عندما أحاول السباحة في مسبح خارجي في أحد النوادي الساحلية، أشهق بقوة، ويصيبني الدوار، وأشعر بالدوخة، ولذا أخرج من المسبح. وقد قرأت مقالة قبل أعوام عديدة تشير إلى أن لدى بعض الناس حساسية شديدة للماء ال
درجات الحرارة المنخفضة بمقدورها أن تؤثر تأثيرا قويا على القلب وعلى الدورة الدموية، ولذا فعليك أن تكون ذكيا باتخاذك سلوكا حذرا، والخروج من الماء حال شعورك باضطراب في جسدك.
استجابة الجسم
يتمتع الماء بتوصيلية عالية للحرارة تزيد بـ30 مرة عن التوصيلية الحرارية للهواء، ولذا فإن الغطس الفوري في الماء البارد سيؤدي إلى تأثير فوري على درجة حرارة الجسم بالمقارنة مع حالات الخروج إلى جو من الهواء الذي له نفس درجة حرارة ذلك الماء.
ويضاف إلى ذلك أن الإنسان يكون أكثر تعريا عند دخوله الماء مقارنة بوجوده في الهواء، ولذا فإنه سيفقد من حرارته أكثر فأكثر لأن أجزاء كبيرة من الجلد تكون مكشوفة.
ويستجيب جسم الإنسان للبرد، سواء كان من الهواء البارد أو الماء البارد باتخاذه لوضعية تتيح له الاحتفاظ بأكثر ما يمكن من حرارته.
ويفقد الجسم أثنـــاء وجوده في الماء البارد حرارة أقل، إن كانت كميات الدم الحار المارة التي تتدفق عبر الجلد أو الأجزاء الأخرى من الجسم التي تمتلك سطحا كبيرا مثل الأصابـــع اليدين والقدمين، قليلة.
ولذا ينحسر الدم من الأطراف نحو الأعضاء الداخلية في جذع الجسم والرأس، وتتقلص الأوعية الدموية للجلد.
وتحدث القشعريرة، أي ارتعاش الجسم من البرد، بهدف توليد حرارة للجسم، وهي تبدأ عادة عندما تقــل درجــة حرارة الجســـم بدرجتـــين عــن درجــــة الحـــــرارة المطلوبـــة لكـــي تقوم الــــدورة الدمويــــــة بعملهــــــا في حالـــــة وجودها في وظيفة الحفاظ على حرارة الجسم.
تأثيرات على القلب
وتؤثر الإشارات العصبية التي تعمل على انقباض الأوعية الدموية أيضا على القلب والأوعية الدموية، ولذا يـزداد ضغط الدم، وكذلك معدل ضربات القلب، وكمية الدم المتدفق مع كل ضربة للقلب.
وقد تظهر النتيجة على شكل ذبحة صدرية بسبب إجهاد القلب وعدم لحصوله على كميات من الأوكسجين كافية لاحتياجاته. كما يمكن أن يظهر اضطراب غير طبيعي في إيقاع القلب.
كذلك يمكن للبرد أن يؤثر على عملية التنفس لأن الهواء البارد يؤدي إلى انقباض القصبات الهوائية. وتحصل لدى بعض الأشخاص نوبات من الربو لدى تنفسهم الهواء البارد.
احتمالات أخرى
إلا أن هناك احتمالات أخرى لا ترتبط بدرجة الحرارة. فالخوض في الماء أو السباحة فيه يتطلبان عملا ذا مجهود، الأمر الذي يشكل ضغطا أكبر على القلب.
ولذا فمن الممكن أن تكون الأعراض التي ذكرتها عائدة إلى وجود نوع من مشكلات القلب لديك التي تظهر عندما تقوم ببذل مجهود.
وأنصحك بالتوجه إلى الطبيب لكي يفحصك عموما، وأن تعمل مخططا للقلب، للتأكد من خلوك من أي مرض في القلب.
وإن كنت سليما ومعافى فإني سأستنتج بأنك على الأكثر من الأشخاص الحساسين أكثر لدرجات الحرارة المنخفضة. ولذا اقترح عليك مواصلة الاعتناء والرفق بنفسك بشكل مناسب - وتحكيم العقل والخروج فورا من الماء إن تعرضت لأي أعراض غير مريحة.