكل منهما، كما أن هناك فروقا في الأعراض المرضية التي تظهر لدى المُصاب بأي منهما، وهناك فروق أيضا في المضاعفات المحتملة، وبالتالي تتباين وسائل المعالجة. ولكن الأهم، هو أن الميكروبات التي تتسبب بالإنفلونزا تختلف عن تلك التي تتسبب بنزلات البرد.

ويتوفر لقاح سنوي خاص بالوقاية من الإنفلونزا الموسمية، ولكن لا يتوفر أي لقاح مضاد للإصابة بنزلات البرد. والسبب أن نزلات البرد تنجم عن الإصابة بأحد الفيروسات التي تصل أنواعها إلى 200 نوع. ومن الصعب، بل المستحيل، أن يتوفر لها جميعا لقاح واحد.

أما لقاح الإنفلونزا، فيتوفر سنويا في نسخة جديدة، وعادة ما تُصدرها الشركات المنتجة في كل عام قبل موسم الإنفلونزا المتوقع، ولقاح الإنفلونزا الموسمية لهذا العام، أي موسم 2011- 2012، يحتوي على مناعة ضد فيروس إنفلونزا الخنازير إضافة إلى نوعين آخرين من فيروسات الإنفلونزا الموسمية. وإذا ما تلقى المرء اللقاح، تتكون المناعة في الجسم بعد أسبوعين.

النصيحة الطبية هي تلقي جميع الناس لهذا اللقاح سنويا، ما عدا الأطفال دون سن ستة أشهر. وتتأكد ضرورة تلقي اللقاح للنساء الحوامل، وكبار السن، والأطفال الصغار، والذين لديهم أمراض مزمنة مثل السكري أو ضعف القلب أو ضعف الكبد أو ضعف الكلى أو الربو أو الالتهابات المزمنة في الجهاز التنفسي أو الصرع أو السمنة أو الأنيميا المنجلية أو غيرها. ويُستثنى من هؤلاء منْ لديهم حساسية من البيض أو سبق لهم حدوث تفاعل عكسي من لقاح إنفلونزا سابق أو منْ لديهم ارتفاع في حرارة الجسم.

وهناك لقاح ثان، هو لقاح التهاب الرئة. وهذا اللقاح موجه ضد أحد أكثر أنواع فصائل البكتيريا المسببة لالتهابات الرئة نفسها، وتحديدا ضد 23 سلالة منها. وغالبا ما يُنصح بإعطائه للأشخاص الذين تجاوزوا سن 55 سنة، أو فوق سن 65 سنة، على اختلاف الإرشادات الطبية في هذا الشأن. كما يُنصح بإعطاء هذا اللقاح للأشخاص الأصغر إذا كان لديهم أحد الأمراض الرئوية المزمنة أو تدنٍّ في مستوى قدرات جهاز مناعة الجسم، وذلك وفق إرشادات الطبيب.