سؤال يجب أن تعرف المرأة أجابته .. ماذا بعد شفط الدهون؟

شفط الدهون .. عملية تجميلية بالأساس وليست لإنقاص الوزن، وهي جراحة لها مضاعفات محتملة وربما قاتلة
شفط الدهون .. عملية تجميلية بالأساس وليست لإنقاص الوزن، وهي جراحة لها مضاعفات محتملة وربما قاتلة

 عملية شفط الدهون Liposuction غدت إحدى أكثر عمليات التجميل شيوعا في الولايات المتحدة ومناطق العالم الأخرى التي تتوفر فيها تلك النوعية من العمليات. وقد كانت بداياتها في عام 1974، وتجرى في الوقت الحالي أكثر من 450 ألف عملية سنويا منها في الولايات المتحدة وحدها، ناهيك عن العدد الحقيقي للعمليات تلك في كافة أرجاء العالم.
 
عملية شفط الدهون بالأصل، وحتى اليوم في تصنيف الأوساط الطبية العالمية، هي عملية تجميلية، وليست عملية لإنقاص الوزن. وحينما عرض موقع وزارة الصحة الأميركية هذه العملية، قال ما نصه أثناء الحديث عنها: «ومن جانب آخر، فإن عملية شفط الدهون هي عملية جراحية ذات أهمية جادة، وقد تتضمن فترة نقاهة مؤلمة.
 
ولأن عملية شفط الدهون يمكن أن تتسبب في مضاعفات خطرة أو أحيانا قاتلة، يجب على المرء التفكير بعناية عند اتخاذ قرار الخضوع لهذه العملية». وهذه عبارات واضحة وصريحة بأنها ليست نزهة بل عملية جراحية لها مضاعفات محتملة، وربما قاتلة.
 
ولكن هل الأمور تقف عند حد المعاناة المحتملة أو المضاعفات المحتملة؟ 
 
وتحديدا في التساؤل: ثم ماذا بعد شفط الدهون؟ 
 
هل لا تعود تلك الدهون، أو تعود مرة أخرى؟ 
 
وإن عادت تلك الدهون للتراكم، هل تتراكم في منطقة العملية التي تم شفطها منها أم تعود إلى أماكن أخرى؟
 
والإجابة في الحقيقة لم تتوفر إلا في العدد الحالي من مجلة «أوبيستي» Obesity المعنية بشؤون السمنة، وذلك من خلال نتائج دراسة الباحثين من كلية الطب بجامعة كولورادو.
 
وقال الباحثون في مقدمة الموجز التعريفي لملخص الدراسة ما نصه حول دواعي إجرائهم للدراسة: «لا توجد دراسات على البشر فحصت ما إذا كانت الدهون التي تم شفطها ستعود أو لا تعود». وقد يستغرب البعض هذه العبارة، خاصة أن هذا النوع من العمليات بدأ استخدامه منذ أكثر من 35 سنة، وتجرى مئات الألوف منها في كل عام. ولكنها هي الحقيقة !! 
 
واستخدم الباحثون في دراستهم هذه وسائل تقنية عالية للفحص بصور الأشعة لتتبع تراكم الشحوم، لا تتوفر إلا في مراكز طبية متقدمة. وهو ما عبر الباحثون عنه صراحة، وقالوا إن كلية الطب بجامعة كولورادو تتوفر فيها مثل تلك الإمكانيات التقنية والبشرية لتسهيل إجراء الدراسة.
 
وإن الدراسات السابقة حول هذا الأمر، أي عودة الشحوم، تمت على حيوانات المختبرات وليس على أشخاص خضعوا بالفعل لمثل هذا النوع من العمليات.
 
ومن النتائج المهمة التي اتضحت للباحثين أن الشحوم التي تم شفطها من الأرداف والأفخاذ، ستعود تلقائيا خلال سنة من إجراء العملية، وأنها تعود للتراكم في أحد أجزاء النصف العلوي من الجسم، وتحديدا إما على البطن أو حول الكتفين والعضدين.
 
وعلق الدكتور روبرت إيكل، الباحث الرئيسي المشارك في الدراسة، بالقول: «حقيقة أن الشحوم تعود، هي مثيرة للاهتمام لنا كعلماء، وهي تدعم الفكرة القائلة إن مستويات كمية الشحوم في الجسم تتحكم فيها آليات لا نعلمها بشكل كامل. وهو ما يوضح أهمية الوقاية من السمنة بالأساس».
 
وأضاف الباحثون بالقول: «يجب التأكيد على حقيقة أن عملية شفط الدهون ليست عملية لخفض وزن الجسم، بل هي عملية تجميلية». وهذا معناه أن الاهتمام بعد العملية هو لبذل الجهد في خفض الوزن أو الاهتمام بعدم السماح لتكوين الأنسجة الشحمية الجديدة، عبر كل من الحمية الغذائية وممارسة الرياضة البدنية بالذات.