عمري 41 سنة. وأعاني من زيادة الإفرازات المخاطية في الحلق، مما يضطرني إلى بصقها بشكل متكرر، وخاصة في أوقات الغداء أو العشاء. ما هو السبب وكيف أتعامل مع هذه المشكلة؟

بداية، التعامل مع المشكلة يكون عبر معرفة السبب. وفيما عدا وجود التهابات ميكروبية في الحلق، فإن الأسباب المحتملة لزيادة الإفرازات المخاطية في الحلق تشمل وجود مشاكل في الأنف والجيوب الأنفية، أو اضطرابات في تناغم مراحل عملية البلع، أو وجود تسريب أو ترجيع لإفرازات المعدة نحو المريء، أو زيادة إفراز الغدد اللعابية للعاب.
والطبيعي أن إفرازات الأنف والجيوب الأنفية تسيل إلى الخلف نحو الحلق، والكمية الطبيعية لهذه الإفرازات في كل يوم نحو نصف لتر. وعادة لا يشعر المرء بها، ولكن عندما يزيد حجم الإفرازات بسبب الحساسية في الأنف أو التهابات الجيوب الأنفية أو نزلات البرد أو غيرها من الحالات، وبالتالي تزيد كمية الإفرازات التي تسيل إلى الحلق، مما يصنع مشكلة في تصريفها، وبالتالي تنشأ حالة السعال والشعور بحجم الإفرازات المخاطية. وهذا يُمكن الكشف عنه ومعرفة مدى وجود مشكلة في تراكيب الأنف عبر مراجعة الطبيب المتخصص في الأنف.
كما أن وجود مشاكل في ترجيع أو تسريب أو ارتداد محتويات المعدة نحو المريء، قد يتسبب بزيادة إنتاج الإفرازات المخاطية في الحلق، وربما الشعور بمرارة أو حموضة في الفم.
وتتم عملية البلع للأطعمة أو السوائل أو اللعاب، عبر تناغم في انقباض وانبساط العضلات الصغيرة التي تغلف الحلق والحنجرة والمريء. ولكي تتم عملية البلع بسهولة وبصفة فاعلة، يجب أن تتم مراحلها بتناغم. وكثير من الذين لديهم اضطرابات في هذه العملية قد لا يشكون إلاّ من زيادة الإفرازات المخاطية في الحلق أو السعال.
وهناك عدة وسائل علاجية لمشكلتي ارتداد محتويات المعدة نحو المريء ومشكلة اضطرابات البلع، والأمر يتطلب مراجعة طبيب الجهاز الهضمي. ومتى تمت معرفة السبب، يُمكن وضع طريقة المعالجة للتخلص من المشكلة.