"دوكاس" .. طباخ فرنسي يغير حياة فقيرات باريس بالطهي

دربهن "دوكاس" للعمل بمطاعم فاخرة حيث يدير 27 مطعما ويعمل تحت إدارته 1400 موظف
دربهن "دوكاس" للعمل بمطاعم فاخرة حيث يدير 27 مطعما ويعمل تحت إدارته 1400 موظف

من ضاحية فقيرة بباريس إلى مطبخ كبير في مطعم فاخر تخوض 15 امرأة هذه الرحلة الأسبوعية ليتدربن على يد الطاهي الفرنسي المشهور ألان دوكاس.


في إطار مشروع بعنوان "15 امرأة في المستقبل" مستلهم من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون يتيح دوكاس الذي يدير مطاعم مسجلة في دليل ميشلان المشهور الفرصة لهذه المجموعة من النساء لبدء عمل جديد وحياة جديدة.

في مركز للتدريب في فييه لوبل بالقرب من ضاحية سارسيل شمالي باريس تضع امرأة عمرها 34 عاما وتدعى ليندا اللمسات الأخيرة على طبق من لحم الضأن. بحسب وكالة رويترز.

ليندا أم لثلاثة أطفال، ولم تكن تحلم قبل عام بأن حياتها ستتغير على هذا النحو. تركت المرأة وظيفتها وتقدمت بطلب للاشتراك في برنامج التدريب بعد أن رأت إعلانات مكتوبا عليها "انتهزي فرصتك" على جدران سارسيل.

قالت ليندا: "التدريب سيجري في سارسيل. إذا كنت مهتمة فعليك التقدم بطلب .. هكذا أبلغت. قلت إن لدي وظيفة بالفعل، ويجب أن أترك الفرصة لمن لا يعملون، لكني أبلغت بأنه مشروع مثير للاهتمام حقا. سألوني .. هل تعرفين ألان دوكاس .. قلت .. لا لم أسمع بهذا الاسم من قبل".

انتشرت المعلومات عن برنامج التدريب شفهيا، ووقع الاختيار على ليندا ضمن 15 امرأة يُقمن في بلدة سارسيل التي لا تزال تعاني بعد خمس سنوات من أعمال الشغب التي هزت المجتمع الفرنسي بسبب قلة فرص العمل.

على مدى عام تحضر المتدربات ثلاثة أيام في الأسبوع إلى مركز التدريب في سارسيل ليتعلمن طهي أطباق المطبخ الفرنسي، وفي اليومين الباقيين من أسبوع العمل يتدربن في أحد المطاعم التي يديرها دوكاس في المناطق الراقية في باريس.

بداية من الصفر
وعندما تكمل المتدربات البرنامج سيحصلن على عمل في أحد المطاعم إذا اجتزن الاختبار النهائي بنجاح.

وقالت ليندا: "ليس العمل هو ما يخيفني بل لأني تركت المدرسة قبل 17 عاما. أنا أبدأ كل شيء من الصفر .. الواجب المنزلي .. تجهيز الملفات وكل شيء".

وذكرت ليندا أن مجرد وجود اسم دوكاس في طلب التوظيف سيكون له تأثير مهم.

وقالت: "أن أذكر في سيرتي الذاتية أني تدربت في بلازا أتينيه تحت قيادة السيد دوكاس سيفتح لي بالتأكيد أبوابا كثيرة".

يدير دوكاس 27 مطعما في ثماني دول، ويعمل تحت إدارته 1400 موظف، كما يدير مدرسة للطهي، ويؤلف كتبا عن الطهي.

وقال الطاهي الكبير: "الأمر ليس خرافة أو أسطورة بل عمل. إنه عالم الرجال .. عالم يقتصر على الرجال، والمطبخ يتغير عندما توجد فيه امرأة".

وأضاف "الاهتمام بالآخرين غير روح الصحبة. أعني الاهتمام بالطاهيات من الضواحي .. الاهتمام بالمساعد الصغير الذي وصل للتو وبالجميع. إنه يكسب هذا العالم القاسي صبغة إنسانية".

وستعقد الامتحانات النهائية للمتدربات في آخر مايو/أيار، وستعلن النتائج مع حلول يونيو/حزيران المقبل.