زفاف الأميرة زارا فيليبس المتمردة على التقاليد الملكية

أدنبره تحتفل بالزفاف الملكي البريطاني الثاني لهذا العام وفي الصورة العروس زارا فيليبس مع عريسها مايك تيندال
أدنبره تحتفل بالزفاف الملكي البريطاني الثاني لهذا العام وفي الصورة العروس زارا فيليبس مع عريسها مايك تيندال

لم ينته البريطانيون والسياح المتوافدون إلى بريطانيا من الاحتفال بزفاف الأمير ويليام والحسناء كيت ميدلتون حتى راحوا يحضرون لزفاف ملكي ثان لهذا العام، فاحتفلت أمس زارا فيليبس (30 عاما)، الحفيدة الكبرى للملكة إليزابيث الثانية، بزواجها من خطيبها لاعب وقائد فريق الرغبي مايك تيندال (32 عاما)، في كنيسة كانونغايت كيرك، كنيسة الأبرشية في قلعة أدنبره، وأقيم بعدها حفل استقبال في قصر هوليرودهاوس، وهو المقر الرسمي للملكة في العاصمة الأسكوتلندية.


وجاء الزفاف شبيها بشخصية زارا فيليبس، ابنة الأميرة آن من زواجها الأول من الكابتن مارك فيليبس، المتمردة على التقاليد الملكية، فهي لا تستخدم لقبها الملكي، وكثيرا ما عرفت في الصحافة البريطانية كونها فارسة وبطلة سباقات الخيل، وتم اختيارها شخصية العام الرياضية، فهي متواضعة جدا وتكره البروتوكول الملكي، ولا تقبل التقيد بأساليبه التي لا تتلاقى مع أسلوبها الشخصي، وأولى الإشارات لتمردها على الأسلوب الملكي المعهود كان عندما قامت بثقب لسانها ووضع حلقة فيه.

واختارت فيليبس أن يكون زواجها بعيدا كل البعد عن السرف والترف من جهة ليتناسب مع شخصيتها الشعبية، خاصة أن خطيبها هو من الطبقة العامة، ومن جهة أخرى مراعاة للظروف المالية المأساوية التي تعاني منها بريطانيا والعالم. وجاء اختيار زارا لأدنبره مفيدا لأسكوتلندا ولعاصمتها بالتحديد، فمن المتوقع بأن يجني الزفاف الملكي نحو 10 ملايين جنيه إسترليني للبلاد، إذ تشير التقارير إلى أن معظم الفنادق محجوزة بالكامل وشركات الطيران كانت رحلاتها إلى أدنبره محجوزة بالكامل، بسبب توافد المدعوين والحشود الآتية من كل حدب وصوب للاحتفال بالزفاف الملكي الثاني لهذا العام.

ويقول خبراء في غرفة التجارة الأسكوتلندية: إن الزفاف رفع نسبة تشغيل الغرف في الفنادق إلى نسبة غير معهودة في السابق، وتلقى في الأيام القليلة الماضية كل من قصر هوليرود هاوس وقصر أدنبره واليخت الملكي «بريطانيا» أعدادا هائلة من الزوار والسياح الذين جاءوا من كندا والصين والولايات المتحدة وأستراليا، إضافة إلى 150 صحافيا لتغطية الحدث.

وقدمت الملكة إليزابيث الثانية لحفيدتها التي تربطها بها علاقة قوية جدا مبلغ 40 ألف جنيه إسترليني دفعته الملكة كثمن إيجار القصر الملكي الذي اختارته زارا لحفل زفافها، وهذا المبلغ سيقدم من حساب الملكة الشخصي لصالح الجباية الملكية كبديل للخسارة التي تكبدها القصر خلال إقفال أبوابه أمام الزوار من الأربعاء الماضي إلى يوم غد، وسيسد المبلغ ثمن تذاكر الدخول التي يجنيها القصر خلال 5 أيام.

ورغم محاولة فيليبس بأن يكون زفافها بعيدا عن الملكية والأبهة ومناقضا تماما لزفاف ابن خالها ويليام، فإن تكلفة الأمن والحراسة خلال الزفاف كلفت البريطانيين 500 ألف جنيه إسترليني مقارنة بمبلغ زاد عن 20 مليون جنيه إسترليني في حفل زفاف ويليام وكيت.

وأقامت زارا ومايك حفلا خاصا بأفراد العائلة والأصدقاء المقربين على متن اليخت الملكي «بريطانيا» ليلة الجمعة، وحضر كل من الأمير ويليام وزوجته كيت دوقة كامبردج التي اختارت ارتداء فستان باللون الأخضر ارتدته من قبل في حفل رسمي منذ نحو الشهر، وكان الأمير هاري آخر الواصلين إلى الحفل، ولم تحضر الملكة أو الأمير فيليب أو الأمير تشارلز ودوقة كورنوول، والسبب وراء ذلك هو أن الحفل كان مخصصا للشباب وليس للشياب.

وبدأ المدعوون في الوصول أمس إلى الكنيسة ابتداء من الساعة الواحدة من بعد ظهر أمس ووصل العريس تيندال وهو يرتدي بدلة رسمية تعرف باسم «المورنينغ سوت» الشهيرة في بريطانيا وألقى التحية على الآلاف من المحتشدين الذين جاءوا من مختلف أنحاء بريطانيا وأسكوتلندا وباقي بقاع العالم لرؤية العروسين، وفي آخر ظهور للعروس خلال توجهها مع خطيبها أول من أمس إلى الكنيسة لإجراء بعض البروفات الخاصة بمراسم العرس بدت فيليبس كعادتها بسيطة جدا، ولكن هذه المرة كانت بسيطة أكثر من اللازم، فظهرت وهي مرتدية الجينز وانتعلت صندلا مفتوحا «الفليب فلوب» واكتفت برفع شعرها بدبوس بسيط، إلا أن المحتشدين خارج الكنسية بدوا سعيدين برؤيتها البسيطة، خاصة أنها بدت سعيدة جدا، ولكنها لم تخف قلقها من يوم الزفاف.

وقررت زارا الاحتفاظ بكنيتها «فيليبس» بعد الزواج من تيندال، كاسرة بذلك التقليد المعروف في بريطانيا لتكون أول فرد من أفراد العائلة المالكة تقوم بهذه الخطوة. ولكن يعتقد بعض المحللين بأن قرار زارا الاحتفاظ بكنيتها قبل الزواج قد يعود إلى كونها شخصية رياضية عالمية شهيرة وأرادت المحافظة على اسمها «اسم الشهرة» كمحترفة، كما أن زارا لا تتمتع بلقب «صاحبة السمو الأميرة» وذلك نزولا عند رغبة والدتها الأميرة آن التي طلبت تلقيب زارا بـ«آنسة» وليس «أميرة»، لإرضاء زارا كونها لا تحب الألقاب الملكية وتفضل أن تعرف بزارا الرياضية.

يشار إلى أن هناك تقارير أفادت منذ نحو الأسبوعين بأن زارا كانت مستاءة جدا بسبب قرار صادر عن قصر باكنغهام يمنعها من بيع حقوق صور الزفاف الرسمية لمجلة «أوكيه» البريطانية، وبحسب المعلومات التي نشرت، حاولت زارا إقناع جدتها الملكة إليزابيث الثانية بأنها لا تحمل اللقب الملكي، وبالتالي من حقها بيع صور زفافها للمجلة، خاصة أنها لا تتقاضى أي مبلغ من العائلة المالكة، وهي تعيش من خلال عملها كرياضية، إلا أن القصر رفض طلبها بعدما حدثت مشكلة عندما باع بيتر شقيق زارا صور زفافه من الكندية أوتوم لمجلة «أوكيه» أيضا وظهرت حينها صوفي دوقة ويسيكس زوجة الأمير إدوارد وهي ترقص بشكل غير لائق للنشر، ظنا منها أن المصور يقوم بالتقاط الصور لألبوم العروسين الخاص.

ومثل والدتها التي مثلت بريطانيا في الدورة الأولمبية لعام 1976، استمتعت زارا بمهاراتها في ركوب الخيل. وفي عام 2006 فازت بميدالية ذهبية للفردي على متن فرسها تويتاون في مسابقة عالمية للفروسية أقيمت في ألمانيا، كما ساهم أداؤها في فوز الفريق البريطاني بميدالية فضية، واختيرت في استطلاع أجرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» كأفضل شخصية رياضية للعام.

وتيندال رياضي معروف، ولعب أكثر من 60 مباراة مع منتخب إنجلترا، وكان ضمن الفريق الإنجليزي الذي هزم أستراليا وفاز بكأس العالم عام 2003.