يبلغ عمر أمي نحو ستين سنة، وتواجه صعوبات في النوم، وتناولت أنواعا من الأدوية المنومة، ولكن دون نتيجة لإزالة المشكلة وعودة قدرتها على النوم بالطريقة الطبيعية .. بمَ تنصح؟

بداية، عليك ملاحظة أن تناول أي نوع من أنواع الحبوب المنومة ليس هو الحل لإزالة مشكلة صعوبة الدخول بسهولة في النوم، بل هو في الغالب حل مؤقت لا يزيل المشكلة على المدى البعيد.


ومشكلة الحبوب المنومة بالدرجة الرئيسية ليست في «الإدمان» عليها، بل هي «الاعتماد» عليها كحل سريع في فترة آخر الليل لمواجهة الأرق.

وعلينا بداية ملاحظة أن الإنسان حينما يتقدم في العمر، فإن عدة تغيرات تعتري جسمه من أهمها أن الجسم ينتج كميات أقل من الهرمونات والمواد الكيميائية الطبيعية التي تسهّل الدخول إلى النوم.

ولذا من الطبيعي أن يواجه المرء فوق سن الستين مشكلة مع النوم لتدني إفراز هرمون النمو الذي يسهّل الدخول إلى النوم العميق، وتدني إفراز مادة ميلاتونين التي تنظم الدورة الطبيعية اليومية للاستيقاظ والنوم.

وهناك عدة عوامل أخرى تتسبب في صعوبات النوم، كالألم في عضلات أو مفاصل إحدى مناطق الجسم، وكثرة التفكير والقلق والتوتر نتيجة لأمور حياتية أو عائلية، واضطرابات الجهاز الهضمي وحرقة المعدة والغازات والإمساك، واضطرابات الجهاز البولي، أو مشكلات التنفس في أثناء النوم، وغيرها من العوامل العضوية والنفسية.

والتغلب على صعوبة النوم لا يبدأ في آخر الليل وعند الذهاب إلى السرير، بل قبل ذلك، أي في خلال ساعات النهار وأول المساء، مثل تجنب النوم في أثناء النهار أو ما بعد الغروب، وتقليل تناول المشروبات المحتوية على منبهات كالشاي والقهوة من بعد فترتي الغروب أو العشاء، وممارسة الرياضة في النهار لا بعد مغيب الشمس، وتخفيف إضاءة غرفة النوم عند الدخول إليها للنوم، وقراءة كتب خفيفة قبل النوم، وغير ذلك من الوسائل.

كما أن لوجبة العشاء دورا في سهولة أو صعوبة النوم، ولذا يفضل تناول تلك الوجبة قبل ساعتين أو ثلاث من موعد الذهاب إلى السرير للنوم، وأن تحتوي على أطعمة معتدلة الكمية وكافية لسد الشعور بالجوع.

وأن تكون الأطعمة من النوعيات التي تحتوي على الأرز الأبيض أو الخبز الأسمر أو لبن الزبادي أو البوظة (الآيس كريم) الحليب

أو مهلبية الحليب أو الجيلي أو لحم الدجاج أو شوربة الخضار أو البطاطا أو الفواكه غير حامضة الطعم كالبطيخ أو العنب.

أما بالنسبة إلى الأدوية المنومة فيمكن تناولها ما دامت بإشراف طبي، وبكميات قليلة ما أمكن، وضمن برنامج واضح في تقليل الحاجة إليها. والمهم معالجة أي أمراض عضوية تتسبب في اضطرابات في النوم.