والدتي عمرها 57 سنة. ويتراوح معدل نبض القلب لديها ما بين 50 و58 نبضة في الدقيقة، قد ولاحظت هذا في نتيجة قراءة ضغط الدم حينما أقيسه لها بالجهاز في المنزل، هل هذا طبيعي، وبمَ تنصح؟
الطبيعي هو أن يكون عدد نبضات القلب بين 60 إلى 100 نبضة للأشخاص البالغين. ومن المهم الحفاظ على نبض القلب ضمن هذا النطاق، وذلك لضمان عمل آلية تتابع انتظام توليد نبضات القلب، ومن ثم استمرارية ضخ القلب للدم بانتظام، وبالتالي تزويد أعضاء الجسم بالدم بانتظام.
وحينما يحصل أن ينخفض معدل النبض لدى شخص ما، فإن الطبيب يبحث عن أمرين، وهما: ما تأثير هذا الانخفاض على الشخص؟ أي هل ثمة أعراض تظهر على الشخص؟
والثاني: ما سبب حصول هذا الأمر غير الطبيعي في معدل النبض خلال الدقيقة الواحدة؟
وبناء على إجابات هذين السؤالين تظهر للطبيب أهمية الأمر، وبالتالي مدى الحاجة إلى المعالجة ووسيلة ذلك.
والسؤال الأول للشخص هو: هل تشعر بأي أعراض، مثل أي ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، وخصوصا حال بذل مجهود المشي أو غيره، أو الدوار أو الدوخة؟ أو هل حصلت أي نوبة من الإغماء وفقد الوعي؟ وحصول أي من هذه الأعراض يتطلب مراجعة الطبيب بصفة مباشرة ودون تأخير.
والسؤال الثاني هو: هل تشعر بأي خفقان في القلب؟ أي شعور الشخص بنبضات قلبه وهي تخفق.
وهل يشعر بأن ثمة عدم انتظام في تتابع النبض في الصدر أو عند لمس نبض الشريان الذي في المعصم؟
وهذا لا يطلب من كل الناس لأن كثيرين لا يستطيعون الحكم بانتظام نبض المعصم، ولكن هناك مَن لديهم قدرة على ذلك.
وبالنسبة للشعور بالخفقان فإن الإنسان الطبيعي لا يشعر بنبض قلبه حينما ينقبض القلب، وحصول الشعور بالخفقان هو أمر غير طبيعي.
ولكن تجب ملاحظة أن كون هذا الشعور غير طبيعي لا يعني بالضرورة أن الأمر خطير.
وحصول أي من هذه الأمور يتطلب مراجعة الطبيب، الذي سيفحص النبض والقلب، وسيجري رسم تخطيط كهرباء القلب، وربما غيره من الفحوصات.
والسؤال الثالث هو: هل يتناول الشخص أي أدوية تتسبب في بطء نبض القلب؟ وهنا علينا ملاحظة أن بعض أدوية علاج ارتفاع نبض القلب أو علاج أمراض شرايين القلب، تتسبب في بطء نبض القلب.
وهذا البطء قد يكون مطلوبا طبيا لمعالجة الحالة المرضية لدى قلب الشخص، ولكن ضمن حدود المعدل الطبيعي. وإذا ما كان السبب هو الدواء، يكون قرار الطبيب إما خفض كمية جرعة الدواء المتسبب في خفض نبض القلب، أو وقفه، أو الإبقاء عليه إذا لم يكن مقدار الانخفاض شديدا ولا يتسبب في أي أعراض أو تغيرات مهمة في عمل القلب.
والسؤال الرابع هو: هل هناك اضطرابات هرمونية تسببت في خفض نبض القلب؟ وتحديدا هل هناك كسل في الغدة الدرقية؟
والذي أنصح به هو فهم هذه النقاط المتقدمة الذكر، ومراجعة الوالدة للطبيب، ومن ثم سيتم تقييم حالتها وستتم معرفة السبب وسيتخذ القرار الطبي المناسب لحالتها.