زوجي أصيب بنوبة قلبية أدت إلى ضعف شديد في عضلة القلب، ماذا يُمكنني فعله لمساعدته ؟
ومن المفهوم بكل واقعية تلك الأحوال الصعبة التي تواجهها في العناية به ومساعدته والتي ذكرت جانباً منها في رسالتك. والتقارير التي أرفقتها برسالتك تدل على أن القليل بوسع الأطباء فعله بالجراحة أو القسطرة في إصلاح التلف الذي طال قوة القلب لدى زوجك. لكن لا يزال بالإمكان فعل الكثير للتخفيف من معاناته وللحيلولة دون انتكاس حالته ، وأيضاً لإعطاء فرصة زمنية للأدوية التي تتناولها في تحسين قوة القلب بالتدرج.
ما يطلبه الأطباء من مرضى هبوط قوة القلب ، أو ضعفه عن معدلات قدراته الطبيعية ، هو إجراء تغيرات متنوعة في سلوكيات نمط الحياة التي تعود عليها الإنسان ، والتي هي مسؤولة عن جانب كبير من الضرر الذي حصل للقلب.
ويطلبون منهج الأكل بطريقة مختلفة عن المعتاد وأقرب إلى النمط الصحي فيه. كما يطلبون منه تناول أدوية معينة في أوقات محددة ، ويطلبون كذلك تقليل التعرض لأي مسببات للتوتر النفسي أو للاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية المُؤثرة بشكل سلبي على صحة القلب وهي كذلك كثير من الدواعي للتعرض لها ، وخاصة عند العلم بأن أهم ما في جسم الإنسان ، وما تتوقف سلامة حياته عليه ، هو القلب.
كما يطلبون مداومة مراجعة الأطباء للتأكد من جوانب مختلفة في حالة القلب الصحية وطرق معالجته المطلوب من المريض لعملياتها.
هذه الأمور الأساسية ، وغير القابلة للتطبيق في عملياتها ، لا تشكل للمريض بذاته وبلا معونة ممن يعيشون معه ، أن ينجح في القيام بها. ولذلك فإن دورك في مساعدة زوجك على التعامل السليم مع ما هو فيه ويمر به ، وفي بلوغ الأطباء مرحلة النجاح في معالجته ، هو أساسي ولا غنى عنه.
التغيير نحو السلوكيات السليمة يستغرق وقتاً وجهداً، لأنه يتطلب التخلي عن كثير مما تعود الإنسان عليه ويتطلب إتباع الكثير مما لا يرغب المرء فيه، خاصة عند البدء بذلك في سن متقدم. وهنا عليك أن تكوني متفهمة أولاً وصبورة ثانياً وقادرة علي مساعدته بكل دأب ثالثاً. المهم ألا تتهاوني أنت أو تضعفي. ومهما بدا عليه من عدم القدرة على العناية بكل من جوانب شتى فعليك تفهم أسباب ذلك، وعدم محاسبته، بل دعمه وتقبل كل ما هو عليه من أمور لا ذنب له فيها. لأن المهم هنا تجاوز الأزمة التي يمر بها.
ومما عليك مساعدة زوجك فيه هو إنصاته إلي حديث أطبائه إليه ، وتفاعله الإيجابي وتفاصيله لما يُريدون الوصول إليه ولكيفية معالجتهم إياه ووسائل ذلك ، سواء عبر سلوكيات نمط الحياة في التغذية والجهد البدني ، أو في الأدوية أو المتابعة أو الفحوصات أو حتى العمليات الجراحية العلاجية أو غيرها ، بمعنى أن يكون دورك الأساس هو العمل مع الطاقم الطبي في مساعدته على حسن التواصل والفهم والتعاون والمتابعة للمعالجة ووسائلها. وهذا كله سواء كان في المستشفى أو المنزل.
والواقع أن قليلين منا يُدركون مدى حاجة المرضى إلي منْ يُساعدهم ويشد من أزرهم في التواصل مع الأطباء وتقبل الأخبار السارة أو المزعجة منهم ، وتفهم دواعي وسائل المعالجة النجاح.
لكن ، هناك أمران عليك إدراكهما ، الأول أن تُشركي غيرك من أفراد الأسرة في تحمل مسؤولية مريضك ، والثاني أن لا تكوني سبباً في اعتماده الكلي عليك في انجاز كل شيء دون مشاركة فاعلة منه.