عمري 39 سنة. ولدي تسريب في الصمام الأورطي، وأتابع هذه الحالة لدى طبيب القلب منذ نحو سبع سنوات. لا أشعر بأي أعراض، والطبيب ينصحني بإجراء قسطرة للقلب، وذكر لي أنه ربما أحتاج إلى عملية جراحية لتغيير الصم

اطلعت على تقارير الأشعة الصوتية التي أرسلتها .. والصمام أحد أهم صمامات القلب، وهو عُرضة لأن يصاب بالتضيق، كما أنه عُرضة لأن لا يتمكن من الانغلاق بشكل تام بعد فراغ عملية ضخ الدم من القلب إلى الجسم عبر هذا الصمام.


ومن هنا ينشأ التسريب، أي عودة الدم إلى القلب من الشريان الأبهر.

ولا يتسبب تسريب الصمام الأورطي في أي أعراض في المراحل الأولى منه.

ويصنف الأطباء درجات التسريب إلى بسيط، ومتوسط، وشديد. وعادة يتم اكتشاف وجود التسريب في الصمام الأورطي بالصدفة، أي خلال فحص القلب بالسماعة.

كما قد يتم اكتشافه بشكل متأخر جدا، أي عندما تبدأ الأعراض بالظهور لدى المريض نتيجة لتأثيرات تسريب الصمام على حجم القلب أو قوة أدائه لوظيفة ضخ الدم للجسم.

ويتم تأكيد التشخيص عبر إجراء تصوير القلب بالأشعة الصوتية.

والهدف من هذا الفحص، وتكرار إجراء الطبيب له خلال سنوات متابعة مريض التسريب في الصمام الأورطي، هو تقييم درجة التسريب وقياس حجم البطين الأيسر، وحجم بداية الشريان الأبهر، وتقييم قوة القلب لضخ الدم، إضافة إلى متابعة أي اضطرابات أخرى في الصمامات أو الحجرات الأخرى في القلب.

كما قد يُجري الطبيب فحص جهد القلب للتعرف على سعة القدرات الوظيفية لدى المصاب في أداء المجهود البدني.

وما دام لا يوجد أعراض ولا اتساع في حجم البطين الأيسر أو ضعف في قوته، عادة لا يصف الطبيب أي أدوية لتنشيط القلب وتقليل أضرار التسريب عليه.

ولكن من الضروري ملاحظة أهمية تلقي المضاد الحيوي قبل أي عمليات في الأسنان أو بقية الجسم.

وسوف يلجأ الطبيب لطلب إجراء القسطرة حينما يحتاج إلى التأكد من درجة التسريب أو قوة البطين الأيسر عندما لا تعطيه الأشعة الصوتية هذه المعلومات بدقة. أو يلاحظ اتساعا في حجم البطين الأيسر أو بداية ضعف في قوته وفق نتيجة الأشعة الصوتية.

أو حينما يحتاج إلى التأكد من سلامة شرايين القلب أو التأكد من حجم بداية الشريان الأورطي.

وحول سؤالك متى تجرى العملية الجراحية لاستبدال الصمام، فإن أهم داعٍ هو الشكوى من أعراض سهولة الإجهاد عند بذل المجهود البدني لدى وجود تسريب شديد في الصمام، أو حينما لا توجد أعراض، ولكن هناك وجود تسريب شديد مع بداية اتساع حجم البطين الأيسر أو بداية الضعف في قوته.

أو حينما يكون ثمة تسريب شديد أو حتى متوسط، مع وجود تضيقات في الشرايين القلبية تحتاج هي بذاتها إلى عملية جراحية لإصلاح تلك الشرايين.

والواضح لديك أن ثمة تسريبا شديدا في الصمام الأورطي مع اتساع في حجم البطين الأيسر، مع أن قوته لا تزال طبيعية. والطبيب بإجراء القسطرة سيتأكد من قوة البطين الأيسر، وسيتأكد من حجمه، كما سيقيم بداية الشريان الأبهر، إضافة إلى تصوير الشرايين التاجية للتأكد من سلامتها. وهذه كلها من الضروري معرفتها، ولا يتم ذلك بدقة إلا عبر القسطرة.