الشيخوخة .. هل يمكن تحديدها بسن أو أعراض؟

هل هي بلوغ الانسان سن الستين أو السبعين مثلاً أم ظهور الشيب في الرأس أو فقدان الذاكرة المؤقت أو ضعف البصر أو انحناء الظهر؟


أم إصابة الانسان ببعض الأمراض؟ وهل تختلف الشيخوخة من شعب لآخر حسب جنسه أو بيئته أو غير ذلك من العوامل التي تؤثر في حياة الانسان؟

أسئلة كثيرة ومتعددة حاول العلماء أن يجدوا الإجابة عليها منذ زمن ليس بالقصير. وكانت النتيجة التي توصلوا إليها تقضي تماماً على فكرة ارتباط الشيخوخة بسن أو بمظهر أو بجنس أو بيئة معينة.

فقد ثبت أن الشيخوخة هي الفترة من العمر التي تلي الفترة التي يستطيع فيها جسم الانسان تأدية وظائفه الحيوية الكاملة.

 وهي التي تبدأ فيها مقاومته الذاتية للأمراض تضعف.وبالأسلوب العلمي هي الفترة التي تضعف فيها الأنزيمات ومكونات الخلية الداخلية عن الاستمرار في عمليات البناء والتفاعل الكيميائي بنفس السرعة ونفس الكفاءة التي مانت عليها من قبل.

وهكذا يمكن أن تصيب الشيخوخة نوعاً معيناً من الخلايا أو نسيجاً معيناً من أنسجة الجسم قبل غيره.

 ويمكن تبعاً لذلك الحديث عن شيخوخة العروق أو المفاصل أو الجهاز العصبي منفردة وبالتالي يصبح علم الشيخوخة هو علم دراسة نشاط الأنزيمات وعمليات البناء الداخلي داخل الخلية نفسها.

وهو لهذا يرتبط بكل أفرع الطب المختلفة إضافة إلى ارتباطه بعلم الفسيولوجيا والكيمياء الحيوية والأنزيمات.

وتتجه البحوث حول الشيخوخة إلى دراسة التغييرات التي تطرأ على نشاط الأنزيمات والبناء والهدم داخل الخلية محاولة التأثير فيها استعجالاً للعملية الأولى ـ البناء ـ وتأخير للعملية الثانية ـ الهدم ـ بمركبات طبيعية مثل الهرمونات والفيتامينات أو مركبات صناعية مثل الكيماويات والعقاقير.وحول الشيخوخة التي تصيب خلايا الدم ومظهرها مرض تصلب الشرايين.

أجرى العلماء البحوث حول تأثير مرض تصلب الشرايين على نسبة البروتينات والدهون في الجسم. وقد أجروا تجاربهم على عدة أنواع من حيوانات. التجارب بدأت بالأرانب وانتهت بالكلاب وقسمت هذه التجارب إلى مرحلتين:

ـ مرحلة ما قبل الشيخوخة أو ما قبل الإصابة مرض تصلب الشرايين. وهي المرحلة التي بدأت بعد الولادة بثلاثة أشهر وحتى بعد البلوغ بستة أشهر.

وقد تم في هذه المرحلة تعيين نسبة البروتينات والدهنيات في جسم هذه الحيوانات خلال هذه الفترة أي قبل البلوغ وعنده وبعده بستة شهور.

ـ مرحلة الشيخوخة أو الإصابة بمرض تصلب الشرايين .. وفي هذه المرحلة أحدث الباحثان لحيوانات التجارب مرض تصلب الشرايين صناعياً عن طريق إعطائها مركبات كيماوية ومواد غذائية بها نسبة عالية من (الكوليسترول) وفي هذه المرحلة أيضاً يتم تعيين نسبة البروتينات والدهنيات في أجسامها.

وقد خرج الباحثون من هذه الدراسة بنتيجة يحاولون تأكيدها بدراسة هذه الظاهرة على الانسان في مرحلة تالية وهي:

إن الإصابة بمرض تصلب الشرايين وهو أحد مظاهر الشيخوخة، يؤثر على نسبة الدهون ـ بصفة قاطعة ـ كما يؤثر على أجزاء من البروتينات الموجودة في الجسم وذلك بارتفاع نسبة هذه المواد في الجسم عن حالتها الطبيعية.