قصر باكنجهام يميط اللثام عن تحضيرات الزفاف الملكي البريطاني

المطابخ في حالة تأهب قصوى والعاملون في القصر يسابقون الزمن
المطابخ في حالة تأهب قصوى والعاملون في القصر يسابقون الزمن

تطغى أخبار الزفاف الملكي المرتقب بين الأمير ويليام وكيت ميدلتون على كل ما عداها هذه الأيام في الصحف البريطانية، وإن حدث وتراجع الاهتمام قليلا بالزفاف لأسباب قاهرة مثل المسيرات الضخمة التي نظمت في لندن يوم السبت الماضي للاحتجاج على خطط التقشف، فإن البريطانيين لا يتركون أخبار الزفاف تفلت منهم، فبعد المسيرات انشغل الكثيرون بالأخبار الخاصة بالعروسين وخططهما. بالأمس احتلت كعكة العرس صدارة الأخبار المحلية وتبارت الصحف في نشر وصفات مجربة لإعداد الكعكات المختارة من ويليام وعروسه.


وعمد قصر باكنغهام، منذ إعلانه موعد الزفاف، إلى إثارة التشويق من خلال الاقتضاب الشديد في المعلومات التي يقدمها حول تفاصيل هذا الحفل المنتظر في بريطانيا، مع الحرص في الوقت نفسه على عدم التعرض لأي انتقادات على خلفية الإنفاق الباذخ في زمن الأزمة.

ففي كل أسبوع، تخرج دفعة جديدة من المعلومات حول تفاصيل الزفاف وأمس أزاح العاملون بقصر باكنغهام اللثام عن بعض الاستعدادات التي تجري في غرف القصر مثل قاعة الموسيقى وقاعة المآدب والمطابخ استعدادا لليوم المرتقب.

وفي المطابخ تحديدا يقوم الطهاة بتجريب وإعداد وصفات قائمة طعام حفل الاستقبال والذي فيما يبدو سيحمل الطابع البريطاني الصرف وسيضم عددا من الأكلات المفضلة لدى العائلة المالكة.

وقد وزعت صور بالأمس لرئيس المطابخ بالقصر وهو يشرف على عمل باقي طاقم العمل في إعداد المقبلات المالحة مثل الكيش المحشو بالبصل ونبات البقلة وفطائر يوركشير الشهيرة والمكونة من فطائر هشة تقدم مع اللحم والصوص والرقائق المزينة بوردات من السلمون المدخن بالإضافة إلى باقة من الحلويات الصغيرة المصنوعة في مطابخ القصر.

هذا بالنسبة للأطباق التي ستقدم للمدعوين ولكن بالنسبة للعامة فالعزاء سيكون في رؤية الصور وربما أيضا في تناول وجبات من وحي الزفاف مثل تلك التي أعدها مقهى على الطراز البريطاني في إسبانيا.

فقد قام بار بريستول في مدريد بإعداد قائمة طعام تضم أطباقا تماثل تلك التي ستقدم خلال المأدبة الملكية في قصر باكنغهام. تضم القائمة في خانة المقبلات فطائر هشة محشوة بشرائح سمك السلمون المدخن يتبعها وجبة من الروست بيف مع البطاطس المهروسة والجزر الأبيض المشوي والبازلاء مصحوبة بصلصة اللحم على الطريقة التقليدية.

القائمة بريطانية 100% وتضم في قائمة الحلوى الفراولة مع الكريمة المخفوقة وهو طبق تقليدي في الأفراح الإنجليزية يقدم إلى جانب قطعة من كعكة الفاكهة المصنوعة بالزبيب والجوز والتوت المجفف، وهي شبيهة بالكعكة التي تعدها صانعة الحلوى فيونا كيرس لمأدبة الزفاف.

ومن جانب آخر أعلن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزوجته سامانثا سيقيمان حفلا في الهواء الطلق في مقر رئاسة الوزارة احتفالا بالزفاف.

وبالنسبة للتغطية الإعلامية للحدث فقد حشدت وسائل الإعلام البريطانية أعدادا كبيرة من منسوبيها لمتابعة وقائع حفل الزفاف فأعلنت الـ«بي بي سي» عن أسماء المذيعين الذين سيقومون بمتابعة تفاصيل حفل الزفاف وقررت شبكة «سي إن إن» إرسال طاقم من 50 شخصا لمواكبة هذا الحدث، كما أن شبكات التلفزيون من مختلف أنحاء العالم بدأت استعداداتها لتغطية الزفاف قبل أشهر، وشرعت في إجراء المقابلات مع المتخصصين.

ولمتابعة أخبار الزفاف أولا بأول أطلق برنامج تطبيقي للآي باد بعنوان «رويال ويدينغ 2011» يمكن لمستخدميه الاطلاع على آخر تفاصيل الحفل واستعداداته أولا بأول مع صور للعروسين. ويقدم التطبيق أيضا لائحة بقواعد الإتيكيت الملكي الذي يجب على ضيوف الحفل اتباعها من الوسيلة الأمثل لمخاطبة أعضاء العائلة المالكة إلى استخدام الـ«تويتر» داخل كاتدرائية ويستمنستر.

وفي الوقت الذي تتحفز وسائل الإعلام ومصورو البابراتزي لالتقاط أي صورة للعروسين ووضعوا نصب أعينهم فرصة الفوز بلقطات ثمينة على هامش حفلات «توديع حياة العزاب» التي أعدها أصدقاء وصديقات كيت وويليام فإنهم أصيبوا بخيبة الأمل أمس إذ علمت صحيفة الـ«ديلي تلغراف» أن العريس استطاع الإفلات من عدساتهم وحضر بالفعل حفلا مع أصدقائه قام بالإعداد له الأمير هاري. والمعروف أن عدد المدعوين لحفل الزفاف بلغ 1900 شخص، من بينهم مواطنون عاديون مثل البقال والجزار وساعي البريد العاملين في بلدة كيت ميدلتون في بركشاير (جنوب شرقي البلاد (.

وجرى الإعلان عن الزيارة الرسمية الأولى التي سيقوم بها الزوجان، إذ يتوجهان هذا الصيف إلى كندا بناء على دعوة من الحكومة الكندية للقيام بجولة ملكية في هذا البلد.

وقد خطا الأمير ويليام وكيت ميدلتون، التي يقضي البروتوكول أن يصبح اسمها كاثرين، خطواتهما الرسمية الأولى عبر تدشين سفينة تبحر إلى آيرلندا الشمالية.

أما فستان الزفاف، فيجري التعامل معه وكأنه سر من أسرار الدولة، وهو يثير التحليلات والتكهنات الصحافية حوله.

ومن جانبها تتأهب الشرطة البريطانية لمواجهة «كل التهديدات» المصاحبة لزفاف الأمير ويليام، فقد قال مسؤول بارز بالشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) أمس إن تدابير الأمن المصاحبة لزفاف الأمير ويليام وخطيبته كيت ميدلتون الشهر المقبل ستشمل مواجهة كل أنواع التهديدات في أعقاب اندلاع احتجاجات عنيفة مطلع الأسبوع الجاري في لندن احتجاجا على خفض الإنفاق العام.وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن قائد شرطة لندن بوب برودهيرست الذي سيتولى مسؤولية تأمين الزفاف الملكي قال إن الشرطة تدرس زيادة استخدام سلطات التوقيف والتفتيش.

وستكون هذه التدابير على الأرجح ضرورية لمنع محاولات متطرفين راديكاليين لتعطيل الاحتفالات بعد اندلاع مظاهرتين شهدتا أعمال عنف في لندن خلال الشهور الثلاثة الماضية.

ووقعت المظاهرة الأحدث أول من أمس عندما انضم فوضويون متطرفون إلى مسيرة سلمية قادتها نقابات العمال وهاجموا عددا من «الأهداف الرمزية» بما في ذلك محلات وبنوك وفنادق فاخرة.

وقال برودهيرست في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «نبحث على وجه التحديد مراسم الزفاف الملكي وما يمكن أن نقوم به لمنع حدوث أعمال الفوضى والعنف التي وقعت يوم السبت الماضي التي يمكن أن تصاحب الحدث. ودائما ما ندرس صلاحياتنا لمحاولة إخماد العنف قبل حدوثه».

ومن المتوقع حضور نحو 1900 ضيف بينهم زعماء وملوك دول كثيرة من مختلف أنحاء العالم والكثير من الشخصيات المرموقة الزفاف الملكي الذي سيقام في كاتدرائية ويستمنستر في العاصمة لندن.