أمي تعاني من الرعاف وذلك لما يقارب السنتين، حيث ذهبت الى الأطباء وقالوا لها ان الجيوب الأنفية متسعة لذا استخدموا الكي بالليزر واعادوه مرة أخرى .. ما الحل ؟

بطانة الأنف الداخلية مغطاة بطبقة من الأنسجة الحساسة الرطبة، التي تغذيها الأوعية الدموية بغزارة. وهذه الأوعية الدموية قريبة جداً من السطح الخارجي لتلك البطانة. ولذا فإن أي تهتك في أنسجة بطانة الأنف قد يتسبب بحصول تهتك في الأوعية الدموية الصغيرة وبالتالي نزيف الدم منها. وهو ما قد يكون بكميات قليلة غالباً، أو كثيرة في بعض الأحيان.


وعليه فمصدر الرعاف أو نزيف الأنف هو تلك الأوعية الدموية في غالب الأحوال ولدى غالبية الناس. والمكان الغالب لمصدر تهتك الأوعية الدموية في بطانة الأنف هو الجدار الحاجز بين فتحتي الأنف، لأنه غني بتلك الأوعية الدموية، خاصة في الأجزاء الأمامية، أي القريبة من فتحة الأنف أو التي يصل إليها الإصبع عند العبث بداخل الأنف.

والنزيف في هذه المنطقة غير خطير ويُمكن وقفه بوسائل عدة. أما الأوعية الدموية في الأجزاء الداخلية العميقة في الأنف، فقد يحصل تهتك فيها وتنزف بالتالي. وغالباً ما تكون ثمة أسباب صحية عامة في الجسم ينتج عنها هذه الأنواع من نزيف الأنف، أي ارتفاع ضغط الدم أو أمراض اضطرابات سيولة الدم أو تناول أدوية تتسبب بسيولة الدم أو تناول أدوية تخفيف الالتهابات كالاسبرين أو البروفين أو غيرهما، أو الإكثار من تناول منتجات نباتية تزيد من سيولة الدم كالثوم أو الزنجبيل أو غيرهما.

وثمة عوامل ترفع من احتمالات إصابة البعض بنزيف الأنف أو تكرار حصوله، مثل العيش في مناطق ذات مناخ جاف وحار، سواء داخل المنزل أو خارجه، أو وجود اعوجاج في الجدار الفاصل بين شقي الأنف، أو الإصابة بنزلات البرد أو حالات الحساسية أو استنشاق مواد مهيجة كدخان السجائر. إضافة إلى وجود أحد الأسباب الصحية العامة المتقدمة الذكر.

لكن تظل إصابات أنسجة بطانة الأنف أحد أهم الأسباب، مثل تنظيف الأنف عميقاً أو العبث به أو الاستنثار بشدة أو إصابات الأنف الخارجية. ولذا فإن الوقاية هي أساس المعالجة لحالات نزيف الأنف، عبر منع حصول الجفاف أو الإصابات أو حالات التهابات أنسجة بطانة الأنف، والتي تشمل الجيوب الأنفية.

وهناك عدة وسائل لوقف نزيف الأوعية الدموية، إذا لم تُفلح الوسائل البسيطة، منها الكي بمواد كيميائية، ومنها أيضاً الليزر. أما تكرار حصول النزيف، فلا يعني أن المعالجة فاشلة أو خاطئة، بل يعني أن عدة أمور أخرى تتطلب عناية مهمة. أهمها حصول تهتكات بسبب الإصابات أياً كانت طريقة حصولها، أو التعرض للجفاف أو حصول التهابات في أجزاء الأنف أو وجود أمراض عامة أخرى في الجسم.