عمري 56 سنة. وأعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وأنا أمارس الرياضة بشكل متوسط ومن آن لآخر. هل من وسيلة للحفاظ على عضلات الجسم وحجمها وقوتها في هذه السن وما بعدها؟

بداية علينا أن نتفق على ما يذكره المثل الطبي، وهو أن «العضلة إما أن تستخدمها أو أن تفقدها». وهذا ينطبق على كافة عضلات الجسم.


والسبب أن العضلات عبارة عن نسيج من الخلايا العضلية الغنية بالألياف العضلية المصفوفة بطريقة مُحكمة في داخل تلك الخلايا. وحركة العضلات، بالانقباض والانبساط، تعتمد على آليات معقدة من التيارات الكهربائية، والتغيرات في تركيز المعادن، والحركات الانزلاقية، في داخل وخارج صفوف تلك الألياف العضلية الموجودة داخل الخلايا العضلية. وهذا النسيج الفريد يحتاج أن يُستخدم كي يُحافظ على قوامه، ويحتاج إلى تمرين كي يزداد في الحجم.

تجاوز سن الخمسين، بحد ذاته، قد يكون سببا في فقد كتلة وحجم العضلات في أماكن معينة من الجسم. وأسباب ذلك متعددة، ومن أهمها تدني القيام بالتمارين الرياضية أو النشاط البدني الحركي، ومنها ضمور بعض الأعصاب التي تغذي العضلات وتثير الحركة فيها.

وهناك أسباب أخرى، يجب التنبه لها والاهتمام بها، ومنها نقص فيتامين «دي»، نتيجة لنقص تناول هذا الفيتامين من منتجات مشتقات الألبان، ونقص تعريض الجلد لأشعة الشمس. ومنها أيضا نقص تزويد الجسم بالأطعمة المحتوية على البروتينات، كاللحوم ومشتقات الألبان والبقول.

ومنها كذلك عدم انضباط نسبة سكر الدم لدى مرضى السكري، نتيجة لتدني نسبة هرمون الأنسولين في الجسم. والأنسولين مهم في تسهيل استخدام الجسم للسكريات كمصدر لإنتاج الطاقة. وحينما لا يستخدم الجسم السكريات، فإنه يلجأ إلى استهلاك البروتينات. ومعلوم أن البروتينات هي أحد المكونات الأساسية لكتلة وحجم العضلات.

وهناك اضطرابات هرمونية قد تُصاحب مرض السكري، وقد تتسبب في فقد كتلة العضلات وحجمها، مثل اضطرابات الغدة الدرقية. إضافة إلى اضطرابات هرمونية قد تُصاحب تجاوز سن الخمسين، مثل تدني نسبة هرمون الذكورة أو هرمون النمو.

وإذا ما كنت تُمارس الرياضة البدنية، وتُحافظ على انضباط نسبة السكر في الدم، ومع ذلك لديك هزال في العضلات، فعليك مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود أحد الاضطرابات المتقدمة الذكر.

وعليك عدم نسيان أن الرجل بحاجة للعضلات وقوتها للحفاظ على توازن الجسم وأداء المهام وغيرها من الأسباب الحيوية.