لدي ارتفاع في ضغط الدم، وأتناول أدوية لخفضه، وأرفقت لك نتائج فحوصاتي الطبية الحديثة. ما ألاحظه أنني أقيس ضغط الدم لدي في المنزل، وأذهب بالنتائج للطبيب خلال زياراتي له، ولكن قراءات ضغط الدم في المنزل ت

هذا ملخص رسالتك. وتشير نتائج الفحوصات التي أرسلتها إلى أن ثمة تغيرات طفيفة في وظائف الكلى، إضافة إلى زيادة طفيفة في سمك جدار عضلة القلب. وهذه من مضاعفات مرض ارتفاع ضغط الدم، التي تفرض الاهتمام بصحة الكلى والقلب لديك. وهو ما أتوقع أن يأخذه طبيبك بعين الاعتبار عند متابعته لحالتك الصحية.


ولاحظ معي أن مرض ارتفاع ضغط الدم هو أحد الأمراض المزمنة التي لها مضاعفات مستقبلية محتملة، ناجمة عن التأثيرات المباشرة للارتفاع في الضغط داخل شرايين الجسم، وأيضا عن تضرر عمل عدة أعضاء في الجسم، يطلق عليها «الأعضاء المستهدفة بالضرر». وهي على وجه الخصوص القلب والدماغ والكلى والعينان والشرايين التي في الأطراف والرقبة وغيرها.

ولذا، فإن متابعة الطبيب لحالتك الصحية تتجه نحو ثلاثة أمور؛ الأول: تحقيق خفض مقدار الضغط للوصول إلى المستويات الطبيعية المطلوبة بالنظر لحالتك الصحية العامة. والثاني: متابعة أي آثار جانبية للأدوية التي يصفها لك لخفض الضغط ولعلاج أي مشكلات صحية أخرى لديك. والثالث: متابعة مدى سلامة «الأعضاء المستهدفة بالضرر» والعمل على حمايتها وفق الإرشادات الطبية الخاصة بكل منها.

هذا من جانب، ومن جانب آخر في ما يتعلق بملاحظتك حول اختلاف نتائج قياس ضغط الدم بين العيادة والمنزل، فمن المحتمل أن يكون لديك ما يعرف «ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالمعطف الأبيض».

أي ذلك الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم نتيجة لرؤية الشخص للطبيب أو الممرضة المرتدين للمعطف (البالطو) الطبي الأبيض. وهذا أمر يصيب نحو 15% من عموم الناس، بل ويصيب حتى الأطباء والممرضين.

والمهم أن تكون قراءات ضغط الدم في المنزل بالنسبة لك بالذات أقل من 125 على 80 ملم زئبق، وذلك في الدرجة الأولى بسبب وجود اضطراب في وظائف الكلى لديك.

وسوف يهتم الطبيب بموضوع الارتفاع المفاجئ، بسبب المعطف الأبيض، في قراءة ضغط الدم في العيادة. وذلك لأن هناك توجها طبيا نحو عدم إهمال هذا الارتفاع الوقتي، وإعطائه جزءا من المتابعة والاهتمام.