سامنت شوهان .. المصمم الهندي الذي دخل كتاب «الأزياء الرحيمة بالبيئة»

حرير السلام المنسوج دون قتل دودة القز يدخل عالم الأزياء الراقية وفي الصورة من تصاميمه التي استعمل فيها حرير السلام
حرير السلام المنسوج دون قتل دودة القز يدخل عالم الأزياء الراقية وفي الصورة من تصاميمه التي استعمل فيها حرير السلام

حظيت مجموعة المصمم الهندي سامنت شوهان صديقة البيئة بصدى عالمي. ويتم المصمم البالغ من العمر 31 عاما ، الوحيد الذي جاء ذكره في كتاب «الأزياء البيئية» لساس براون ، الأستاذة الجامعية بالقيمة المتحدة التي تعمل في معهد تكنولوجيا الأزياء بني الأخرى.


سبب ذلك أنها مجموعة مصنوعة من حرير بهاغالبور الخام بنسبة 100٪ أو (حرير السلام) الذي يُنسج دون قتل دودة القز ، حيث تبقى فيه الشرنقة لمدة تتراوح بين 10 و 15 يوم حتى تبدأ اليرقات في الخروج ، ثم يُغزل الحرير بعد ذلك. إن هذه العملية صديقة للبيئة تمامًا ، حيث لا يتم استخدام أي صبغات والعمل.

ويقدر شوهان نجاح نساجين حرير بهاغالبور في عملهم ، قائلا بحماس: إنه إنه نسيج متميز ، فلا يتشابه أي ثوب مع الآخر. ويختلف كل منهما في النسيج واللون.

كما لا تشبه أي قطعة من القماش الأخرى ، لأن كلا منها يُنسج يدويا بمهارة. والنسيج نفسه غاية في الروعة ». ويتم: «إن الحرير المستخدم في مجموعتي منسوج يدويا وتمكينه بطريقة صديقة للبيئة دون استخدام أي صبغات. كذلك تمت معالجته اعتراف فائقة حتى يكون صالحا للاستخدام ».

ويدمج شوهان في تصميماته مواد بها بقايا عملية النسج اليدوي ، باستعمال الحرير المتبقي والأكثر صلابة ، الذي يتطلب دمجه في الملابس عدد كبير من العمال.

ويذكر أن ذلك يساهم في زيادة فرص العمل وتقليل حجم الإهدار. كذلك يعتبر دودة القز البطل المجهول ، ويرغب أن يصبح «حرير السلام» طريقة حياة.

وعمد سامنت إلى تعديل «حرير السلام» الحُبيبي ذي الملمس الناعم إلى أزياء راقية تنتج المعاطف الطويلة الأنيقة والسترات والفساتين بالغة الرقة. ويتسم كل عنصر من المادة الخام بميزة محددة. مجموعته الأخيرة تشمل على الشرنقات التي تشبه جواهر منفردة تقوم بتسليط الضوء على أصل النسيج.

وذلك أربع سنوات انتقل الحرير من قرية صغيرة تدعى جاملبور في ولاية بيهار ، وهي ولاية تقع شرق الهند إلى محلات عواصم عالمية في أوروبا وأستراليا وأميركا ولندن وباريس. وتصف ساس المصمم شوهان بأنه أحد أبرز المصممين الذين يدعون إلى الملابس صديقة البيئة.

أما هو فيقول: «تحدثت هاتفيا مع ساس براون في بعض المناسبات كما قابلتها أثناء أسبوع الأزياء في لندن منذ عامين. كنت مندهشا لفهمها الكامل لعملية إعداد الأزياء صديقة البيئة ».

ويجمع شوهان الحرير الخام من الجمعيات التعاونية غير الحكومية ويعمل مع النسّاجين لتطوير الحرير. وفي عام 2005 ساعد في تأسيس وحدة الطباعة مسقط رأسه في بهاغالبور بولاية بيهار التي تساهم حاليا في تشغيل 1000 شخص.

وقد قضى أسابيع عديدة في بهاغالبور للعمل على مجموعته الأولى بالتعاون مع النساجين ، كما نجح في الدمج بين حرير بهاغالبور والكتان والباشمينا والصوف لعمل غزل رائع. وقد استخدمت مجموعته التأكسد والتطريز باستخدام المعدن وتقنيات طي بسيطة لتوسيع مدى حرير بهاغالبور.

ويذكر شارحا عمله: «أحاول استخدام الألوان الطبيعية لعمل النسيج في منطقة بهاغالبور ، كما أستخدم المخلفات المعاد تدويرها في التطريز ولا يكون هناك أي إهدار للمواد عند عمل النماذج».

ويعود فضل كبير لشوهان في إعادة إحياء حرير بهاغالبور الذي كان فنا موشك على الانقراض ، باستخدامه في مجموعته التي قدمها في أسبوع أزياء سنغافورة أثناء مسابقة مصممي آسيا الشباب عام 2005. عندها عرف العالم «حرير السلام» ، وتسلم جائزة أفضل مجموعة عن مجموعته التي أطلق عليها «تغيير نموذج بوذا على طول طريق الحرير». وقد حظيت بتحليلات صحافيي الأزياء العالميين ومن بينهم كولين ماكدويل. ووصل إلى الجولة النهائية لمس مباراة «دبليو أو دبليو» عام 2006 بنيوزلندا.

في الصورة يتوسط مجموعة من العارضين والعارضات

ودخل عالم الشهرة بفضل هذا المجهود العظيم، رغم قوله بصراحة شديدة إنه لم يكن يعرف ما الذي كانت تعنيه المواد الطبيعية عندما شارك في أسبوع أزياء لندن للمرة الأولى عام 2007.

ويوضح قائلا: «يعتقد الناس أنني مولع بالأزياء المصنوعة من مواد عضوية والأزياء المحافظة لأنها استراتيجية بارعة من أجل الوصول إلى القمة ، لكن هذا ليس صحيحا.

في الواقع إنها تقيدني كثيرا عند تصميم الأزياء الراقية ». ومع ذلك يصر على السير في هذا النهج والاستمرار فيه مؤكدة: «سأستمر في العمل باستخدام حرير بهاغالبور لأنني أؤمن بأن الوعي به سينتشر في نهاية المطاف. لا أستطيع أن استسلم لأني حينها لن أكون متميزا عن الآخرين ».

تخرج سامنت شوهان في المعهد القومي لتكنولوجيا الأزياء بنيودلهي في الهند. وفاز بثلاث جوائز عام 2004 أثناء فترة دراسته لعمله في تطوير نسيج مبتكر ، كما عمل على العديد من المشاريع منذ التحاقه بالكلية.

ولا شك أن قصة شوهان قصة ملهمه. فبعد تخرجه في قسم الفيزياء ، كان حائرا إذا ما كان عليه أن يصبح مهندس صوتيات أو مصورا فوتوغرافيا أو مصورة سينمائيا ولكن لم يعترف أحد بموهبته في أي من هذه الأماكن.

وعندما التحق بالمعهد القومي لتكنولوجيا الأزياء في دلهي عام 2002 ، لم يكن هو أو أسرته على علم بما يتضمنه منهج تصميم الأزياء. يقول: «كنت أعتقد أنه سيكون سهلا - لم أكن أعلم أنه سيجعلنا نذاكر كثيرا».

كان العام الأول شديد الصعوبة ، إذ لم يكن شوهان يتحدث الإنجليزية جيدا كونه ينحدر من بيئة متواضعة. يقول: «كانت دلهي صدمة حضارية.

يتحدث الناس دون قصد عن بين هور وهاري بوتر ، ولكني كنت أجهل مرجعية السياق كما كنت أجهل الأشياء الأساسية مثل أين يوضع القرص المرن داخل الكمبيوتر.

وكذلك رؤية زملائي في الصف ينفقون 2،000 روبية في مقهى بمثابة صدمة لي ، فقد كان هذا المبلغ يكفيني لمدة شهر. ولأنني لم أكن استطيع أن أتحدث الإنجليزية ، فلم أتكلم مع أي شخص في صفي في العام الأول ».

وحتى يجني مالا يساعده على تحمل نفقات أول فصلين دراسيين له ، قام بذلك شوهان بعمل حقائب رسومات للطلبة في المرحلة النهائية وعمل الواجب الصغير المتعلق بفن الغرافيك. يوضح: «بهذه الطريقة أصبحت تتحمل على دفع نفقاتي بينما قام والدي بدفع مصاريف الكلية».

في آخر فصلين له حصل على منحة دراسية ، بعد أن تقوم خطوطه الواضحة وتصميماته الكلاسيكية الكلاسيكية للنسيج الذي يستخدم بصورة نادرة في عمل الأزياء إلى تهافت المشترين عليه من أنحاء العالم.

وقد أخذ سامنت مجموعة «أهمسا» الخاصة به إلى لندن وباريس. وفي عام 2009 و 2010 برزت مجموعته في أسبوع أزياء لندن «استيثيكا» الذي يعد أفضل الأزياء المحافظة على البيئة.

يقول المصمم متحسرا: «رغم أننا دولة ذات تاريخ غني ومواهب كثيرة فلا يقوم بالعديد من المصممين بالكثير لبيان هذا التراث الحضاري.

إن تصاميمنا معقدة وغنية ولا يستطيع المصممون العالميون الوصول إلى هذا المستوى. إنها فرصة جيدة لنا للنهوض بهذه الحرفة التقليدية وتقديمها إلى السوق العالمية بصورة محببة ».