زوجة رئيس جواتيمالا .. تطلق زوجها الرئيس .. لكي تتزوج الشعب

سيدة جواتيمالا الأولى حسمت معركة طلاقها من أجل الرئاسة ، وفي الصورة ساندرا توريس في أحد تجمعاتها السياسية
سيدة جواتيمالا الأولى حسمت معركة طلاقها من أجل الرئاسة ، وفي الصورة ساندرا توريس في أحد تجمعاتها السياسية

حاولت مجموعة من عتاة المحامين في جواتيمالا سد الطريق أمام طلاق سيدة البلاد الأولى من أجل تجاوزها الدستور وخوض انتخابات الرئاسة، لكن القضاء وقف الى جانبها وقال إن الطلاق أمر شخصي بغض النظر عن الدافع.


وأحرزت سيدة غواتيمالا الأولى ساندرا توريس نصرا قضائيا دستوريا يسمح لها بالحصول على الطلاق من زوجها الرئيس ألفارو كولوم.

ولا يعود السبب في هذا تطور غير المألوف الى مشاكل زوجية أو أي من مسببات الطلاق وإنما لرغبة توريس في خوض انتخابات الرئاسة المقبلة هي نفسها. وكان قرارها الدرامي هو سبيلها الوحيد لتجاوز بند دستوري يحظر على أقارب الرئيس ترشيح أنفسهم لمنصبه. وقالت هي تعليقا على الأمر إنها تطلق زوجها حتى تتزوج الشعب.

وتمثّل نصر توريس في أن القضاء انحاز اليها في معركة ضارية شنهتها عليها مجموعة من المحامين النافذين الذين سعوا الى حظر طلاقها قضائيا. ودفع هؤلاء بالقول إن سعيها الى الطلاق «مناورة سياسية بحت تتعارض تماما مع نصوص الدستور وروحه». لكن المحكمة الدستورية قضت بأن الطلاق «مسألة شخصية بغض النظر عن الدافع اليه». ويذكر أن محكمة الأحوال الشخصية قضت لتوريس بالطلاق الشهر الماضي. لكن مجموعة المحامي المذكورة استأنفت ضد الحكم لدى المحكمة الدستورية نفسها.

ويمهد القرار القضائي الطريق الآن أمام توريس (51 عاما) للمضي قدما في طوحاتها السياسية الى الكرسي الأعلى في البلاد بعدما يخليه طليقها. وفي حال فوزها في الانتخابات، التي ستجرى في سبتمبر / ايلول المقبل، فستصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ البلاد.

ويذكر ان توريس تزوجت كولوم قبل ثمانية أعوام في مراسم مدنية، وصار الاثنان قوة سياسية ضاربة بعدما صارت هي مستشارة غير رسمية له في شؤون الدولة والحكم وتولت إدارة البرنامج الحكومي الطموح لمحاربة الفقر وسوء توزيع الثروة اللذين يتميز بهما المجتمع الغواتيمالي أكثر من غيره في أميركا اللاتينية. وبلغ شأوها أن وصفها عديدون بأنها «الحاكم الحقيقي في القصر الرئاسي».

ويذكر أن كولوم (59 عاما)، وهو أول رئيس من يسار الوسط لعقود في تاريخ البلاد، انتخب في 2008 ولا يسمح له الدستور بولاية ثانية. وفي مارس / اذار الماضي أعلنت توريس، وهي تدمع: «مواصلة مشروع إنقاذ البلاد من براثن الفقر يستوجب ترشيح نفسي للرئاسة من أجل الأمة وإن كان هذا على حساب عش زوجيتي السعيد».

وقالت وقتها: «نعم أطلّق زوجي الحبيب.. لكنني سأتزوج الشعب. لست الأولى، ولن أكون الأخيرة، التي تطلق زوجها. لكنني الوحيدة التي تفعل هذا من أجل بلادها». ويذكر أنها كانت مطلقة عندما تزوجت كولوم، الذي طلّق من جانبه زوجتين قبلها.
ومن جانبه وصف منافس توريس الى الرئاسة، الجنرال المتقاعد اوتو بيريز مولينا (60 عاما)، طلاقها بأنه «تزوير انتخابي صريح». وقال هذا الرجل، الذي ترأس سابقا جهاز الأمن واتهم مرارا بانتهاك حقوق الإنسان، إن الطلاق «انتهاك معيب لدستور البلاد». كما انتقدها أساقفة البلاد الكاثوليك قائلين في خطاب مفتوح اليها إن الزواج «مؤسسة لا مساومة عليها مهما كان الدافع».