أعمل مدرسة، وولدت طفلي الأول قبل أربعة أسابيع، وأنا لا أعلم هل بمقدوري العودة إلى عملي وكيف أنجح في ذلك مع العناية بشكل جيد بطفلي ؟

بعيداً عن التطرق إلى جوانب ، هي خارج نطاق مجال حديث الطبيب ، فإن من المعلوم بداهة أن التخطيط السليم أساس النجاح. خاصة حينما يتعلق الأمر باختيارات يُقدم عليها الإنسان بملء إرادته. ومن الممكن ، من النواحي الصحية والطبية على أقل تقدير ، النجاح في العناية بأفراد الأسرة ، صغاراً أو كباراً ، داخل المنزل وبين العمل الوظيفي للرجل وللمرأة خارجه.


لكن من المعلوم أيضاً إلى تهيئة النفس ، متطلبات العمل والنجاح فيه ، يشمل فهم وكيفية التعامل مع الظروف الشخصية المختلفة التي قد تمر المرء بها ، وخاصة النساء.

ومن الناحية الطبية البحتة ، والمتعلقة بالعناية بالطفل وإرضاعه ونفسية الأم ، فإن موضوع البعد عن العناية المباشرة بالطفل وموضوع تأمين إرضاعه هما الهاجسان الأكبر في الأمر. وهو أمران بأنه التعامل معهما دون إضرار بالطفل أو الأم أو واجبات العمل نفسه.

ما يقوله الباحثون من مايو كلينك في نشرهم حول هذا الجانب الصحي ، وكذلك غيرهم ، هو على الأم بعد الولادة أن تُفكر في مجموعة من الأمور قبل العودة إلى العمل. لعل أهمها أن تبحث عمن تعتني بالطفل خلال غيابها في العمل ، وأنتهيئها على العناية به قبل عودتها للعمل.

وكذلك أن تُحدد الموعد الذي تراه مناسباً لحالتها وحالة طفلها في العودة إلى العمل. الغالبية من الأمهات يصعب عليهن أخذن ما يرونه لازماً وضرورياً من الوقت للعناية بالطفل. لكن عليها أن تأخذ الأم أقصى ما يعنيها من الأجازة لهذه الغاية ، وأن تجعل ، على سبيل المثال ، البدء في العمل ليس بداية الأسبوع ، بل في أواخر أيامه حتى لا يكون أول أسبوع للعمل طويلا.

وأن تحاول أن تتفاهم مع مديرتها المباشرة عن كيفية مرونة جهة العمل مع حاجتها للعناية بالطفل. وهو ما يتطلب أن تقوم به كاملا دون تأخير كي تتمكن من الاستفادة من الفرص التي قد تتاح لها لتفقد طفلها من آن لأخر. وغير ذلك من الأمور.

الأصل والمهم هو تأمين العناية بالطفل وإعطائه حقه من العناية والرعاية الصحية والنفسية بالدرجة الأولى مهما كان الأمر. وهو ما يناقشته مع الطبيب المتابع لحالة الطفل بعد الولادة.