لدي إحساس بـ«الامتلاء» (أو الانسداد) في الأذن يظل ملازما لي، وأعتقد أنني قد شخصت بحالة تسمى «الاختلال الوظيفي في قناة أوستاكي». وقد زرت العديد من عيادات أطباء الأذن، لكن أي علاج لم ينجح لحالتي. فبماذا
يتوجب على الأشخاص المعانين من حالات الشعور الدائم بالامتلاء في الأذن الخضوع لفحص الطبيب. وقد تظهر هذه الحالة في بعض الأحيان نتيجة لفقدان السمع. كما أن الاضطرابات التي تحصل في المفصل الفكي الصدغي (temporomandibular joint)، وهو المفصل الذي يربط بين عظم الفك والجمجمة، بمقدورها أيضا خلق مثل هذا الشعور. إلا أن تشخيص حالة «الاختلال الوظيفي في قناة أوستاكي» يبدو تشخيصا معقولا لها.
اختلال قناة أوستاكي إن قناة أوستاكي التي تصل بين الأذن الوسطى وفجوة الأنف، تعمل على المساعدة في مساواة الضغط على جهتي طبلة الأذن. وإن كانت قناة أوستاكي مسدودة لديك أو أنها لا تؤدي عملها بشكل مناسب، فسيكون هناك ضغط أقل داخل طبلة الأذن مقارنة بخارجها، ولذا فإن طبلة الأذن تنحني قليلا نحو الداخل، الأمر الذي يتسبب في حدوث الشعور بالامتلاء.
وفي الحالات الخطيرة يتراكم السائل خلف طبلة الأذن لأن الضغط يكون قليلا جدا بحيث إن السوائل الموجودة في الأنسجة المجاورة وكذلك الأوعية الدموية تنسحب باتجاه إلى الأذن الوسطى.
ويستعمل بعض الأشخاص المصابين بخاخات الأنف من مضادات الهستامين ومزيلات الاحتقان التي تباع من دون وصفة طبية لعلاج اختلال وظيفة قناة أوستاكي، إلا أنه لا توجد دلائل على فاعليتها لعلاج هذه الحالة. أما وضع أنبوب في طبلة الأذن فإنه سيعمل على جعل الضغط متساويا عند طبلة الأذن، عندما يصل الأذن الوسطى بقناة الأذن. وتستعمل هذه القنوات في الأغلب للأطفال بوصفها خطوة مؤقتة لحين نمو قناة أوستاكي لديهم.
ولعل ما لا نقوم بالاعتراف به، في أغلب الأحوال، هو حقيقة أن الأطباء يواجهون حالات لا يمكن علاجها. وهذه الحالة هي إحداها!.. ولعلي أفكر في تقديم النصح لك بتوظيف «المردود البيولوجي أو الحيوي» (biofeedback) أو أي وسيلة من وسائل التدريب الفكري - البدني (mind-body technique).
ورغم أن الشعور بانسداد الأذن لن يزول تماما، فإن الأشخاص الذي يدربون عقولهم يتيحون لأنفسهم فرصة عدم الالتفات إلى أي من المشكلات، بل ولا حتى لأعراضها المؤلمة، أو يشعرون بتأثير أقل لها.