دراسة: تأثير تغذية الأم أثناء الحمل على التعبير الجيني كبير

 اتباع نظام غذائي خلال الحمل يمكن أن يضر بالحمض النووي للطفل في الرحم.
اتباع نظام غذائي خلال الحمل يمكن أن يضر بالحمض النووي للطفل في الرحم.

أثناء حياة الجنين في الرحم وأثناء الرضاعة الطبيعية، يتسبب نقص التغذية عند الأم في تغيرات حول الحمض النووي للطفل، مما يسبب أمراض الأيض في مرحلة البلوغ، من ثم فإن اتباع نظام غذائي خلال الحمل يمكن أن يضر بالحمض النووي للطفل في الرحم.
 
خلال السنوات العشر الماضية، نُشرت دراسات أجريت علي البشر تبين أن البيئة داخل الرحم والتغذية، وخاصة من جانب الأمهات، تلعب دورا هاما في ظهور الأمراض المعقدة مثل السمنة ومرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم في مرحلة البلوغ.
 
في جذور هذه الملاحظات، تظهر هناك آليات جزيئية  "للبرمجة" يحاول العلماء فك شفرتها، وقد ركز باحثون فرنسيون على عواقب تغذية الأم تحديدا خلال فترة ما قبل الولادة (الحمل ثم الرضاعة) على تعديلات جينية للجينوم. 
 
يشمل التخلق الجيني " epigenetic " التغييرات القابلة للانتقال والمنعكسة علي تعبير الجينات التي لا يرافقها تغيرات في الدعم الوراثي، وهذا على مستوى الحمض النووي، ويمكن لهذه التغييرات أن تحدث بشكل عفوي عقب التوتر أو استجابة للعوامل الخارجية مثل البيئية وغيرها.
 
واحدة من هذه التغييرات هي إضافة "كود" صغير يطلق عليه مجموعة "الميثيل" في إحدي القواعد التي تشكل رمز الحمض النووي، وتلعب مجموعات الميثيل الموجودة فى الحمض النووي لدي البشر والثدييات الأخرى دورا هاما في تحديد الجينات.
 
وللبرهان، قام الباحثون الفرنسييون بتغذية الفئران الحوامل من اليوم الأول من الحمل وحتى الفطام، ومجموعة أخري أخضعوها لنظام غذائي يحتوي على بروتين 22 ٪  وأخري أخضعوها لنظام غذائي مخفف يحتوي على 10 ٪ من البروتينات، ثم من الفطام تم تغذية الفئران من خلال نظام غذائي محدد.
 
أظهرت النتائج التي نشرت في مجلة "بولسن" أن الفئران التي تلقت أمهاتها نظاما غذائيا منخفض البروتين، كانت أصغر حجما في مرحلة البلوغ وظهرت لديها اضطرابات أيضية مقارنة بالفئران الأخري، وربط الباحثون مباشرة هذه العواقب بنقص البروتين خلال فترة ما قبل الولادة بنزع الميثيل من جينات الليبتين.
 
هذا التعديل في علم التخلق مُحدد بما أن " methylation" (عملية علم التخلق التي يمكنها تعديل بعض قواعد النوكليوتيدات من خلال إضافة مجموعة الميثيل) الشاملة للجينوم لم تتأثر.
 
وقد اختار العلماء التركيز على جين الليبتين لأن هذا الجزيء يعتبر أمرا حاسما لتوازن الطاقة في الجسم، إنه الهرمون الذي ينظم مخازن الدهون.