هل تمنع أمراض صمامات القلب المرأة من الحمل؟
بالنسبة لحديثك عن الزواج بامرأة مصابة بأحد أمراض صمامات القلب ومدى قدرتها على الحمل والعناية بالأطفال والزوج وبقية كلامك عن هذا الموضوع، فإن أمراض الصمامات القلبية تتوفر لها معالجات طبية وجراحية وتدخلية بالقسطرة، مما يجعلها من الأمراض التي يمكن معالجتها، وليست بالضرورة معوقة للمرأة أو الرجل عن القيام بأعباء الأعمال الأسرية والوظيفية وغيرها من أنشطة الحياة.
ولأن الأمر يتعلق بمستقبل ارتباطك الأسري، عليك ملاحظة الأمور التي سأعرضها عليك: هناك أربعة صمامات في قلب كل إنسان، وظيفتها الأساسية تسهيل جريان الدم في اتجاه معين ومنع تدفق الدم في الاتجاه المعاكس. ومثلا الصمام المايترالي بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، يعمل على تسهيل مرور الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ويمنع عودة تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر.
وأمراض الصمامات تنقسم بالعموم إلى؛ إما ضيق في الصمام، أو تسريب في الصمام. وبعض الصمامات قد تصاب بالضيق والتسريب في الوقت نفسه.
والإصابات بمرض في أحد الصمامات، أو في عدد من الصمامات، تنقسم من ناحية الحاجة العلاجية، إلى ثلاثة أحوال؛ الحالة الأولى، صمامات لا تحتاج إلى عملية جراحية، أو عملية تدخلية بالقسطرة، للإصلاح أو تغيير الصمام، في المدى القريب أو المتوسط أو حتى البعيد، أي عدة سنوات أو عقود أو طوال العمر.
والحالة الثانية، صمامات يبدو لطبيب القلب أنه ربما ستحتاج إلى عملية جراحية، ولكن يمكن تأخير وقت إجرائها لشهور أو سنوات، وذلك ما دامت لم تتدهور حالة القلب ووظيفته بسبب الصمام المريض، وذلك كسبا لأطول فترة ممكنة من الوقت دون تعريض المريض للعملية الجراحية، وحفاظا على تراكيب القلب الطبيعية إلى حين بدء ظهور علامات تأثر القلب ووظيفته.
والحالة الثالثة، صمامات تحتاج إلى عمليات جراحية أو تدخلية بالقسطرة لإصلاحها أو تغييرها، دون تأخير. أي خلال بضعة أشهر أو أسابيع أو حين توفر الفرصة.
والأصل أن المريض بأحد الصمامات القلبية، يتابع بشكل روتيني مع طبيب القلب في العيادة، وتجرى له الفحوصات اللازمة لتقييم حالة الصمام والاطمئنان على وظائف القلب وسلامة بقية تراكيبه. وبالحرص على دوام المتابعة الطبية، يمكن للطبيب إفادة المريض بما يجب فعله وكيفية تخفيف تأثيرات الصمام المريض على القلب والصحة العامة للمصاب. ويستطيع الطبيب هنا الإفادة حول إمكانية الحمل أو تكرار الحمل دون أن يؤثر مرض الصمام على سلامة الأم الحامل وسلامة نمو الجنين وسلامة فترة الحمل والولادة.
وفي حالات تسريب الصمامات بالعموم، التي قد تصيب إما الصمام المايترالي أو الأورطي أو الرئوي أو الثلاثي، أو حالات ارتخاء الصمام المايترالي، غالبا ما يمكن تأمين سلامة الحمل وسلامة الجنين وسلامة الأم، وتتيسر الولادة، ما دامت الأم تتابع من خلال برامج عيادات الحوامل المرضى بالصمامات القلبية. ويقدم طبيب القلب فيها النصائح اللازمة خلال فترة الحمل والولادة.
وفي حالات ضيق أحد الصمامات، أو عدد منها، يقيم طبيب القلب حالة المصابة قبل حملها، ويوفر لها النصيحة الطبية حول مدى إمكانية سلامة حملها، أي قبل أن تحمل. كما يوفر لها العناية القلبية إذا ما سمح لها بالحمل. وفي العموم، فإن الدرجات البسيطة أو المتوسطة من الضيق، لا تتعارض مع الحمل إلا إذا كانت هناك مضاعفات أخرى موجودة لدى المريضة، مثل ضعف القلب أو ارتفاع ضغط الدم بالرئة وغيرها من الأمور التي يقيمها الطبيب.
أما في حالات النساء اللاتي تم إجراء عملية زراعة صمام أو إصلاح صمام لهن في السابق، فإن التقييم يكون بحسب حالتها الصحية ومدى وجود مضاعفات في القلب أو الرئة ومدى الحاجة إلى أدوية سيولة الدم.
وبالعموم، فالنقطة المهمة هي الحرص على المتابعة الطبية في عيادة طبيب القلب، وسؤال طبيب القلب مباشرة عن مدى سلامة حصول الحمل قبل أن تحمل المريضة، والمتابعة في عيادات الحوامل خلال فترة الحمل، واتباع الإرشادات الطبية حول وقت ومكان الولادة ونوعية الرعاية الطبية خلالها.