أخبرني طبيبي بأن علي أن أفكر في إجراء عملية تشابع عملية إزالة تضيّق الشرايين، وذلك بهدف وقف الرجفان الأذيني لديّ. هل يمكنك الحديث عنها بالتفاصيل؟
أعتقد أنك تسأل عن عملية «القطع بالقسطرة» catheter ablation. وهذه العملية تشابه بعضا ما، عملية إدخال القسطرة لإزالة تضيق الشرايين angioplasty بالقسطرة، لأنها تنفذ من دون أي جراحة، بل باستخدام الأدوات التي توجه نحو القلب عبر أنبوب صغير جدا (القسطرة) التي يتم إدخالها في الأوعية الدموية من منطقة أعلى الفخذ.
وينتهي التشابه بين هاتين العمليتين هنا. إذ تهدف عملية إزالة تضيق الشرايين إلى فتح أو توسيع الشرايين التاجية المتضيقة أو المسدودة، بينما تهدف عملية «القطع بالقسطرة» إلى إحداث أذية أو ضرر في داخل السطح الداخلي للقلب. وهذا يقود إلى تدمير مصادر الإشارات الكهربائية الشاردة التي تقوم بتحفيز الرجفان الأذيني واستمراره، أو يقود إلى وضع «حواجز طريق» ضدها.
منع الإشارات الكهربائية إن الأوردة الرئوية هي المصدر الشائع لهذه الإشارات الإضافية. ولذا فإن خلق حلقة من أنسجة الندوب حول الفتحات التي تقود إلى هذه الأوردة، يخلق حاجزا يمنع الإشارات الكهربائية المتولدة، من التأثير على عمل بقية أجزاء القلب. ويسمى هذه الإجراء «عزل الوريد الرئوي»pulmonary vein isolation. وكانت أوائل الأجهزة تستخدم الحرارة لخلق أنسجة الندوب. أما الأجهزة الجديدة التي تختبر حاليا فتوظف عمليات التبريد والتجميد، وطاقة الليزر أو طاقة الموجات فوق الصوتية.
وتوجه عملية «القطع بالقسطرة» لتدمير العقد الصغيرة من الأعصاب ganglia التي تكون حساسة أكثر من اللازم لما يصلها من الجهاز العصبي الذاتي autonomic nervous system، وهو الجهاز الذي ينظم الأعمال اللاإرادية للعضلات الطرية، القلب، والغدد. كما تستخدم هذه العملية كذلك لتعطيل نشاط أجزاء من الأنسجة التي تقوم بشكل غير متناسب بتضخيم الإشارات الكهربائية أو إعادة تدويرها.
ورغم أن «القطع بالقسطرة» هي طريقة واعدة، فإنها لا تزال جديدة، كما أن تقنياتها لا تزال في مرحلة تطور متواصل، بحيث إننا لا نحصل على ما يكفي من المعلومات حول تأثيراتها البعيدة المدى.
ولهذا السبب فإن هذه الطريقة لا يوصى بها كأول علاج للرجفان الأذيني، إلا أنها تظل خيارا للأفراد الذين لا يستجيبون للأدوية المضادة لخفقان القلب أو الذين لا يستطيعون تناولها.