عمري 47 سنة، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أعاني من ألم في الساق، وخاصة بعد الوقوف أو الجلوس لوقت طويل نسبيا، هل هذا علامة على وجود مشكلة صحية؟ ما تنصح؟

بداية، شكوى الإنسان من أي أعراض جديدة في الساقين يتطلب مراجعة الطبيب، سواء كان ألما أو تقلصات عضلية أو شعورا بوخز أو فقدان الشعور بالإحساس أو تورما أو غيرها من الأعراض.


وعليك ملاحظة أن هناك عدة أسباب للشكوى من ألم الساقين.

وعند الشكوى من ألم جديد في الساقين بُعيد الوقوف أو الجلوس على المقاعد لفترات طويلة، فإن من المحتمل أن يكون السبب تجمّع السوائل في أوردة الساق.

ومعلوم لديك أن أوردة الساق تعمل على توصيل الدم من الساق إلى الأوردة الكبيرة في البطن، ومن ثم توصيله إلى القلب.

وحينما تتجمع كميات كبيرة من الدم في أوردة الساق، وتُصبح بالتالي مُحتقنة، فإن المرء لا يرى بالضرورة أي تغيرات على جلد الساق، لأن الأوردة ليست على السطح.

بخلاف حالات دوالي الأوردة السطحية للساق، التي حينما تحتقن فإنها تبرز وتتضح للعيان.

وقد يكون سبب احتقان الأوردة، خلل في تراكيب الصمامات الداخلية للأوردة، نتيجة إما لحصول إصابة سابقة في الأوردة، كالتهاب أو الجلطة، أو لأسباب حادثة أخرى لا مجال للاستطراد فيها.

وقد تكون هناك أسباب فيزيائية تتعلق بوضعية الجلوس أو بالوقوف، وتأثيراتهما على سهولة جريان الدم إلى أعلى خلال الأوردة.

وغالبا ما يصف الأشخاص الذين لديهم احتقان في الأوردة، الأعراض التي يشكون منها بأنها ألم شبيه بالحرقة أو ألم التقلصات، وخاصة في عضلة الساق الخلفية، أو ما يُطلق البعض عليه «بطّة الساق».

وغالبا ما يُبدون زيادة الشعور بهذه الشكوى بُعيد الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.

وما يزيد الطين بلّة، كما يُقال، اعتياد المرء على عدم الحركة والمشي اليومي، أو وجود حالة السمنة لديه، أو وقوفه لفترات طويلة دون عمله على تحريك عضلات الساقين والقدمين، أو جلوسه واضعا ساقا على ساق، أو عدم ارتدائه لجوارب طويلة تصل إلى ما دون الركبة بقليل.

وغالبا لا يُجدي إجراء فحص أوردة الساق بالأشعة الصوتية، لأن هذا الفحص يتتبع بدقة وجود دوالي في أوردة الساقين، وليس مجرد احتقانها بفعل الوقوف أو الجلوس الطويل.

وما أنصحك به هو مراجعة الطبيب، الذي سيفحص الساقين والقدمين، والأوعية الدموية فيهما. كما سيُجري الفحوصات اللازمة لمعرفة السبب.

وإن كان الأمر كما هو متوقع، أي احتقان أوردة الساق، فإن الاعتياد على المشي، وارتداء جوارب سابغة لغالبية الساق، وتحريك القدمين حال الوقوف، ورفع القدمين قليلا حال الجلوس، كلها وسائل لتخفيف هذا الألم.