عقد قران رسمي لاثنين من شواذ الرجال بعد قصة حب طويلة في أمريكا

عن حب تزوج كلا من الشاب الأول راندال بالشاب الثاني كريس لايفيلد
عن حب تزوج كلا من الشاب الأول راندال بالشاب الثاني كريس لايفيلد

عن حب تزوج كلا من الشاب الأول راندال بالشاب الثاني كريس لايفيلد.
لمح الشاب الأول راندال حبيبه كريس ايفيلد في خريف عام 1994، عندما كانوا طلاب في عامهم الأول بجامعة جورج تون، وعلى الرغم من إقامة الإثنين في نفس المسكن واشتراكهم في عدد قليل من الأصدقاء، إلا أنهم كانوا نادرا ما يتحدثون معا.


شاهد راندال صديقه لايفيلد وهو يرقص لمادونا في مقهى داخل الحرم الجامعي وكان الطلاب يشجعون هذا الطالب مثلي الجنس، وفي الوقت نفسه كان راندال يختبيء داخل قبعة البيسبول المتسخة محاولا جذب انتباه الفتيات حيث كان يقول :"اجعل حياتهم تعيسة".

لكن لم يكن أحد أكثر تعاسة منه، لذلك بعد التخرج عام 1998، خرج راندال من الشرنقة، والتحق بكلية الطب وكان يواعد عندما كان الوقت يسنح له، وبعدها لم يحدث ذلك غالبا بعد أن بدأ في إجراء العمليات الجراحية.

وفي الوقت الذي جمع شملهم خلال 10 سنوات من الدراسة، كان يعيش في سكوتلندا، بمنطقة أريز، ويعمل لساعات طويلة وتزداد بداخله حالة الإحباط من حياته المملة الخالية من الرومانسية.

واحبطت خطة راندال للسفر إلى واشنطن للم الشمل بسبب العمل، ولذلك اتصل به صديق بعد ذلك ليخبره عن بعض الأسرار التي يهتم بها وكان منها أنه رأى لايفيلد الذي كان مازال يعيش بمفرده ومحتفظ بشخصيته اللطيفة.

أول رسالة كتبها راندال للايفيلد
دخل راندال على صفحة الفيسبوك الخاصة بلايفيلد  بدون تردد وأرسل له رسالة قال فيها ما يلي :"لا أعرف إذا كنت تتذكرني أم لا، فقد كنا نسكن في نفس المكان معا بجامعة جورج تون، رغبت أن اكتب لك واطمئن على أخبارك فقط."

رد لايفيلد على رسالة راندال
في اليوم التالي من وصول رسالة راندال كتب له لايفيلد الرد في سطرين وهما:"أشكرك على كتابتك لي، هل أنت رجل مثلي الجنس؟"

بدا اسم راندال مألوفا لزميله لايفيلد الذي ظل في واشنطن وأسس عملا لنفسه في مجال التمويل، لكنه لم يكن يعرف السبب الذي يجعل زميل بالكاد يعرفه يتصل به، وبعدها أجاب عليه راندال أنه في الحقيقة شخص مثلي الجنس واستمر وسأله بعض الأسئلة عن حياته منذ أيام الكلية.

وتحول هذا التجاذب في صورة كم متدفق من رسائل الفيسبوك والبريد الإلكتروني التي نمت واستمرت لفترة أطول وبصورة أكبر وتعمقت بشكل شخصي، أصبح من الواضح أن لكل واحدا منهم شخصيته المختلفة تماما لكنها متشابهة في القيم الأساسية.

كان راندال يتسم بشيء من الفوضوية والتهور، ولايفيلد على العكس إنسان منظم ومتحفظ لكنهما تشابها في كونهما الإثنين رجلين عصاميين، أحبوا أسرهم ورغبوا يوما ما في إنجاب أطفال.

واعتقد راندال أن إيجاد شخص ما يمكنه تفهمك ومساندتك أحد الجوانب الهامة بالحياة ويمكن الحصول عليه بسهولة ، لكن إيجاد شخص يحقق لك ذلك برغبة مشتركة بينكم شيء صعب تحقيقه.

اللحظة التي غيرت مجرى العلاقة
بعد أسبوع بدأت المواعدة بالتليفون وتواصل الحديث بينهم حتى ثلاث ساعات، وبسرعة كانت تلك المكالمات التليفونية بمثابة عادة ليلية أساسية، حتى تم  التخطيط لانضمام لايفيلد إلى راندال في رحلة عمل إلى هاواي في شهر يناير، وفي النهاية تذكر راندال وبدأ التفكير حيث قال :"بدأ الأمر يبدو شيء سخيف، فنحن نتحدث يوميا على الهاتف لأننا نريد ذلك، ونستمتع به كثيرا، لكن في نفس الوقت ماذا علينا القيام به لنضع حدا لهذا؟"

وقال أنه قرر القدوم إلى واشنطن لرأس السنة الجديدة، استعد حينها لايفيلد للعمل بجد استعدادا لزيارة رندال، وقام بجميع التجهيزات داخل المنزل من حيث التنظيف من أعلى لأسفل، لكن في اليوم الذي سبق حجز السفر، اكتشف أن عليه بعض الأعمال ليقوم بها.

و بعد أن كانت مشاعر الاكتئاب وخيبة الأمل تسيطر على لايفيلد قام بسرعة وحجز تذكرة سفر إلى أريزونا، وقد رتب راندال موعدا ليتناول العشاء مع بعض الأصدقاء ثم يقود سيارته ذاهبا إلى الفندق الذي يقيم به لايفيلد لتحيته، لكن عندما رفض لايفيلد الخروج لمقابلته، تملك راندال الخوف من أن يكون لايفيلد من الأشخاص شديدي المحافظة.

وساورته بعض الأفكار حيث تحدث مع نفسه وقال :"أتريد من الدخول إلى مكتب الاستقبال بفندق هامبتون لطلبك؟ هذا جنون ؟"

رأي راندال في زوجه لايفيلد
لكن عندما فعل ما كان يفكر به، أشار عامل الاستقبال إلى سلة كبيرة من الشراب وضعها لايفيلد تحت اللوبي بجوار شجرة عيد الميلاد، ويخبرنا راندال أن لايفيلد نزل بعد ذلك وكان في قمة أناقته، فهو الآن في عمر الخامسة والثلاثين وشعروا حينها أنها بالرغم من كونها المرة الثانية التي يتقابلون بها إلا أن شعورهم كأنهم سيكونون معا للأبد.

رأي لايفيلد في زوجه راندال
يصف لايفيلد أن راندال شخص مسلي جدا وجذاب، في نفس عمره 35 عام وأنه لم يشعر من قبل بهذا الشعور نحو أحد.

استعدادات الزواج
بعد مضي أسبوعين تقابلا معا مرة أخرى في هاواي وبدأو في عمل الاستعدادات للزواج وتمثلت فيما يلي :

- شراء كتب عن نصائح لمن يريد زواج طويل الأمد

- وضع جدول زمني لرؤية بعضهم البعض على الأقل مرة في الشهر

- كان لايفيلد يذهب خلسة إلى مخزن الحاويات لتنظيم شقة راندال أثناء وجوده بالعمل

- اقنع راندال رفيقه لايفيلد بالاستفادة الفعلية من أيام أجازاته لأول مرة منذ سنوات

يقول راندال أن هذا أعظم شيء عنا، وأن لايفيلد حريص جدا على وضع أساس وثبات لعلاقتهم ويدفعه راندال للقيام بشيء مختلف وكانت النتائج رائعة بينهم.

كيف طلب كلا منهما يد الآخر للزواج
في أول يوليو انتقل رندال إلى بوسطن للزمالة، وهذا منحهم فرصة التلاقي ورؤية بعضهم البعض في عطلة نهاية كل أسبوع، وبدأ الحديث بينهم عن تكوين علاقة دائمة، وفي عشية رأس السنة عام 2009 سافر راندال إلى واشنطن للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لعلاقتهم، والتحقوا معا في غرفة واحدة بفندق هيلتون واشنطن، ليطلب كل منهما يد الآخر للزواج.

في تلك  الليلة أفصحوا لأصدقائهم عن نيتهم للزواج في ولاية ماساشوستس، لكن عندما أصبح زواج المثليين قانوني في المقاطعة، والمدينة التي تقابلوا بها وتمنو بناء حياة معا، فهذا شيء لابد من إعادة النظر فيه.

يوم الزفاف !!
في السابع من شهر مايو من هذا العام 2011، تبادل الإثنين عهود الزواج داخل (Mansion on O Street) التابع لدائرة (Dupont Circle)، وكان هذا الزفاف يبعد مسافة ميلين و13 عام من نقطة البداية التي رسمت أول خطوة لعلاقتهم، التي انتهت بالزواج في حفل كبير.