قمت بعملية إزالة كامل الغدة الدرقية منذ حوالي أسبوع وأعاني حاليا من بحة في الصوت فهل ذلك امر طبيعي ام لا ؟ وهل من الممكن إعطائي معلومات تفصيلية عن اليود المشع، لان الطبيب اخبرني بأن من المفضل استخدامه
بحة الصوت التي تظهر بعد عملية استئصال الغدة الدرقية ، سواء أجزاء منها أو كلها ، ربما تكون نتيجة أمرين:
ربما يعجبك
الأمر الأول ، تأثر أجزاء الحنجرة بأنابيب التنفس التي يتم استخدامها بشكل مؤقت أثناء العملية الجراحية ضمن إجراءات التخدير. وهو ما يزول خلال فترة أيام من بعد إتمام العملية ، ولا يدل على وجود أي إصابات دائمة في مخارج أصوات الكلام ، ولا يستدعي بالتالي أي قلق.
الأمر الثاني أن يكون ناجماً عن تأثر العصب المُغذي للحنجرة أثناء محاولة الطبيب الجراح إزالة كامل أجزاء الغدة الدرقية ، وهو ما قد يحصل مع أمهر الجراحين.
وحال الشكوى من بحة الصوت في فترة ما بعد عملية الغدة الدرقية ، فإن من الواجب إخبار الجراح بالأمر ، كي يتم فحص الحنجرة والتأكد من سلامة تحرك الحبال الصوتية. وإن كان هناك اضطراب في حركة الحبال تلك فإن الأهم معرفة سبب ذلك ، بمعنى هل هو نتيجة العملية الجراحية أم تأثر العصب المغذي لها بطبيعة الحالة المرضية في أنسجة الغدة الدرقية نفسها.
من سؤالك ، لم يتضح لي طبيعة مرض الغدة الدرقية لديك والدواعي التي من أجلها اتجه الطبيب إلى إجراء العملية الجراحية لاستئصال كامل الغدة ثم البدء بعلاج اليود المُشع. وأقصد أمرين: الأول من الناحية الوظيفية ، هل كان بالأصل بجهود زيادة في نشاط الغدة الدرقية نتيجة زيادة إفراز هرمونها ، أم بأنها خمول فيها وتدني إفراز الهرمون. والثاني ، من الناحية الشكلية ، هل كان هناك تضخم في كامل أنسجة الغدة أم تنفي مجرد عقد صلبة من أنسجة الغدة.
وأهمية معرفة ذلك هي لأن ثمة نوعين من اليود المُشع، وكليهما إما على هيئة حبوب دوائية أو شراب. الأول يُستخدم في تصوير الغدة الدرقية والثاني يُستخدم في معالجة الأجزاء النشطة جداً فيها. وسبب استخدام اليود دون غيره من المعادن، هو لأن خلايا أنسجة الغدة الدرقية تمتص بطبعها اليود لاستخدامه في صنع هورمون الغدة الدرقية.
وحين استعمال اليود المشع لتصوير الغدة الدرقية فإن المطلوب معرفة هل أنسجة الغدة لديها شراهة فوق المعدل الطبيعي لامتصاص اليود أم أنها طبيعية في ذلك. أما حين استخدام اليود المشع كعلاج، فإن المطلوب منه هو توصيل مادة مشعة متلفة لخلايا الغدة التي تمتصها، وأفضل ما يتم ذلك من خلال استخدام اليود.
لأن اليود ستأخذه خلايا الغدة الدرقية دون بقية خلايا الجسم. أي أن الذي سيتأثر سلباً هو الغدة الدرقية وليس بقية الجسم.
المهم في ما يعني حالتك ، هو أن تتناول اليود المشع ، كعلاج في ما بعد العملية الجراحية ، هو مفيد في وقف النشاط الزائد والمفرط في الأنسجة التي تزيد فيها ربما لم تستخدم الجراح من إزالتها كاملة. أرجو أن يكون هذا كافياً في الإجابة عن استفساراتك.
