عمري 43 سنة، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وأعاني من آن لآخر من سماع صوت دقات وطنين في أذني. هل للأمر علاقة بالقلب أو الأوعية الدموية أو الضغط، وبم تنصح؟
بداية يحتاج الأمر منك لزيارة الطبيب، الذي سيقوم أولا بالاستماع إلى هذه الشكوى وتفاصيلها، وسيتأكد من مقدار ضغط الدم وعدد نبضات القلب، ومدى انتظام إيقاع نبض القلب وقوة النبض نفسه. ثم سيفحص أذنيك في العيادة، وسيطلب فحص قدرات السمع في أذنيك. والجانب الثالث الذي سيقوم به هو فحص القلب بالسماعة، وفحص شرايين الرقبة بالسماعة أيضا.
وعليك ملاحظة الأمور التالية لفهم أسباب حصول طنين الأذن بأصوات شبيهة بنبضات القلب، وخاصة عندما تستلقي على السرير للنوم، إذ إن غالبية الحالات التي يشكو فيها المرء من طنين الأذن، لا يكون ثمة سبب مهم وراءها ولا يكون هناك أي اضطرابات مرضية في الجسم تُؤدي إليه. ولكن يظل سماع طنين الأذن بالدقات ليس وهما أو تخيلا نفسيا، بل هو سماع الأذن لتدفق الدم في الأوعية الدموية التي في العنق أو الرأس. ولذا، ونظرا لوجود مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم لديك، فإن هناك عدة فحوصات يجب إجراؤها للتأكد من عدم وجود عدد من الاضطرابات التي قد تحصل مع أحد هذين المرضين والتي يُمكن أن تتسبب بطنين الدقات في الأذن. وتحديدا اضطرابات في الأذن أو الأوعية الدموية.
وأول الاحتمالات أن يكون ثمة عدم انضباط في خفض مقدار ضغط الدم إلى المستويات الطبيعية المرجوة. وعندما يرتفع ضغط الدم تضطرب حركة تدفق الدم عبر شرايين الرقبة، مما قد يُؤدي إلى سماع طنين الدقات في الأذن، أو عدم سماع ذلك. ولذا ربما يرتفع ضغط الدم ولا يسمع المريض تلك الدقات في أذنه، وربما يسمعها. بمعنى أنها ليست علامة حتمية تدل على ارتفاع أو انضباط مقدار ضغط الدم، ولكن يُلاحظ لدى البعض أن ارتفاع ضغط الدم يُؤدي بهم إلى سماع طنين الدقات.
هذا أمر، والأمر الثاني أن وجود ترسبات من الكولسترول في داخل جدران شرايين الرقبة يُؤدي إلى إعاقة حرية تدفق الدم بهدوء وسلاسة عبر تلك الشرايين، مما يُؤدي إلى حصول اضطراب في التدفق الدموي يُصاحبه نوع من الضجيج الذي قد يُسمع في الأذن. ولذا من الضروري فحص شرايين الرقبة بالسماعة الطبية للتأكد من عدم وجود أصوات اللغط فيها، والتأكد أيضا من عدم وجود ترسبات الكولسترول وضيق مجرى الشريان عبر التصوير بالأشعة ما فوق الصوتية لشرايين الرقبة.
وإذا ما انتفى هذان الأمران تكون الأمور أهون نسبيا. ويتبقى التأكد من سلامة الأذنين. والسبب أن حصول اضطراب أو نقص في قدرات السمع، وخاصة الناجمة عن اضطرابات في أجزاء الأذن الوسطى أو الداخلية، يُؤدي إلى اضطراب في طريقة السمع. وعادة نحن نسمع لأن توصيل الأصوات إلى الأذن يتم من الخارج عبر الطبلة ثم إلى الأجزاء العظمية الصغيرة في داخل الأذن ثم إلى الأعصاب التي تنقل تلك الموجات إلى الدماغ لتحليلها وتفسيرها وسماعنا لها.
وإذا ما حصل خلل في هذا الطريق، يتم سماع حركة الأحداث الداخلية في الجسم مباشرة عبر توصيلها إلى الأعصاب. ولذا قد يسمع البعض صوت مضغ الطعام والتنفس وتدفق الدم عبر الأوعية الدموية. ولذا يكون من الضروري فحص الأذن وفحص قدرات السمع.