قصص واقعية ستجعلك تحبين الحياة والعالم

هل تشعرين بالإحباط؟

لتغيري وجهة نظرك عن الحياة هنا بعض القصص الواقعية التي ستمنحك حالة من التحفيز والحب للحياة وللعالم كله.

الرجل الذي استخدم جسده كوسادة للصدمات

بدأت القصة عام 2009، كان المدرب المخضرم ديف هارتستوك العبقري في رياضة القفز بالمظلات بولاية تكساس في منتصف قفزة بارتفاع 13،000 قدم جنبا إلى جنب مع الجدة شيرلي داي جيرت، وكانت أول مرة تقوم بعملية القفز بالمظلة، وعندما اكتشف أن كلا المظلتين لن يمكن فتحهم من أجل سقوط آمن.
وفي تلك اللحظة بدأت أجراس الخطر تدق في رأسه وكافح لفك أربطة المظلة، ثم سقط آلاف الأقدام ويزيد عنها بقليل، وفي خلال ثوان قليلة باقية أمامه للمضي قبل أن يحدث تأثير خطير، بدأ هارتستوك في لف جسده حتى يصبح كوسادة صدمات للجدة داي جيرت، ويمتص جسده الصدمات بدلا عن الجدة عند الارتطام بالأرض.
فقد فكر هارتستوك بسرعة لإنقاذ حياة الجدة داي جيرت، ورغم إصابتها ببعض الإصابات الخفيفة، استطاعت أن تتعافى وتعمل بشكل طبيعي، لكن دفع هرتستوك ثمناً باهظاً لشجاعته، حيث أصابته السقطة بشلل كامل من رقبته وما يليها بشكل دائم، وأصبح الآن بحاجة إلى من يساعده على تأدية احتياجاته الضرورية كارتداء الملابس أو الاستحمام.
على الجانب الآخر كانت الجدة داي جيرت تشعر بالأسى الشديد على ما حدث لهارتستوك مقابل إنقاذه لحياتها وكانت على اتصال به منذ وقوع الحادث، بل وكانت تتعجب من حبه لها وهل حقا يمكن أن يحب شخص شخصاً آخر كما فعل هو معها?

وهل كان سيفعل هارتستوك ما فعل إذا كان يعلم ما سيحدث له نتيجة لشجاعته؟

كان جواب هارتستوك أنه قطعا كان سيفعل ما فعل، لأن الناس حين يتواجدون جنبا إلى جنب لايفكرون إلا في محافظة كل منهم على حياة الآخر، وأن الجدة شيرلي لم تعلم كيف تتصرف التصرف المناسب في ذلك الموقف بدون أن تؤذي نفسها، وهو يفضل ما أصابه عن أن يصيبها هي.

الفتاة التي تصدت لعصابة من المتنمرين

من الصعب عليك تخيل التجربة الجهنمية التي مرت بها الفتاة جودي بلانكو الطالبة بالمرحلة الإعدادية، التي كانت هدفا للعديد من الصبية المتنمرين في صفها، وبدأت المشكلة عندما كانت تتناول غداءها في الحمام حيث تذهب لتأكل وجبة سريعة تحتوي على البروتين وذلك لأن هؤلاء الفتوات كانوا يمنعونها من الجلوس في المطعم وتناول وجبتها مثل أي طالبة.
وكانت تتعرض للكثير من الإيذاء كأن يقوم مدرسو التربية الرياضية بحشو فمها بالثلج، ووبختها المعلمة ولقبتها بأنها من الأطفال المعاقين، هذا بالإضافة إلى قيام بعض الأولاد بكتابة كلمات بذيئة على كتبها المدرسية.
وبعد مرور عام، وعندما أصبحت ناضجة، كان لديها الشجاعة لكتابة كتاب عن تجاربها في مرحلة المراهقة، تحت عنوان "Please Stop Laughing at Me : One Woman's Inspirational True Story" وهو بالعربية " أرجوكم، توقفوا عن السخرية مني : قصة حقيقية لامرأة ملهمة"، وكان في قائمة مجلة التايمز الأمريكية ضمن الكتب الأكثر مبيعا.
وتمكن الطلاب الفتوات من الوصول إليها بعد قراءتهم للكتاب عن طريق الخطابات والإيميلات، حتى أن بعضهم كانوا يفكرون في الانتحار، وبدأت المدارس الواحدة تلو الأخرى في الإرسال لاستضافة بلانكو حتى تحكي قصتها، وبعد الاستماع عن ما تسببه البلطجة داخل المدارس من خسائر فادحة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، عقدت بلانكو العزم على الاستفادة من معاناتها وإنشاء برنامج لمساعدة الأطفال على مكافحة البلطجة وأسمته :" It's NOT Just Joking Around" أي أن ما يحدث ليس مزحة.
وأوضحت بلانكو من خلال ما عرضته بالبرنامج النتائج الواقعية للبلطجة، كما أدت أيضا تدخلات تعاونية للمساعدة على حل الصراعات الأساسية التي تقع بين الطلبة بعضهم البعض.
وفي خطوة جريئة ومشجعة تمكنت من صنع علاقة سلام بينها وبين من كانوا يعذبونها في الماضي، وكانت تقول إن المرء إن أراد أن يساعد الآخرين لابد أن يغفر لمن أخطأ في حقه.

مراهقة أنقذت حافلة مدرسية:

بدأت هذه القصة عندما ركبت الطالبة جراس آن رومر التي كانت تبلغ من العمر 17 عاما، حافلة المدرسة التي كانت ستقلها إلى المنزل من أكاديمية كالفاري المسيحية في فيلادلفيا، في الأول من شهر يناير بعد الظهر، وكان كل ما تفكر به في تلك اللحظة مدى الإنهاك الذي كانت فيه، وعلمت أن عليها المذاكرة لاختبار منتصف الترم القادم، لكن كانت أمنيتها الوحيدة هي العودة للمنزل وأخذ قسط من النوم والراحة.
وبعد مرور خمس دقائق أدركت الفتاة فجأة أن سائق الحافة قد توفى وهو يمسك بعجلة القيادة وأصبحت الحافلة خارج السيطرة، ورغم أنها بدأت علم القيادة وممارستها قبل هذه الواقعة بأسابيع قليلة، كان على الفتاة أن تفعل شيئاً ما، فقد كان بالحافلة عدد كبير من الأطفال بعضهم في الصف الأول، لذا تقدمت مندفعة وأمسكت بعجلة القيادة ووجهت الحافلة على جانب الطريق وسحبت خريطة إرشاد لتدلها على الطريق.
وقالت إنها لم تتمكن من الوصول لفرامل اليد لأن السائق كان أمامها مباشرة، حيث دخلت الفتاة بالحافلة في حديقة عامة وتوقفت مباشرة قبل التصادم بأسوار الحديقة.
لم يتعرف الجميع على حقيقة ما فعلت الفتاة إلا بعد ما تحدثت مع أفراد أسر التلاميذ الذين تمكنت من إنقاذهم، وكان من بين تلك الأسر آباء كان لديهم ثلاثة أطفال في الحافلة، حيث عانقوها بقوة، ورغم الشهرة التي حازت عليها الفتاة والعمل الذي كان بمثابة معجزة حقيقية، ظلت متواضعة مع الجميع.

المرأة التي ساعدت ضحايا الحرب على إعادة تأهيلهم:

كسيدة أعمال رائدة كان هدف فيكتوريا ترابوش في الحياة هو تغطية الزمن، وفي اجتماع عمل في بورتلاند، أوريجون، فرغم تقديمها إلى امرأة رواندية تسمى ريتا نجارامبل، سرعان ما تحولت محادثاتها السطحية إلى مناقشة أكثر جدية شرحت ريتا نجارامبل كيف فقد الناس الأمل بعد مواجهة الإبادة الجماعية هناك عام 1994.
وفي تلك المحادثة قالت ترابوش، وكأنها تغرس بذرة أنها رجعت إلى الوطن وأنها ستذهب إلى رواندا، وعندما كانت هناك، قابلت ترابوش الناس الذين عانوا خسائر لايمكن تخيلها، وكان من بينهم أرملة تتحمل مسؤولية 4 أطفال تعيش في كوخ من الطين مساحته 42 قدم، وولد صغير رباه أخوته لأن والديه قد ماتوا، لذا قررت ترابوش الوصول إلى الأحياء وأطفالهم في تلك البلدة.
بدأت ترابوش مؤسسة إيتافاري، بعد عودتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكلمة إيتافاري تعني "الطوب" باللغة الرواندية لتعكس مساعدة الناس على إعادة البناء.
وعبر الثماني سنوات الماضية نهضت تلك المؤسسة وجنت تقريبا مليون دولار وذهبت معظم تلك الأموال لمساعدة الروانديين على الاكتفاء الذاتي، ودفعت للطلبة الأيتام المصروفات الدراسية في صورة قروض لرؤوس الأسر حتى يمكنهم بدء عملهم الخاص.
حولت تلك المؤسسة حياة المئات من الناس إلى حياة كريمة ومن بينهم امرأة تدعى كلوداين التي فقدت والديها في المذابح، وبمساعدة مؤسسة إيتافاري استطاعت كلوداين على بناء منزل لأسرتها وأرسلت طفليها للمدرسة، وهذا نتيجة لمساعدة ترابوش لها على تحقيق أحلامها لأن مهمتها في الحياة هي بث الروح مرة أخرى في مكان تعرض للموت.
رغم أن ترابوش حاليا تتعافى من أزمة قلبية، مازالت مستمرة في مهمتها بمؤسسة إيتافاري لصالح الناس الذين تخدمهم، حيث كانت تراقب نجاحاتهم قائلة إن أي شيء ممكن وأنها كانت من قبل متشائمة، لكنها الآن متحفزة جدا لأن هناك شيئاً عظيماً تتيحه الحياة لكل منا.