أعاني من ضغط الدم منذ عدة أعوام وأتناول العلاج الذي وصفه الطبيب بانتظام، وأقوم بقياس الضغط منزلياً، فهل يجب متابعة الطبيب ؟

الارتفاع في ضغط الدم حالة مرضية شائعة، وكل ما هو مطلوب من الإنسان أن يهتم بالمتابعة لدى الطبيب، وبتحقيق ضبط معدل ضغط الدم ضمن ما هو مطلوب علاجياً.


ما يجدر بك ملاحظته والأخذ به كحقيقة، هو أن ارتفاع ضغط الدم حالة مزمنة. والحاجة إلى زيارة الطبيب بشكل دوري، ووفق ما ينصح به، لها غايات أخرى ضرورية لا تقتصر على مجرد معرفة أرقام قراءات القياس للضغط، لأن الأمر هذا بحد ذاته هو جزء من المتابعة. وثمة عناصر يهتم بها الطبيب عند متابعته لمن لديه ارتفاع ضغط الدم، أهمها خفض مقدار ضغط الدم ضمن نطاق ما دون 120/80 ملم زئبق.

ولذا فإن قراءات أعلى، وإن كانت لا تصل إلى حد 140/90، هي لا تزال مرتفعة بالنسبة لمن يتناولون علاجات ارتفاع الضغط. هذا أمر، والأمر الآخر هو متابعة أي آثار جانبية للأدوية. وهذه الآثار ليست بالضرورة من النوع الذي يظهر على جسم متناولها كاحمرار جلدي مثلاً، بل ربما اضطرابات كيميائية في أملاح الدم وغيرها. وهي ما تحتاج إلى الطبيب ومساعدته. ثم هناك التأكد من قبل الطبيب أن المريض يتبع الإرشادات الخاصة بالوسائل العلاجية المساندة للأدوية في ضبط مقدار ضغط الدم، مثل الرياضة البدنية والاهتمام بالوزن ومكونات الوجبات الغذائية.

بعد هذا كله، هناك أمران من الحكمة إدراك أهمية تولي الطبيب متابعتهما. الأمر الأول متابعة تأثير وجود حالة ارتفاع في ضغط الدم، حتى مع انضباط مقداره، على الأعضاء المُستهدفة بالضرر في هذه الحالة. وتحديداً الحديث هو عن القلب وشرايينه، وعن الكلى ووظائفها، والدماغ ووظائفه، والعينين. والأمر الثاني متابعة أي أمراض أخرى، خاصة المزمنة منها. مثل السكري أو اضطرابات وظائف الكلى أو الرئة أو غيرها، المُصاحبة لوجود حالة مرض ارتفاع ضغط الدم.