عندما يتلعثم طفلك في الكلام .. كيف تتعاملين مع الموقف؟

عندما تتصادم الكلمات وتتوقف في الفم ويتم تكرار المقاطع المتتالية ويصاب اللسان بالثقل، يشعر المرء بصعوبة التواصل ويشعر أنه مختلف ويعاني من  صعوبة  التعبير بانسيابية ويسر .. إن داء التلعثم يصيب1 % من مجموع السكان.كان لدي النبي "موسى"، "أرسطو"، "روسو"، "داروين" و"تشرشل" عنصر مشترك وهو "اللجلجة في اللسان".


هذا الاضطراب يؤثر في اللسان الآن علي 600000 شخص في فرنسا.. ولكن ما هي أسبابه؟ وهل العلاج هو نفسه لدى البالغين والأطفال؟ في هذا المقال سنسلط الضوء علي التلعثم الذي يمثل عائقا اجتماعيا حقيقيا.

التلعثم.. من هو المتضرر؟
اليوم في فرنسا يعانى حوالى 500 إلى 600 ألف شخص من التلعثم "التأتأة"، والرجال هم أكثر المتضررين ثلاث مرات أكثر من النساء، وعموما تظهر التأتأة في سن الطفولة ما بين ثلاث وسبع سنوات، ولكنها تؤثر أيضا على البالغين.
أسباب التأتأة:
لا تزال أسباب التأتأة غير واضحة، ولكنها تشمل الاضطرابات الفسيولوجية مثل المشاكل العصبية والعضلية، ويشار أيضا إلى أسباب نفسية (الاستثارة، والقلق...). كذلك العوامل الوراثية تبدو مؤثرة على نحو متزايد، ومع ذلك يمكننا الكشف عن العوامل التي من شأنها أن تعزز تطوير التأتأة:  تأخر الكلام، الجو الأسري الذي يغلب عليه التوتر والقلق.. وبالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يكون هناك حدث ما يسبب هذا الاضطراب: قدوم أخ أصغر أو شقيقة، الانتقال ( تغيير محل الإقامة).
علاج التأتأة في الكلام:
إذا كانت التأتاة متكررة وشائعة بحيث يتلعثم الأطفال بين سنتين وثلاث سنوات، فيجب أن نقلق إذا استمر هذا الوضع، كما يجب أن نعلم أنه كلما يتم اكتشاف هذا الاضطراب في وقت مبكر، كلما كانت فرص نجاح العلاج أفضل.
في بداية ظهور الصعوبات المستمرة، من المهم استشارة طبيب التخاطب الذي يمكنه أن يقدم الخطوات العلاجية المناسبة، وسوف يقترح على الطفل العديد من التدريبات (التنفس، التحدث...) لتمكينه من تعلم تقنيات جيدة. أما عند البالغين، فإن العلاج يتركز في المقام الأول علي التخاطب، ولكن يمكن أيضا الاستفادة من العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي.
التأتأة عائق اجتماعي:
بطبيعة الحال، فإن المشكلة الرئيسية تظل في الاتصال مع البيئة المحيطة؛ لأن الشخص الذي يعاني من اضطراب الكلام يتعامل مع الناس، وبالإضافة إلى ذلك، سيتأثر بالتعب أو الموقف أو العوطف، وبالتالي فإن التلعثم يشكل عائقا حقيقيا للحياة الاجتماعية.
ولذلك فمن المهم علاج هذا الاضطراب في أقرب وقت ممكن، ومواقف الآباء في مواجهة الطفل هي أيضا ذات أهمية قصوى في تفاقم الاضطراب أو شفائه، لا تتردد إذاً في طلب المشورة.