معرض «بلاس فاندوم» غابة من الأحجار الكريمة

تتبع باريس تقليدا، تتعمد ان يتزامن مع موسم الـ«هوت كوتير» للأزياء، لا تحيد عنه بأي حال من الأحوال منذ عدة سنوات.


ومع الوقت اصبح هذا التقليد يعتبر مهرجانا لا يغيب عنه عشاق المجوهرات والأحجار الكريمة.

فيه تتحول «بلاس فاندوم» العريقة إلى معرض تتبارى فيه بيوت المجوهرات الكبيرة، مثل شوميه، فان كليف اند اربلز، شانيل وغيرها، على طرح جديدها مستغلة وجود وسائل الإعلام والمشترين في العاصمة، لتقدم لهم طبقا متنوعا يتذوقون منه جمال الأزياء الرفيعة وروعة المجوهرات.

تقول بياتريس دي بلينفال، وهي رئيسة هذه الفعالية وأمينة متحف «شوميه»: ان التوقيت مناسب جدا للحصول على تغطية كافية. أما القاسم المشترك واللافت فيما عرض خلال أسبوع الموضة الراقية الأخير، فيما يخص المجوهرات، فكان تسلل الطبيعة، بكل اشكالها، إلى هذه التصميمات.

ولا نقصد هنا فقط الأزهار والورود المتفتحة فحسب، بل ايضا الحشرات والأسماك والحيوانات البرية التي أتقن الصاغة ترجمتها بالماس والزمرد والياقوت والسفير والفيروز وغيرها.

شركة «بوشرون»، مثلا، احتفلت بمرور 150 عاما عليها بطرح مجموعة رائعة من هذه المجوهرات، وبالذات خمس قلادات، كل واحدة بتصميم وباسم.

صحيح انها كانت كلاسيكية، لكن لم تغب عنها بعض اللمسات العصرية. إلى جانب هذه المجموعة كانت هناك مجموعات أخرى مستوحاة من الحيوانات والحشرات المختلفة، مثل سوار خاص بتزيين الذراع جاء على شكل ثعبان مرصع بالفيروز، إلى جانب خواتم بأشكال مختلفة بعضها على شكل دعسوقة وبعضها على شكل طاووس غطي ريشه بالسفير والزمرد، وبعضها الآخر على شكل حلزون مطلي بالذهب ومرصع بالماس والسفير أو ضفدع، لكنها بأسعار تقدر بـ 100.000 دولار وما فوق.

أما بالنسبة لدار «شانيل» التي دخلت مجال المجوهرات الراقية بقوة منذ سنوات، متفائلة بزهرة الكاميليا الحاضرة دائما، فقد قدمت باقات جديدة تغلب عليها أيضا أشكال الورود والأزهار، تتوسطها أحجار من الماس بينما يغلب على بتلاتها الزمرد والسفير.

قد تكون عصرية بكل المقاييس، لكنها تبقى مستوحاة من روح كوكو شانيل وكلاسيكية الدار، أي انها استثمار لمدى الحياة.

لكن عندما نذكر المجوهرات المستوحاة من الطبيعة وكائناتها البرية، فلا بد من ذكر دار «كريستيان ديور» التي شبه تخصصت في هذا المجال على يد مصممتها الفنية، فكتوار دي كاستيلان.

في العام الماضي قدمت تشكيلة «بيلادونا» التي كانت عبارة عن ورود تتفتح وتغلق على نفسها، حسب المناسبات، وطبعا حسب رغبة المرأة التي كان يمكنها ان تحركها وتتحكم فيها كيفما شاءت حتى تحصل على الشكل المطلوب، أما هذه المرة، فجاءت مجموعتها «ميلي كارنيفورا» عبارة عن كائنات منغلقة على نفسها، أو بالأحرى على كنوزها.

المجموعة الجديدة تحمل كل بصمات المصممة فكتوار التي برهنت ان جنونها وابداعها لا حدود لهما، لا سيما وأنها تحظى بدعم الدار، وتعتبر من مصممي المجوهرات القلائل، الذين تذكر اسماؤهم علنا وتنظم لهم المعارض بحضورهم.

أغلبية بيوت الأزياء تتكتم على اسماء مصمميها، وتقول انهم فريق وليس واحدا، حتى تحافظ عليهم من جهة، وحتى لا يطغى اسم المصمم على اسم الدار، من جهة ثانية فتكون بذلك قد صنعت «فرانكشتاين» يؤرقها.

 فكتوار عرضت ابتكاراتها الباهظة الثمن ليس على قطع من قماش الحرير أو المخمل، ولا في صناديق بأقفال، بل كانت كل قطعة في مهد خاص بها، وكأنها تريد ان تقول بأن كل قطعة فلذة من فلذات كبدها، وإن كانت الفكرة منها بيعها لامرأة متعطشة لكي تجعلها قرة عينها في تلك المناسبات التي تحتاج فيها إلى ألوان طبيعية براقة وقطعة تجمع الحيوية والشباب.

صحيح ان التصميم يبقى كلاسيكيا، لكن الألوان تجعلها خاضعة للموضة أولا وأخيرا، إذا أخذنا بعين الاعتبار انها متوهجة بألوان قوس قزح المختلفة.