فحص واعد .. للرصد المبكر لـ«كسل العين»

فحص واعد .. لمنع تدهور البصر لدى الأطفال
فحص واعد .. لمنع تدهور البصر لدى الأطفال

يمكن للفحص البسيط لعدة ثوان بالأشعة أن يمكن أطباء الأطفال من اكتشاف كسل العين، الذي هو عبارة عن فقدان البصر في عين تبدو طبيعية لدى الأطفال من سن سنتين على حد قول أطباء عيون في مستشفى بوسطن للأطفال الذين طبقوا هذه الوسيلة على 202 من الأطفال.


«كسل العين»

يصيب كسل العين أو الغمش ما بين 3 إلى 5 في المائة من الأطفال ويعد من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر في الطفولة. لكن قد يكون من الصعب اكتشاف هذا المرض لدى الأطفال، الذي يستجيب أكثرهم للعلاج، نظرا لعدم قدرتهم على التعبير عما يرونه أو قراءة العلامات على لوحة علامات فحص البصر.

ويقول ديفيد هانتر، رئيس قسم العيون في مستشفى بوسطن للأطفال: «قد تبدو عيني الطفل المصابة بهذا المرض سليمة تماما حتى وإن كانت تفقد البصر تدريجيا.

وبمجرد بلوغ الطفل سن المدرسة، يصبح من الصعب استعادة قدرة الإبصار كاملا. لذا نود أن نبدأ علاجهم وهو في الثالثة أو أصغر».

عادة ما يؤدي كسل العين (الغمش) إلى الحول أو تفاوت الانكسار وهو ضعف قدرة إحدى العينين على التركيز. وفي كلتا الحالتين، يقل الاعتماد على إحدى العينين ويضعف البصر، حيث يفقد المخ قدرته على ترجمة المدخلات البصرية من تلك العين.

وإذا تم تحديد المشكلة وتشخيص الحالة مبكرا خاصة قبل بلوغ الطفل الرابعة أو الخامسة، حينها يستطيع الأطباء علاج الحالة من خلال تغطية العين القوية أو تغشية العين بقطرة عين.

فحص واعد

وأشارت مجلة طب العيون الاستقصائي وعلوم البصر في عددها الصادر بتاريخ 7 يوليو (تموز) إلى الفحص الطبي للطفل باستخدام جهاز مسح ضوئي للرؤية مخصص للأطفال.

بينما ينظر الطفل إلى ضوء أحمر وامض، يتم فحص عينيه بواسطة ماسح ليزر يعمل بطاقة منخفضة لقياس قدرته على الرؤية بالعينين معا وتسجيل خمس قراءات خلال 2.5 ثانية.

وقد اختبر هانتر وزملاؤه هذا الجهاز على 154 طفلا مريضا في عيادة طب عيون الأطفال و48 طفلا لا يعانون من أي مشكلات في الإبصار تتراوح أعمارهم بين عامين و18 عاما.

وتم استبعاد الأطفال الذين يعانون من حول يمكن تشخيصه أو أي مرض آخر من أمراض العيون أو تأخر في نمو العين.

إذا كان الرقم الذي تم تسجيله أقل من 60 في المائة (أي أقل من ثلاث محاولات تركيز ناجحة من بين خمس محاولات)، فمعنى ذلك أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الفحوصات.

وكان المتوسط الذي سجله الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين عامين إلى ستة أعوام ويعانون من تفاوت الانكسار، 9 في المائة ويعانون من الحوَل 8 في المائة في مقابل 89 في المائة سجلها أفراد المجموعة القياسية. واستطاع ذلك الجهاز الماسح رصد تفاوت الانكسار رغم عدم وجود كسل في العين قابل للقياس وسجل تحسن قدرة هؤلاء الأطفال على الرؤية بعينيهم الاثنتين معا بعد العلاج.

ويقول هانتر، أستاذ طب العيون بكلية الطب جامعة هارفارد: «لقد صممنا الجهاز بحيث يستطيع رصد واكتشاف الحول، لكننا تفاجأنا بقدرة الجهاز على رصد أي شكل من أشكال كسل العين.

وساعد ذلك على اكتشاف الحالات التي تحتاج إلى فحصها من قبل طبيب عيون»، كما نقل عنه موقع «ميديكال نيوز توداي» الطبي.

جهاز حساس

يتمتع الجهاز بوجه عام بحساسية عالية ودقة نسبتها 96 في المائة فيما يتعلق بكشف كسل العين أو الحوَل حسب اختبارات طب العيون المعيارية.

ويأمل هانتر أن يستخدم أطباء الأطفال هذا الجهاز للكشف على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام إلى عامين والذين لم يبلغوا سن المدرسة بعد لمعرفة ما إذا كانوا يعانون من كسل في العين خلال زياراتهم السنوية للطبيب.

وعادة ما يكون فحص العين الذي يجرى قبل دخول المدرسة والذي يكون إجباريا في بعض الولايات، متأخرا بحيث يصعب علاج كسل العين بشكل كامل على حد قوله.

ويقول هانتر: «ربما تمكّن هذه الوسيلة التكنولوجية أطباء الأطفال من تشخيص حالة الأطفال الذين يحتاجون إلى الإحالة إلى طبيب عيون بسهولة ويسر بمجرد ظهور المشكلة.

ونتيجة لذلك ننتظر من شركات التأمين الصحي والمؤسسات الحكومية أن تضمن هذا الفحص الذي من شأنه تقليل تكلفة الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمة الصحية وإنقاذ بصر مئات الآلاف من الأطفال».

وهذا الجهاز هو ثمرة عشرين عاما من الأبحاث بتمويل من عدة هيئات وجهات. ويتم اختبار نموذج سهل الاستخدام من هذا الجهاز في عدد من المراكز الطبية المستقلة.