بماذا تنصح للشخير أثناء النوم ؟

الشخير من الحالات الشائعة جداً بين الناس، لدرجة أن ربع البالغين يُعاني منه أثناء النوم يومياً، وحوالي ثلثهم يصدر منه ذلك أثناء النوم، على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع. يحصل الشخير حينما يمر هواء التنفس من خلال أنسجة أجزاء مرتخية أو متضخمة في مجاري التنفس، وخاصة الأجزاء العلوية منه.


والصوت الذي يُسمع يعتمد في نوعه وتردده على نوعية ذلك المكان المرتخي الأنسجة التي يمر من خلالها الهواء. وهناك حالات دائمة وحالات مؤقتة. والمؤقتة تحصل عند حدوث التهابات في أجزاء الجهاز التنفسي العلوي كالأنف أو الحلق أو اللهاة أو اللوزتين أو غيرها. أو تحصل لدى السيدات في الشهور الأخيرة من الحمل حينما تتضخم أنسجة الجسم وتتورم.

ولفهم الأسباب في الحالات المزمنة، يجب إدراك أن عضلات الجسم وأجزاء الجهاز التنفسي، ترتخي كلما غط المرء في النوم العميق. وحين مرور الهواء من خلال هذه الممرات الضيقة فإن صوت دخول الهواء الصامت عادة يتحول إلى صوت ذي تردد بحسب حركة الأجزاء المرتخية أثناء مرور الهواء من خلالها.

وما يتحكم في ظهور الشخير، بالدرجة الأولى، هو البنية التشريحية لأجزاء الفم، مثل انخفاض مستوى سقف الحنك أو تضخم اللهاة أو اللوزتين أو لحميات خلفية الحلق. هذا بالإضافة إلى تضخم اللسان والأنسجة في الفم نتيجة للسمنة أو ضعف الغدة الدرقية أو أسباب أخرى كقصر طول العنق أو غيره. وكذلك وجود اضطرابات في الأنف، كالاحتقان الدائم أو اعوجاج عظمة الأنف أو تضخم اللحميات في الأنف وغيرهم.

وغالبية حالات الشخير، خاصة حينما لا توجد أسباب عضوية لها وتحدث من آن لآخر، تحصل بسبب تغير وضعية الرأس والرقبة على الوسائد أثناء النوم، على سبيل المثال، عند الإجهاد البدني الشديد والنوم بالتالي كيفما اتفق، أو عند تغيير الوسادة أو استخدام ما هو أعلى أو أدنى من المعتاد.

لكن الأهم من كل هذه الأسباب، هو وجود حالة من اضطرابات ضيق التنفس أثناء النوم، وهي التي تتميز بنوبات من الشخير المتعالي تدريجياً في الصوت، وصولاً إلى التوقف التام عن التنفس لمدة قد تزيد على 10 ثوان، ثم معاودة التنفس مرة أخرى. وهي نوبات متعاقبة قد تتكرر أكثر من مرة أثناء النوم.

والأصل أن يُراجع المرء الذي يُعاني من الشخير طبيبه ليتأكد من سلامة أجزاء الجهاز التنفسي العلوي وليتأكد من أنه لا تُوجد حالة من اضطرابات ضيق التنفس أثناء النوم على وجه الخصوص، لأن هذه الحالة تستدعي المعالجة الفاعلة والتأكد من نجاح ذلك نظراً لتداعياتها الصحية على القلب والرئتين وارتفاع ضغط الدم ودرجة التركيز الذهني أثناء النهار. وهنا فإن الطبيب سيرى ما هو مناسب لمعالجة حالة الشخير.

لكن من المهم التنبه إلى تقليل وزن الجسم، والنوم على احد الجنبين بدلاً من الاستلقاء على الظهر أو البطن، والحرص على وسائد مناسبة لتكوين الرقبة والرأس والكتفين، ومعالجة حالات احتقان الأنف وحساسيته، ومعالجة أي إعاقات لجريان هواء التنفس، وتجنب تناول الأدوية المنومة، فكلها وسائل للتخفيف من الشخير.