في كل يوم نسمع أخباراً عن نتائج محيرة لدراسات طبية. والأسبوع الماضي تحدثت عن الأسبرين بأنه لا يُفيد النساء، هل أتوقف عنه ؟

هذا ملخص تعليقك المهم جداً للأطباء وللناس.والجواب باختصار شديد هو لا، حتى تستشيري الطبيب الذي يتابع حالتك الصحية. وذلك لسبب مهم، وهو باختصار شديد أيضاً، أن طبيبك المتابع يعلم جميع ما يمت بصلة لحالتك الصحية ويعلم ما الداعي لوصف الأسبرين لك.


ولذا هو منْ سيُقرر، بناء على كل المعطيات الصحية لديك، وأنت منْ ستتبعين نصائحه، بناءً على الثقة التي لديك فيه، حول مدى مناسبة تناولك للأسبرين أم لا.

الطب كما تعلمين يتطور في جانبين مهمين. الأول هو الاكتشافات الحديثة لوسائل علاجية أو تشخيصية أو معرفة أعمق للأمراض. والثاني هو في مراجعة صحة الاعتقادات الطبية القديمة والشائعة. ومن الجانب الثاني علمنا مثلاً أن تناول البيض المسلوق لا يرفع الكوليسترول وأن تناول الثوم لا يُخفضه.

وعجلة العمل في مراكز البحوث العلمية، المحلية والعالمية، لا تتوقف، لأن ثمة مجموعات من الباحثين المتعطشين للوصول إلى حقائق الأمراض وكيفية تخفيف معاناة البشر من ويلاتها. وهؤلاء سيظلون في كل يوم يُزودوننا بالجديد من نتائج جهودهم.

والمهم هو عرض الخبر الطبي بطريقة مفيدة، بعيداً عن الإثارة، وبأسلوب مناسب لفهم غالبية الناس، كي لا يُخل بتلك العلاقة بين المريض وطبيبه، ولا يُعطي أملاً كاذباً بتوفر وسيلة علاجية جديدة، ولا يصنع دعاية طبية جوفاء ذات أهداف مادية لأدوية أو مراكز طبية أو لأشخاص، ولا غيره مما يتعارض مع الأمانة الطبية في الحديث مع الناس حول أعز ما يملكون، وهو الصحة.

الإشكالية هي في كيفية تلقي واستقبال ما تقوله الأخبار الطبية لنا من نتائج. وهنا يأخذ الأمر عدة أوجه بالنسبة للأطباء وبالنسبة للناس، ولعل أهمها هو وجهان. الوجه الأول، لفت النظر للاهتمام بـ «أمر صحي ما». وهو ما اعتمدته في المقال كمثال في تقريب حقيقة أن أمراض قلوب النساء تختلف عن تلك التي لدى الرجال، لأن من مؤشرات تلك الفروق أن الأسبرين لا يعمل في شرايين قلوب النساء كما في شرايين قلوب الرجال.

وفي نفس الوقت ذكرت الحقيقة الأخرى، مما توصل الباحثون إليه، وهو أن الأسبرين يعمل أفضل في شرايين أدمغة النساء، لمنع الإصابة بالسكتة الدماغية، بخلاف شرايين أدمغة الرجال.

والوجه الثاني هو في تعديل الأطباء وسائل معالجتهم وفق النتائج الجديدة لما فيه تقديم أفضل طريقة لعلاج المرضى. وللأطباء، المتابعين للجديد في الطب، عدة آليات في تقييم نتائج الدراسات تلك، وتقرير مدى مطابقتها لحالة كل مريض بعينه، أي وفق اختلافات العمر والجنس ونوعية الأمراض المُصاحبة وغيرها من الظروف المتعلقة بكل مريض على حدة.