زواج وليام وكيت يعيد طرح قضية ولاية العرش .. 46% يؤيدون تنازل تشارلز عن العرش لصالح وليام

فشل تشارلز في ما فعله ويليام وهو الفوز بمحبة الشعب الحقيقية، فشعبية ويليام تساهم في إعادة تأكيد الملكية في بريطانيا يدعم صورته كملك ينتمي إلى القرن الواحد والعشرين
فشل تشارلز في ما فعله ويليام وهو الفوز بمحبة الشعب الحقيقية، فشعبية ويليام تساهم في إعادة تأكيد الملكية في بريطانيا يدعم صورته كملك ينتمي إلى القرن الواحد والعشرين

تزوج الأمير ويليام وكيت ميدلتون في احتفالات شاهدها ثلث البشرية. ولكن، إذا كانت أحداث ذلك اليوم ستركز على الأمير وعروسه، فهناك حدث آخر يدور وراء الستار: قصة ملكين.


إن شعبية ويليام تساهم في إعادة اختراع الملكية هنا، فزواجه من العروس الجميلة، البالغة من العمر 28 سنة، يدعم صورته كملك ينتمي إلى القرن الواحد والعشرين. ولكن في الوقت الذي يعتبر فيه أعظم عامل لضمان مستقبل أسرة وندسور الحاكمة، فإن العديد في بريطانيا يشيرون إلى خطورة تعديه شعبية الأمير تشارلز ولي العهد الأقل شعبية هنا.

ويقول ما يعرف باسم مراقبي الملكية في بريطانيا، إن ما هو معرض للخطر هو الوضع العام للملكية البريطانية، التي تمتعت، خلال عهد الملكة إليزابيث الثانية بدعم مطلق تقريبا. وعلى الرغم من الحملة الناجحة نسبيا لتحسين صورة تشارلز، فإن استطلاعا أجرته مؤسسة «أبسوس موري» الأسبوع الماضي أظهر أن النسبة الأكبر من الذين جرى استطلاع آرائهم يطالبون بأن يعتلي ويليام العرش مباشرة متعديا الأمير تشارلز، وهي أعلى نسبة منذ وفاة الأميرة ديانا مطلقة تشارلز ووالدة ويليام، فقد ذكر 46 في المائة مؤخرا بضرورة تنازل تشارلز عن حقه في اعتلاء العرش.

غير أنه من المرجح أن يعتلى الأمير تشارلز العرش سواء رضي البريطانيون أم لا. فتولي تشارلز، الذي أصبح اعتبارا من الأسبوع الماضي صاحب أطول مدة ولاية عهد في تاريخ بريطانيا، متأصل في القانون البريطاني ومن غير المرجح تغييره. على الرغم من أن الملكة إليزابيث لديها موقع على الـ«فيس بوك» وسيتم نقل عقد القران على «يوتيوب»، فإن الخبراء يقولون إن تقاليد الميراث الملكية لا تزال قائمة على الرغم من رغبات الرأي العام. غير أن الهوة في الشعبية بين الأب والابن تخيم على عهد تشارلز الثالث – الرجل المتوقع أن يصبح واحدا من أكثر الملوك إثارة للجدل في الأزمنة الأخيرة.

ويواجه تشارلز مشكلة إذا ما كان يجب على محبوبته أن تحصل على لقب الملكة – وهي في حالته أشهر محطمة «بيوت» في بريطانيا خلال زواج تشارلز بديانا، وهي اليوم زوجته الثانية. وفي الوقت ذاته، سيبدأ ويليام حياة جديدة مع ميدلتون، الفتاة الشابة الأنيقة بلا دماء نبيلة، التي دعمت شعبيتها الصاروخية نجومية ويليام.

ويقول المعلق الإعلامي البريطاني روي غرينسليد «في عهد المشاهير، لا يمكنك إنكار أن الفتنة تلعب دورا، ولدينا هنا هذا الشاب الشعبي مع زوجته الجذابة الجديدة. وما يحدث الآن هو قول الناس (يا الهي، أليس من اللطيف أن يصبح هو بدلا منه؟)».

ويفسر ذلك التحديات التي يواجهها تشارلز غريب الأطوار البالغ من العمر 62 سنة وعميد عائلة وندسور، الذي قال ذات مرة إنه من المهم أن يتحدث للنباتات، التي تعتبر لهجة الطبقة الارستقراطية التي يتحدث بها معينا لا ينضب بالنسبة لممثلي الكوميديا.

الارتباط بالشعب
قضى تشارلز العقد ونصف الماضي يستعيد الاحترام الذي فقده خلال خلافه مع ديانا. وترى مجموعة لا يستهان بها أنه نجح في استعادة دوره كشخصية أبوية وحقق الكثير في دعمه لقضايا مثل البيئة قبل أن تصبح قضية شعبية. وحتى كاميلا ينظر إليها بمنظار إيجابي، كزوجة مساندة لزوجها وزوجة أب عصرية.

وعلى الرغم من كل ذلك، فقد فشل تشارلز في ما فعله ويليام وهو الفوز بمحبة الشعب الحقيقية وإيمانهم به كملك في المستقبل. ففي استطلاع أجرته مؤسسة «يوغوف» في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ذكر 38 في المائة أن تشارلز يمكن أن يكون ملكا جيدا بالمقارنة بـ69 في المائة قالوا إن ويليام سيصبح ملكا جيدا.

ويشير ذلك إلى خشية مراقبي الملكية في بريطانيا من أن تشارلز سيواجه مشاكل في الارتباط بالشعب كملك، وهو الأمر الذي يمكن أن يعرض التأييد المستمر العالي للملكية – التي تحظى - تحت حكم إليزابيث الثانية بنسبة تأييد تصل إلى 75 في المائة، وهو المعدل الذي تذبذب قليلا في العقود الثلاثة الماضية طبقا لإحصاءات «أبسوس موري».

وسيعني ذلك تعظيم أي خطوة خاطئة للأمير تشارلز. فقد شن الأمير العنيد قبل فترة حربا خاصة على العمارة العصرية، وتمكن من القضاء على مشروع معماري عصري في حي تشيلسي الفاخر في لندن، باتصال هاتفي مع أصدقاء في الأسرة الملكية القطرية التي كانت تمول المشروع. ولكن ملوك بريطانيا لا يمكنهم التدخل في مثل هذه القضايا، ومن المتوقع الالتزام بخط محايد.

وتشير أنغريد سيوارد، رئيس تحرير مجلة «ماجستي» التي تعني بشؤون الملكية، إلى أنه «لا يمكن أن يكون لديك ملك ناشط. عندما يصبح ملكا عليه أن يصمت وهو يعلم ذلك».

وعلى الرغم من ذلك، فإن احتمالات ويليام الخامس الذي يتمتع بشعبية هائلة في الانتظار ربما يكون بالضبط ما تسعى إليه أسرة وندسور لكي تعبر عهد تشارلز.

لقد ولد ويليام مثل أبيه شخصية مشهورة، ولكنه على العكس منه ورث ويليام بعضا من شعبية أمه. وأصبح قريبا من الرأي العام، كما يشير مراقبو الملكية، بعدما التأمت جراح موت ديانا بحقيقة أن ابنها وهو على شاكلتها سيصبح ملكا في يوم من الأيام. ويشير البعض إلى أن ويليام الذي يتحدث بلهجة هي مزيج من الارستقراطية والكوكني (لهجة سكان الأحياء الشعبية في لندن) يعتبر شخصية مقبولة من الجماهير بطريقة لا يحظى بها تشارلز.

وهو أمر صادق في دول كومنولث مثل أستراليا وكندا، حيث تفضيل ويليام على تشارلز أكثر وضوحا، وفي بعض تلك الدول تتزايد الدعوات لتغيير قوانين الخلافة.

وأوضح روبرت لاسي وهو مؤرخ للأسرة المالكة أن ذلك «يمثل أهمية كبيرة للأسرة الملكية، وهو سؤال مطروح عما إذا كانت جميع دول الكومنولث سترحب بالملك تشارلز الثالث. ولكن أكبر العوامل في صالح الأسرة الملكية هو أنه إذا ما قبلوه فإنهم سيحصلون على ويليام الخامس».

بريطانيا الشابة
وقد أعاد زواج ويليام إلى السطح درجة من الإثارة حول الأسرة الملكية لم تشهده منذ سنوات. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي في لندن تشير إلى أن ثلث السكان لا يهتمون بالزواج، فإن لندن ستشاهد أكثر من ألفي حفل شارع يعدها السكان المحليين للاحتفال بالمناسبة. والأهم من ذلك فإن ويليام – بمساعدة بسيطة من كيت – يبدو أنه يطور علاقة مع بعض شباب بريطانيا، الذين لم يعرفوا ديانا، بطريقة لم يكن من الممكن لتشارلز القيام بها. فعلى سبيل المثال، كانت غريس سميث، البالغة من العمر 10 سنوات، تجلس في جراج منزل الأسرة في بلدة يورك على بعد مائتي ميل شمال لندن خلف لافتة مكتوب عليها «المقر الملكي.. ممنوع دخول الكبار».

واعترفت بعدم اهتمامها بالأسرة المالكة قبل «ويل آند كيت». ولكن منذ إعلان خطوبتهما في شهر نوفمبر الماضي. أخذت هي وصديقتان لها يجمعن التبرعات من السكان لإقامة حفل شارع غدا الجمعة.

وعندما تسألها عن الأمير تشارلز امتعض وجهها.

ولكن عندما تسألها عن الأمير ويليام ترتسم على وجهها ابتسامة عريضة، وقالت «سيصبح ملكا في يوم من الأيام، وإذا لم يصبح حقيرا ويحظر الاحتفال بأعياد الميلاد أو ما شابه ذلك، فسأصبح في غاية السعادة عندما يصبح ملكا».