هل من نصيحة طبية باستخدام الأسبرين قبل السفر للرحلات الطويلة بالطائرة لمنع الإصابة بالجلطة الوريدية ؟ وهل الأمر خطير صحياً ؟

هذا ملخص سؤالك ، والذي ورد حول جلطات الأوردة عند السفر الطويل بالطائرات ، خاصة بين ركاب الدرجة السياحية ، الأمر الذي يحصل عند السفر بالطائرة هو جُملة من التحولات البيئية التي تتعرض لها جميع الركاب ، سياحية وأولى. وهذه التعديلات ترفع من احتمالات الحصول على ترسبات وتجمعات للدم في أوردة الساقين أو الفخذين ، ما يُؤدي إلى نشوء جلطات فيها.


والضرر من تلك الجلطات يطال موضع حصولها ، أي الساق أو الفخذ ، بالألم والانتفاخ والحرارة والاحمرار. كما قد يطالب الرئتين نتيجة وصول قطع من تلك الجلطات إلى حجرات الجزء الأيمن من القلب ، وقذفها بالتالي إلى الرئتين. ولدى نسبة قليلة من المُصابين ، قد تعبر الحاجز الطبيعي ، حال وجود ثقوب فيه ، بين الأذنين وصولاً إلى الدماغ.

وعوامل البيئة في الطائرة تشمل جفاف الهواء في مقصورة الركاب ، ما يعني فقد الماء مع هواء الزفير. وقلة تحريك القدمين من قبل الراكب نفسه ، أو وضعه ساقا على ساق أثناء الجلوس. ونقص الأوكسجين الواصل إلى الدم من خلال التنفس نتيجة لاختلاف الضغط الجوي ، وليس نتيجة لقلة الأوكسجين في هواء المقصورة. وللإيضاح فإن نقص سوائل الجسم ونقص الأوكسجين المتوفر في خلايا الدم الحمراء وقلة الحركة للساقين ووضع ساق على أخرى كلها عوامل تُسهل التصاق خلايا الدم الحمراء بعضا ، وبدء تكون الجلطة أو خثرة أو تجمع الدم.

ونسبة الإصابات بالجلطة الوريدية وإن كانت متدنية ، إلا أنه من المهم جداً أن يكون ما ثبت علمياً جدواه في التقليل من حصولها. وما هو ثابت الفائدة حتى اليوم يشمل الإكثار من شرب السوائل والماء ، وإجراء تمارين تحريك القدمين والساقين أثناء الجلوس ، والمشي بين الممرات بتعقل ، وارتداء جوارب عالية الحد لتغطي أعلى الساقين أثناء الرحلة.

تناول الأسبرين، وإن كان مفيداً في حالات مرضية واسعة، بل أحد أهم الأدوية العالمية المفيدة للبشر، إلا أنه لا يُوجد وضوح أو إرشادات صريحة بجدواه في تقليل الإصابات بالجلطات الوريدية حال ركوب الطائرة والسفر لمسافات طويلة.

والأصل أن الأسبرين يُفيد في تخثرات وتجلطات الدم التي تتكون بالأصل من صفائح دموية ملتصقة ببعضها بعضا، ثم تبدأ مركبات تخثر الدم الكيميائية عملها وتترسب من ثم الصفائح الدموية على تلك الكتلة. وهو ما يحصل عادة في الشرايين وليس الأوردة.

لذا نجد أن النصيحة الطبية بتناول الأسبرين هي مثلاً لمنع تكون جلطات الدم في الشرايين التاجية للقلب. أما الأوردة فطريقة تكون جلطات تجمع وترسب الدم مختلفة. ومع هذا ثمة من الأطباء منْ يرى أن لا ضرر من تناول حبة من الأسبرين بمقدار 75 ملغ أو ما شابه قبل الرحلة الطويلة بساعتين لمنع الإصابات بالجلطة الوريدية. ومن شاء أخذ بهذه النصيحة ومن شاء تركها، لكن المهم هو الإكثار من شرب السوائل وتحريك القدمين وارتداء الجوارب.