تعرّض أخي الصغير لتماسّ كهربائي من قابس (فيش) 110 فولتات. وأخذته للمستشفى، وفحصه الطبيب، وطمأنني على سلامته. كيف أتأكد أن ذلك لم يؤثر على قلبه في المستقبل؟
بالعموم، ما دام الطبيب قد فحص أخاك، وطمأنك على عموم حالته الصحية، فإن الغالب أن لا يكون التماسّ الكهربائي قد أضرّ بقلبه، وإلا لطلب الطبيب إبقاءه في المستشفى لمراقبته وإجراء الفحوصات الخاصة بذلك.
وبالتفصيل، عليك إدراك أن التيار الكهربائي الساري في شبكات الكهرباء المنزلية يكون بفرق جهد كهربائي قيمته إما 110 وإما 220 فولتا، وبالتالي هو من النوعية منخفضة الجهد أو الضغط. وطبيا تقسّم التيارات الكهربائية الناجمة إلى نوعية منخفضة الضغط، أي أقل من 500 فولت، ونوعية عالية الضغط، أي أكثر من 500 فولت.
وتعرّض الإنسان البالغ أو الطفل لتيار كهربائي ناجم عن مصدر منخفض الضغط لا يتسبب بالعموم في أضرار صحية خطرة مهددة لسلامة الحياة، بل قد يتسبب في أضرار صحية متوسطة أو خفيفة، مثل الحروق الجلدية.
أما التعرّض لتيار ناجم عن مصدر ذي شدة عالية الضغط فقد يؤدي إلى أضرار صحية بالغة، وربما مهددة للحياة، مثل الحروق في الأعضاء الداخلية من الجسم، وتلف أجزاء من الجهاز العصبي والدماغ، واضطرابات كهرباء نبضات القلب، وشلل عملية التنفس.
وإضافة إلى شدة التيار الكهربائي هناك عامل آخر مؤثر، وهو طول مدة سريان التيار الكهربائي عند التماسّ. وكلما طالت المدة زاد الضرر.
وأيضا هناك عامل ثالث مهم، وهو الطريق الذي سلكه التيار الكهربائي خلال مروره في أجزاء الجسم. ومعلوم أن صعق التيار الكهربائي لا يحصل إلا عند مرور الكهرباء من نقطة الدخول إلى نقطة الخروج. وإذا سرى تيار كهربائي من مصدر عالي الضغط، من يد إلى اليد الأخرى، مرورا بالصدر، تحصل أضرار كبيرة نظرا لوصول الكهرباء إلى منطقة القلب والأعصاب المغذية للقلب والجهاز التنفسي.
وإذا سرى من الرأس إلى الأرجل، كصواعق البرق، تحصل انقباضات عضلية لعضلات الصدر وشلل في المراكز الدماغية المعنية بالتنفس، ما يؤدي إلى توقف التنفس.
وعند الحديث عن القلب والتيار الكهربائي الخارجي، علينا التفريق بين تأثيرات نوعي التيار الكهربائي. فهناك التيار المتناوب، والتيار المباشر غير المتناوب.
والسبب أن الكهرباء المتناوبة تؤثر على انتظام إيقاع النبض، مما يؤدي إلى حصول اضطرابات أو ارتجاف في انقباضات القلب. أما الكهرباء الثابتة غير المتناوبة فإنها تؤدي إلى تشنج انقباض العضلة القلبية، ما يعني حصول انقباض تشنجي للقلب وعدم ضخه الدم كالمعتاد خلال نبض القلب.
وحينما يسري تيار كهربائي منزلي عبر الصدر، وبشكل مباشر عبر القلب، ولمدة ثانية واحدة، يتأثر القلب. وتتراوح التأثيرات بين حصول اضطرابات في النبض بشكل مؤقت خلال الثواني والدقائق الأولى، ثم تزول ويعود القلب إلى انتظام نبضاته خلال بضع ساعات.
أو يحصل ارتجاف خطير في عضلة القلب، ما يتطلب معالجة مباشرة وسريعة بالصدمات الكهربائية العلاجية. وعادة يجري الطبيب رسما لتخطيط القلب، وتحليلا لأنزيمات عضلة القلب.
وإذا ما كان ثمة أي شك في النتائج، يبقي الطبيب المصاب لمراقبته لفترة أطول. ولمزيد من الاطمئنان المستقبلي قد يجرى فحص تصوير القلب بالأشعة الصوتية، ورصد نبضات القلب طوال مدة 24 ساعة.