أنا متزوجة من سبع سنوات، ولدي ثلاثة أطفال. أكبرهم عمرها 5 سنوات، والصغير عمره سنتان. وأنا مصابة بالربو والحساسية في الأنف والجلد، ووالد زوجي ووالدته لديهم ربو أيضا. سؤالي: هل أطفالي عُرضة للإصابة بالر

بالنسبة لسؤالك عن دور الوراثة في التسبب بإصابة أبنائك أو أحفادك بالربو، فإن الإجابة صعبة جدا. وقد تكون «نعم» وقد تكون «لا».


وسبب الصعوبة هو أن العلاقة غير واضحة طبيا بين الجينات الوراثية وتوريث الإصابة بالربو أو بالحساسية.

ذلك أنه من جهة هناك ملاحظة أن أطفال الآباء والأمهات المُصابين بالربو هم أكثر إصابة بالربو مقارنة مع أطفال الآباء والأمهات غير المُصابين به.

وكذا الشأن بالنسبة للحساسية في الأنف أو الجلد. وتحديدا فإن أكثر من نصف الأطفال المُصابين بالربو لديهم تاريخ عائلي لإصابة أحد الوالدين أو الأجداد أو الجدات بالربو. وإذا ما كان أحد الوالدين مُصابا بالربو فإن الاحتمالات تتضاعف ثلاث مرات لعُرضة إصابة الطفل بالربو. وإذا ما كان كلا الوالدين مُصابا بالربو فإن الاحتمالات تتضاعف ست مرات.

ولكن لا يُعرف ما هو نمط الانتقال الوراثي للأمر، خصوصا أن هناك حالات كثيرة من الربو التي لا علاقة لها بالوراثة. كما أن هناك حديثا علميا قويا مفاده ما يلي: صحيح أن للوراثة دورا في قابلية إصابة الأطفال بالربو، ولكن هذا الدور يتطلب توفر عوامل بيئية وغير بيئية ذات تأثيرات مباشرة في رفع خطورة الإصابة بالربو في الأصل، وتحديدا التعرض للمواد الملوثة للهواء ووجود اضطرابات في عمل جهاز المناعة تسببت بها عوامل بيئية كالالتهابات الميكروبية أو اضطرابات التغذية أو غيرها من العوامل.

وهو ما يعني أن ثمة مجالا لوقاية الأطفال من أمرين بفاعلية: الأمر الأول هو الوقاية من الإصابة بالربو حتى في وجود عامل الوراثة. والأمر الثاني الوقاية من تكرار الإصابة بنوبات الربو ومن الإصابة بالنوبات الشديدة منه.

وفي كثير من مجتمعات العالم يُعتبر الربو من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في أوساط الأطفال، ولذا فإن المهم والمفيد هو وقاية الأطفال من الإصابة بالربو ومعالجتهم بطريقة صحيحة حفاظا على صحتهم ووقايتهم من تكرار حصول النوبات تلك.

وهذا يفرض على الأم والأب معرفة العوامل التي تثير حصول نوبات الربو، ومعرفة أعراض بدايات نوبات الربو، ومتابعة معالجتهم لدى الطبيب حتى حينما لا يكونون يعانون من أي مشكلات في الجهاز التنفسي.

وما يثير نوبات الربو ويتطلب مراقبة الطفل حين تعرضه لها هو الالتهابات الفيروسية في الجهاز التنفسي، والتي من أهمها وأكثرها شيوعا نزلات البرد والإنفلونزا، والتعرض للمواد المثيرة للحساسية مثل غبار لقاح طلع الأشجار والزهور والقشور الجلدية للحيوانات الأليفة وغيرها، والمواد المهيجة للجهاز التنفسي كدخان السجائر، وممارسة بعض الأطفال للرياضة والتعرض للهواء البارد وغيرها من العوامل البيئية.

والعلامات المهمة لبدايات نوبات الربو تشمل سماع صفير الصدر، ولو بصفة خفيفة حال إخراج الهواء من الصدر، أي الزفير. والسعال الجاف، وخصوصا في الليل، والتنفس بسرعة غير معتادة من قبل الطفل، ومواجهته صعوبات غير معتادة منه فيه، وشكوى الطفل من كتمة أو ضيق في الصدر، وشكوى الطفل من صعوبات في التنفس حال ممارسة الرياضة وبذل المجهود فيها، أو ملاحظة عدم قدرته على إكمال جمل وكلمات الكلام بطلاقة ودونما توقف.