هل هناك علاقة بين ارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب؟
سؤالك لم تذكر فيه منذ متى لديك ارتفاع ضغط الدم، وما هي أي أنواع الأدوية التي تتناولها لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولا مدى وجود أمراض مزمنة أخرى لديك مثل السكري، وهل لديك أي أعراض لأمراض شرايين القلب.
وعموماً، تذكر المصادر الطبية أن ثمة علاقة ثابتة في احتمال تسبب ارتفاع ضغط الدم باضطرابات في الأداء الجنسي لدى الرجال. ولا يزال من غير الواضح علمياً وجود تأثيرات لارتفاع ضغط الدم على الأداء الجنسي لدى الإناث.
وعلينا أن نتذكر أن ارتفاع ضغط الدم، واستمرار الارتفاع فيه لفترات زمنية متفاوتة، سبب في التأثيرات السلبية على وظائف طبقة بطانة الأوعية الدموية، وفي حصول حالة تصلّب الشرايين المرضية في الأوعية الدموية الشريانية، وبالتالي تحصل حالة من إعاقة جريان الدم بكل حرية إلى منطقة العضو الذكري. وحينما يقل تدفق الدم إلى العضو، فإن الانتصاب سيتأثر بالضعف أو بعدم القدرة على المحافظة عليه طوال الفترة الزمنية المعتدلة لممارسة العملية الجنسية.
وهذه المشكلة منتشرة إلى حد ما بين أوساط المُصابين بارتفاع ضغط الدم، وخاصة حينما لا يلتفتون إلى ضرورة إعادة ضبط الارتفاع فيه إلى الحدود الطبيعية لضغط الدم، أي إلى ما دون 140 على 89 مليمتر زئبق تحديداً. هذا بالرغم من أن الأفضل خفض ضغط الدم إلى ما دون 120 على 80 مليمتر زئبق.
والإشكالية لدى الرجل بشكل خاص، أن مجرد حصول مرة واحدة لديه لضعف الانتصاب، سبب رئيسي للقلق والخوف من تكرار حصول هذا الأمر في المرات التالية لمحاولة ممارسة أداء العملية الجنسية مع شريكة الحياة. وهو ما يؤثر سلباً على نوعية العلاقة معها.
ولتوسيع دائرة النظرة إلى علاقة ارتفاع ضغط الدم بالأداء الجنسي للرجل، فإن ارتفاع ضغط الدم قد يُقلل لدى البعض، لأسباب غير واضحة، الرغبة في ممارسة العملية الجنسية ويُعيق عملية إتمام القذف في الوقت المعتاد لديه. كما أن بعض أنواع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم قد تتسبب بنفس التأثيرات على الانتصاب أو الرغبة الجنسية. وبالذات يدور الحديث في الوسط الطبي حول نوعين من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم. الأول، الأدوية المتسببة بزيادة إدرار البول وإخراج السوائل من الجسم.
وذلك عبر عدة آليات، مثل تقليل تدفق الدم إلى منطقة العضو، أو زيادة إخراج بعض المعادن، مثل الزنك اللازم لإنتاج هرمونات الذكورة لدى الرجال. والثاني، الأدوية من مجموعة ما يُعرف بـ «حاصرات بيتا»، مثل أتينالول وميتابرولول وبروبرانولول وغيرها ذات التسميات التجارية المختلفة. والآليات متعددة لتأثيرات «حاصرات بيتا» على الأداء الجنسي، مثل تأثيراتها السلبية على الجهاز العصبي في نشوء عملية الانتصاب وتقليلها من قدرات الاتساع والاستيعاب للأوعية الدموية في منطقة العضو الذكري.
وما يستطيع المُصاب بهذه المشكلة من مرضى ارتفاع ضغط الدم هو الحديث عن الأمر بشكل صريح مع طبيبه المتابع لحالته الصحية. وإن كان السبب هو الأدوية التي يتناولها لعلاج ارتفاع ضغط الدم لديه، فبالإمكان تغييرها إلى ما لا يتسبب بالمشكلة أصلاً.
ولو رأى الطبيب أن الأدوية ليست المشكلة، فإن تناول أحد أنواع الأدوية الرافعة لمستوى الانتصاب، مثل فياغرا أو سياليس أو ليفيترا، هو شيء ممكن ولا يتعارض بالضرر حال تناول أي أنواع أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم.