إلى كل المحبين .. تعلموا دروس الحب من الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون

قرار الزفاف هذا ما كنا بحاجة إليه لتغيير حالة التوتر التي تسود العالم
قرار الزفاف هذا ما كنا بحاجة إليه لتغيير حالة التوتر التي تسود العالم

في البداية يجب أن نتفق على هذا المبدأ : منح العلاقة الوقت والمساحة الكافية للتنفس سيقوي روابط تلك العلاقة بين الرجل والمرأة، فبعد وقت ليس بقصير أعلن أخيرا خبر زواج ولي عهد بريطانيا المستقبلي الأمير وليام من صديقته التي كان يعرفها منذ فترة طويلة كيت ميدلتون.


وفي هذه الظروف التي مرت بها البلاد قد كان قرار الزفاف هذا ما كنا بحاجة إليه لتغيير حالة التوتر التي تسود العالم، لكن مع ذلك لم يكن قرار سهل أو متسرع فقد تميزت العلاقة بينهم بالسلوك الرفيع المستوى الذي لا تشوبه شائبة بما في ذلك تحديد موعد الخطبة.

وبعد حالات الطلاق التي مرت بها العائلة المالكة منذ التسعينات، أظهرت الدعاية الإعلامية تعلم كلا من الأمير وليام وحبيبته كيت الدرس جيدا، لدرجة جعلت من تلك العلاقة منهج يحتوي على دروس مستفادة يتعلم منها كل المحبين ويمكنهم تطبيقها لتتوج علاقتهما بالنهاية السعيدة وهي الزواج.

خذ وقتك، لا تتسرع في أي شيء
تقابل وليام وكيت لأول مرة أثناء دراسة تاريخ الفن معا في عامهم الأول بجامعة (St. Andrew’s University, Fife) عام 2001، وبالرغم من أن علاقتهما كانت في البداية أفلاطونية تماما (كانت تواعد طالب صديق يدعى روبرت فنش في ذلك الوقت)، بدأ الحبيبان يقضيان المزيد والمزيد من الوقت معا، وفي نهاية المطاف تقاسما شقة قبل بدء المواعدة في عيد الميلاد عام 2003.

أكد الإعلام رسميا العلاقة بينهما عام 2005، لكن لم يرغب الأمير وليام في التسرع بإعلان قرار الزواج حيث قال : " عمري مازال 22 عاما، ومازلت صغيرا جدا على الزواج في مثل هذا العمر." وأضاف : "لا أرغب في الزواج حتى يكون عمري 28 عام على الأقل أو ربما 30."

والآن وبعد خمس سنوات معا، أخذ الحبيبين قرار الزواج.

ربما كانت العلاقة متوترة على مدى سنوات (وقد حدث بينهم انفصال لفترة وجيزة عام 2007) لكن نجحت في اجتياز اختبار الزمن، وأثبتت أن إعطاء العلاقة الوقت والمساحة الكافية للتنفس يساعد على تقوية الروابط بين الرجل والمرأة.

دعونا لا ننسى أن خطبة الأمير تشارلز وديانا سبنسر تمت بعد أقل من عام من علاقتهما معا، كما نعرف جيدا ماذا حدث بعد ذلك من مشكلات، كما أن الطريق إلى السعادة الحقيقية يتطلب الاستقلال والخصوصية وعدم الاعتماد على شريك الحياة لتحقيق رغباتك الشخصية.

تجاهل الضغوط الخارجية
عندما قرر الأمير وليام وكيت ميدلتون فترة انفصال قصيرة في علاقتهم عام 2007، واجهوا بعض الاختراقات والضغوط من وسائل الإعلام، وانتقد خلالها الأمير تشارلز ابنه لعدم إظهاره الالتزام الكافي في علاقته بكيت مشيرا إلى أنه كان يجب عليه طلب يدها للزواج.

وربما تعرضت كيت للإحباط بسبب قلة إلتزام وليام نحو علاقتهما لكن لم يسمح ملك المستقبل وليام بأن تؤثر تلك الضغوط الخارجية على قراره، كان يدرك جيدا أنه ليس هناك خاتم خطوبة بيد كيت ليوضح ولائه لها وبدلا من اتباع نصيحة والده أظهر مشاعره من خلال تخصيص مزيد ومزيد من وقته لها.

قيل أن الملكة إليزابيث قد أظهرت دهشتها لطول العلاقة بينهم حتى إعلان الخطوبة، لكن حقيقة الأمر أن الزواج تحت عمر الثلاثين ينتج عنه معدلات طلاق مرتفعة في المملكة المتحدة، وهذه إحصائية تجعل جميع الشباب مثل كيت ووليام يضعونها في الاعتبار عند التفكير في الزواج.

الدرس الذي يجب تعلمه هو لا تجعل أحدا يؤثر على قرارك حتى لو كانت ملكة إنجلترا نفسها.

لا تكن محدد بعلاقتك الغرامية
عندما تزوج الأمير تشارلز من الأميرة ديانا منذ 30 عام تقريبا، كانت فتاه خجولة بعمر العشرين وليس لديها مستقبل خاص بها، تصغر تشارلز ب 13 عام، لذلك كانت كل تصرفاتها على مرأى ومسمع من اهتمام وسائل الإعلام، مما أدى إلى انهيار العلاقة والوفاة في نهاية المطاف.

في المقابل تكبر كيت ميدلتون الأمير وليام ب5 أشهر، وتتميز بأنها إنسانة مستقلة تماما، متعلمة، رياضية وطموحة، حيث قضت حياتها ولديها اهتماماتها الخاصة لذلك ليست من النوع التي يمكن أن تتخفى وراء زوجها وليام.

فبينما كان وليام بعيدا يتلقى تدريبه العسكري، كانت كيت مشغولة بإتقان عملها كمشترية للملابس النسائية بالتجزئة رافضة الاعتماد على مركزها كزوجة مستقبلية لأمير إنجلترا، بالمثل خرج وليام إلى العالم  وتألق بشهادته العسكرية، وهذا كان قرار شجاعا لملك المستقبل ودليل آخر على أن السعادة الشخصية الحقيقية ينبغي أن تنشأ من الاستقلالية والخصوصية وعدم الاعتماد على شريك حياتك لتسير شئون الحياة.

قضى الأمير وليام حياته ببساطة وقضى جزء من شبابه يزرع الشوفان البري، يستمتع بحياته كشاب عادي لكنه لم يتمكن من الهروب من حقيقة مكانته ومتطلباتها التي يجب عليه الالتزام بها.

إذا شعرت أن ما تفعل صحيح فلا تتردد
توقع وليام أن يسمع الكثير عن كيت ميدلتون في الفترة التي تسبق الزفاف لأنها ليست من أصل ملكي، فهي تنحدر من الطبيقة المتوسطة مع والدتها التي كانت تعمل مضيفة طيران سابقة في الخطوط الجوية البريطانية، لكن على ما يبدوا أن هذا الموضوع لم يكن يقلق الأمير وليام على الإطلاق.

ففي الماضي كانت الأسر المالكة تدفع الأمراء الشبان للزواج من أميرات من سلالات خارجية كنوع من التحالفات لصالح البلاد وازداد هذا التقليد مؤخرا، كما تم حث الأمير تشارلز على اختيار زوجة المستقبل له من طبقة النبلاء، لكن الأمير وليام شخص صاحب قراره.

حيث تميز بكونه شاب مستقل، على قدر عالي من الوعي من النوع الذي تحتاج إليه العائلة المالكة فهو يدرك بشكل جيد أن اختيار شريكة الحياة لا يجب أن ينحصر في مجرد الانتقاء من بين فتيات المجتمع الراقي أو طبقة النبلاء.

لأن تميز الإنسان برجاحة العقل عندما يقابل النساء هو شيء يجب أن يتم تشجيعه، حتى لو حاول الآخرون دس أنوفهم في شئونك لا تسمح لهم بالتأثير عليك وعلى شعورك نحو شخص ما لأن الحب فوق كل شيء.

عامل شريك حياتك بالطريقة المناسبة
كملك إنجلترا المستقبلي، كان من الممكن لوليام بسهولة قضاء فترة شبابه يزرع نبات الشوفان، يجرب حياة الشبان المتحررين ويتصرف بتباهي، لكن لم تبتعد تصرفاته عن الواقع الذي يعيش فيه.

حيث كان يتعامل ويتصرف كرجل متحضر في علاقته مع كيت ميدلتون، مانحا إياها مساحة من الحرية، يقضي معها أجازة من وقت لآخر ومشجعا لها على مواصلة مسيرتها المهنية وكانت تتقبل هي ذلك، كما كانت تشجع الأمير على متابعة دراسته خلال السنة الأولى من عمله في (ST. Andrews) بعد أن بدأ يتردد في الحصول على مزيد من التعليم.

اتحدت رومانسية وليام أصيلة الطراز مع نهجه العملي في عصرنا الحديث لتجعل منه نموذجا للرجل العصري لابد أن يحتذى به، وفي الإعداد للزواج تقدم وليام لوالد كيت ليطلب يد ابنته للزواج، ثم اقترب من كيت راكعا على ركبتيه ليعرض الزواج عليها مقدما خاتم الخطوبة الخاص بأمه لها، وهنا ملحوظة هامة جدا : على كل رجل راغب في الزواج من إنسانة ما أن يتقدم لها بالطريقة الصحيحة التي تليق بحبه لها.