تم لوالدتي استئصال الرحم والمبيضين لدي قبل خمس سنوات، وعمرها الآن نحو الخامسة والخمسين. وسمعت كلاما طبيا لم أتأكد من صحته حول الآثار بعيدة المدى لهذه العملية، هل يُؤثر هذا على الدماغ والذاكرة لديها؟
رسالتك لم يتضح لي منها هل تم إجراء العملية لها قبل بلوغها سن اليأس أم بعد ذلك.
وأهمية هذه النقطة هي أن إجراء عملية استئصال الرحم والمبيضين قبل بلوغ سن اليأس يعني تلقائيا حصول بلوغ سن اليأس جراحيا بفعل إزالة توفر الهرمونات التي يُفرزها المبيضان.
ومعلوم أن بلوغ سن اليأس هو بلوغ الوقت الذي يتوقف المبيضين عن إنتاج الهرمونات الأنثوية.
أي إن عملية إزالة المبيضين هي بالفعل تُؤدي إلى حصول مفاجئ وفعلي وفي لحظة، كما يُقال، لبلوغ سن اليأس الجراحي.
ومعلوم أن المبيضين يُنتجان غالبية كمية هرمون أستروجين الأنثوي الذي بجسم المرأة.
ولا يقتصر عمل هذا الهرمون على ضبط انتظام وحصول الدورة الشهرية، بل إن له أدوارا إيجابية عدة في سلامة صحة العظام وسلامة صحة القلب وشرايينه. كما أن له أدوارا إيجابية أخرى في حماية الدماغ من التغيرات المرتبطة بتقدم العمر، وبالتالي حماية الذاكرة وقدرات التفكير وغيرها من الوظائف ذات العلاقة بسلامة الدماغ.
وهناك بعض المصادر الطبية التي تذكر أنه ربما تتأثر قدرات الذاكرة لاحقا لدى من تمت لهم إزالة المبيضين قبل بلوغ سن اليأس بشكل طبيعي.
وتبني هذا على نتائج بعض الدراسات التي لاحظت احتمالات حصول ذلك.
ولذا يقترحون البدء بتناول المرأة للهرمونات الأنثوية التعويضية إلى حين بلوغ العمر الذي يُتوقع عادة فيه بلوغ سن اليأس.
ولكن الواقع ربما ليس كذلك، وهناك الكثير من الدراسات الطبية الواسعة التي لم تلحظ وجود هذه المشكلة المتعلقة بالذاكرة لدى منْ تمت لهن إزالة المبيضين جراحيا، حتى بلوغ سن اليأس.