عمري 29 سنة، ولا أشكو من أي أمراض. وفجأة قبل يومين ظهرت لدي بقعة حمراء في الجهة الجانبية لبياض عيني اليسرى. وأنا لا أشكو من أي آلام في عيني، ولكن مظهرها أقلقني. ما السبب، وبمَ تنصح؟

ما ظهر لديك هو تجمع دموي في طبقة الملتحمة المغلفة للجزء الأبيض من العين، نتيجة للتسريب من خلال إحدى الشعيرات الدموية الصغيرة. وهذا أمر قد يحصل فجأة ودون أي سبب، ولا يترك تأثيرات على قدرات الإبصار، وغالبا ما يزول خلال فترة وجيزة، أي أقل من أسبوعين.


ولا يدل حصول هذا الأمر بالعموم على وجود مرض خطير في الجسم. ولكن قد يحصل هذا النزيف الدموي البسيط نتيجة لتناول أحد أنواع الأدوية التي تزيد من سيولة الدم، مثل الأسبرين أو الأدوية الشبيهة في المفعول به. أو ربما الإكثار في تناول بعض أنواع الأعشاب أو المنتجات الغذائية ذات التأثيرات على تخثر الدم وسلامة جدران الشعيرات الدموية، مثل الجينسينغ أو الثوم أو الزنجبيل أو غيرها. أو ربما نتيجة لفرك العين بشدة دون ملاحظة لذلك، مثل أثناء النوم أو غيره.

وإضافة إلى ما تقدم، فإن الجوانب الأخرى المهمة في الأمر هي أن لا يكون هذا التجمع الدموي مصحوبا بألم في العين أو تدهور في قدرات الإبصار أو ملاحظة غشاوة في مجال الرؤية أو حكة في العين أو احمرار فيها. وفي حال وجود أي من هذه الأمور فإن مراجعة الطبيب مهمة.

أما بالنسبة لمشاهدة التلفزيون أو التحديق في شاشة الكومبيوتر، فإنه لا توجد أدلة علمية قوية تثبت ضرر أي منهما على قدرات الإبصار، وخاصة على الأطفال. ولكن يجب مراعاة، ما أمكن، بعض الإرشادات العامة حول طول المسافة بين شاشة التلفزيون ومكان الجلوس باعتبار أن كل عشرة بوصات من مقاس شاشة، تتطلب البعد لمسافة متر عن الشاشة، وذلك لإعطاء راحة للعينين على قدرة استيعاب الصورة وملاحظة تفاصيلها دون إجهاد للعينين أو الدماغ.

أي أن شاشة تلفزيون مقاس 32 بوصة مثلا تتطلب المشاهدة عن بعد ثلاثة أمتار تقريبا. وبالنسبة لشاشة الكومبيوتر فإن هناك عاملا آخر مهما للحفاظ على سلامة العينين من الجفاف نتيجة للتحديق بجزء واسع من سطح العين دون رمش الجفون وترطيب العينين من آن لآخر، وكذا وضعية الرأس للعمل على إعطاء راحة لعضلات الرقبة والظهر.