ماذا عليّ فعله للوقاية من إنفلونزا الخنازير؟ وهل يصاب الإنسان بها بسهولة؟ وهل الأمر خطير؟

الأساس في التعامل مع أي مشكلة، أيا كان مستوى خطورتها، هو الفهم الصحيح للمعلومات المعروفة عنها، والهدوء في التفكير للتعامل معها.


وفي كل دول العالم، ووفق إرشادات منظمة الصحية العالمية، تتم إجراءات صحية ووقائية أثبتت جدواها في الحد إلى هذا الوقت من تفاقم هذه المشكلة الصحية. والمهم هو عدم الانسياق وراء ذعر المخاوف غير الصحيحة وغير المستندة إلى أي أساس علمي.

وفي نهاية الأمر، لن يصاب المرء بالفيروس ما لم تتهيأ لديه الظروف الملائمة لذلك، بمعنى أن الوقاية الشخصية هي الأساس في ما يمكن لأحدنا فعله لتجاوز المدة الزمنية، غير المعلومة، لانقضاء فترة هذه الجائحة المرضية.

والوقاية مما كان يسمى «إنفلونزا الخنازير» تتمثل في خطوات واضحة وبسيطة، وهي ما يمكن تطبيقه. وبالمداومة عليها نجح الكثيرون في حماية أنفسهم من الإصابة بها، حتى في المناطق الموبوءة بذلك المرض الفيروسي المعدي.

ووفق ما تنص عليه إرشادات الهيئات العالمية المعنية بهذا الأمر المستجد، فإن غسل اليدين جيدا بالماء والصابون لمدة تتجاوز 15 ثانية، كفيل بتنقيتهما من أي فيروسات للإنفلونزا من نوع «إتش1 إن 1» المتسببة في عدوى الإنفلونزا، وبخاصة بعد احتمال تلوث يدَي المريض بالفيروسات جراء العطس أو السعال عليهما، أو جراء ملامسة الفم أو الأنف أو العينين، وانتقالها إلى شخص سليم عند المصافحة أو انتقالها إلى أسطح الأشياء المحيطة بالمريض. كما يؤدي إلى نفس النتيجة استخدام المنظفات الكحولية.

والأساس هو تجنب مخالطة أي شخص يعاني من الإنفلونزا، سواء كانت موسمية أو ذات صلة بنوعية فيروس «إتش 1 إن 1»، والحرص على العودة إلى أصول النظافة، بعدم التعود على تكرار لمس الفم أو الأنف أو العينين.

ولأن من الصعب على الكثيرين الالتزام بهذا السلوك، يكون الغسل وسيلة تنقيتهما مما علق بهما. وإحدى خطوات الوقاية ذات الطابع المنطقي هي التزام المصاب بالإنفلونزا بتجنب الاختلاط بالأشخاص الأصحّاء عند إصابته بالإنفلونزا.

وللفيروس المتسبب في هذه الحالة الوبائية قدرات على البقاء حيا، وإمكانية تسببه في العدوى لشخص سليم، حال وجوده خارج جسم الشخص المصاب.

وعلى الرغم من عدم وجود حديث علمي دقيق حول هذا الفيروس الجديد بالذات، فإن الفيروس قادر على البقاء حيا حينما يلتصق بالأسطح الصلبة المعدنية غير المثقوبة، حينما تكون رطبة، لمدة قد تصل إلى 48 ساعة، والبقاء لمدة تصل إلى 12 ساعة على الأسطح الرطبة للأنسجة والملابس. ولأسباب متعددة، يتمكن الفيروس من البقاء حيا على سطح جلد اليدين لمدة تتجاوز 4 دقائق، ولكنها فترة طويلة وكفيلة بتوفير فرصة لانتقال الفيروس من مصاب إلى سليم.

والواقع، أن هذه النوعية من الإنفلونزا ليست أشد خطورة من الإنفلونزا الموسمية. ولا تغيب عنّا الحقائق السنوية لعدد المتضررين سنويا جراء انتشار الإنفلونزا الموسمية التي يراها البعض عادية. وتحديدا، تشير نشرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، إلى أن الإنفلونزا الموسمية «العادية» تتسبب باضطرار أكثر من 200 ألف شخص إلى الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأنها سبب في وفاة أكثر من 30 ألف شخص.

هذا يحصل سنويا، وفي دولة واحدة وهي الولايات المتحدة. ولك أن تقارن هذه الأرقام بما تم حصره حتى اليوم خلال الأسابيع الماضية في دول العالم أجمع حول الإصابات بما يسمى مجازا «إنفلونزا الخنازير».