هل التوقف عن التدخين سبب في الإمساك والخمول البدني والذهني؟

هناك عدة تأثيرات جانبية للنجاح في التوقف عن التدخين. وبعض هذه الآثار الجانبية المزعجة ناتج عن توقف تزويد الجسم بمادة النيكوتين، وبعضها له علاقة بأمور أخرى.


والنيكوتين إحدى المواد المثيرة لتنشيط عمل الدماغ، كما أنه مادة مثيرة للنشاط في عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) المتعلقة بحصول التفاعلات الكيميائية الحيوية بالجسم.

وهي أيضا مادة مثيرة لنشاط عمل أجزاء من الجهاز الهضمي، ومنها بالذات القولون.

ولذا يلاحظ أن نسبة واضحة من المدخنين لا يعانون من مشكلات الإمساك، وتنتظم لديهم عمليات إخراج الفضلات. والسبب أن النيكوتين هو مادة مليّنة ومسهلة لإخراج الفضلات.

ولذا حينما يتوقفون عن التدخين عليهم توقع احتمال حصول الإمساك أو عدم حصول سهولة وانتظام في الإخراج كما في السابق.

ولكن هذا التأثير السلبي للتوقف عن التدخين هو تأثير وقتي. ويزول غالبا في غضون بضعة أسابيع من بعد الامتناع التام عن التدخين.

وبالإمكان التغلب على هذا العرَض الجانبي من خلال الاهتمام بالإكثار من شرب الماء، وتناول الكميات اللازمة من الألياف النباتية، أي الألياف التي تتوفر في الخضراوات، والفواكه، وحبوب القمح الكاملة وغير المقشَّرة، والمكسرات، والبقول، إضافة إلى الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية، وخصوصا المشي المفيد في تنشيط حركة الأمعاء.

وكذلك للتوقف عن تزويد الجسم بالنيكوتين تأثير سلبي لجهة إبطاء نشاط العمليات الكيميائية الحيوية بالجسم، وبالتالي الشعور بالتعب والخمول والإجهاد.

ولكن أيضا هذا التأثير السلبي مؤقت، ويزول بعد بضعة أسابيع من الصبر على التوقف عن التدخين.

وخلال هذه الفترة، يمكن تخفيف هذا العرَض من خلال الحرص على تزويد الجسم بالماء، لأن الماء أحد أهم العوامل المنشطة لتلك العمليات الكيميائية الحيوية.

وكذلك الحرص على توزيع وجبات الطعام إلى ثلاث وجبات رئيسية متوسطة المحتوى في كمية الطعام، ووجبتين خفيفتين، أو «سناك»، مكونة من المكسرات أو الفواكه.

مع تجنب تناول السكريات المحتوية على سكريات بسيطة سهلة الهضم والامتصاص، كما في السكر العادي، لأن تناول هذه السكريات يزيد من الشعور بالتعب والخمول في الجسم.

وهنا أيضا تفيد ممارسة الرياضة البدنية في التغلب على هذا التعب المؤقت.

وعموما، فإن أي تأثيرات جانبية سلبية للتوقف عن التدخين يجب أن لا تكون حائلا دون الاستمرار في التوقف عنه.