هل يُفيدني تناول فيتامين سي يومياً للوقاية من أمراض القلب أو الأمراض الأخرى ؟

فيتامين سي أحد الفيتامينات المهمة للجسم، التي لا يستطيع جسم الإنسان صنعها، بخلاف بعض الحيوانات كالقطط أو غيرها. ومصدر تأمينه للجسم هو المنتجات الغذائية، والنباتية الطازجة منها على وجه الخصوص. ما حصل للبشر هو أنه منذ اكتشاف هذا الفيتامين في عشرينات القرن الماضي، والنصائح العشوائية تتوالى حول جدوى تناوله. خاصة بعد إنتاجه كحبوب دوائية.


ما يحتاجه الجسم يومياً، ومن دون تهاون في تأمينه، هو كمية لا تتجاوز 45 مليغراما، بحسب توجيهات منظمة الصحة العالمية. وهو ما يتحقق بتناول 25 غراما من الفلفل الأخضر أو الأحمر، سواء الحار أو البارد. أو تناول 35 غراما من البقدونس، أو نصف جوافة، أو برتقالة. وما فوق ذلك لا يحتاجه الجسم يقيناً طبياً إلا في حالات مرض نقص فيتامين سي أو ما يُعرف طبياً بمرض الإسقربوط.

أما تناول كميات عالية منه يومياً، أي أعلى من 1000 غرام، فلا فائدة علمية صحية منه، بل ربما له آثار جانبية ضارة.

وحتى أفضل ما يُقال عن فائدة تناول فيتامين سي، بكمية تتجاوز 200 مليغرام يومياً، في الوقاية من نزلات البرد أو حتى معالجة نزلات البرد حال حصولها، لم تثبت علمياً جدواه برغم إجراء أكثر من 30 دراسة طبية حول هذين الأمرين.

والأضعف منه الأدلة العلمية على جدوى تناول فيتامين سي للوقاية من شتى أنواع السرطان، أو لمعالجة السرطان، أو للوقاية من نوبات الربو، أو أنيميا نقص الحديد، أو الوقاية من تسوس الأسنان، أو الولادة المبكرة.

بالنسبة للشرايين في القلب وفي الدماغ، هناك توضيح صغير، فالدراسات التي بحثت في جدوى تناول كميات تفوق 500 مليغرام من فيتامين سي أثبتت فشل ذلك في الوقاية من السكتة الدماغية. والذي قد يُستنتج منها أنه مفيد في هذا الأمر هو الدراسات التي نظرت في تناول كميات من فيتامين سي لا تتجاوز 50 مليغراما، أي كميات تُقارب ما يجب على الإنسان بالأصل تناوله من فيتامين سي يومياً.

أما أمراض القلب، ففيتامين سي لا يعمل على خفض الكولسترول، ولا يُقلل من احتمالات الإصابة بالجلطة القلبية. ولذا لا تزال الهيئات الطبية العالمية لا تتبنى النصيحة بتناول حبوب فيتامين سي لهذه الغاية.

الإشكالية التي يجب التنبه لها جيداً ليست في كل ما تقدم، بل ثمة مؤشرات علمية على أن تناول كميات تفوق 500 مليغرام من فيتامين سي يومياً قد يكون سبباً في نشوء مشاكل في الشرايين القلبية. كما أن تناول كميات تتجاوز 2000 مليغرام منه يومياً يتسبب بنشوء حصاة الكلى وبالإسهال والغثيان والتهابات المعدة.

ومن الواجب أيضاً الحذر من تناول المرضى لفيتامين سي بكميات عالية يومياً، خاصة من لديهم تشمع بالكبد أو النقرس أو أنواع من اضطرابات عمل الكلى.