العطور اليدوية .. تصنع من دون كحول تعطر السعوديين بالطيب والمسك

«الرومانسية والدلوعة وبرنسيسة» .. ظهرت قبل 7 أعوام ولم تعرف تراجعا، وفي الصورة بائع للزيوت العطرية يملأ قنينة صغيرة بخمرية ليالي دبي
«الرومانسية والدلوعة وبرنسيسة» .. ظهرت قبل 7 أعوام ولم تعرف تراجعا، وفي الصورة بائع للزيوت العطرية يملأ قنينة صغيرة بخمرية ليالي دبي

«خمريات يالطيب .. خمريات .. هنا» مقتطفات من أصوات تنادي للترويج على بعض من مستحضرات التجميل، من المفترض أن تتردد على مسامع من يزور أي سوق أو مجمع تجاري في جدة، أو ربما في أي منطقة في السعودية.


والخمريات يقصد بها أحد أنواع العطور، أو التركيبات المستنبطة من زيوت عطرية لزهور أو فواكه يتم تخميرها، دون إضافة ما تتطلبه العطور من كحول أو مواد كيمائية، تستدعيها أصناف العطور الشرقية التي تلجأ لها السيدات في الأعراس والمناسبات الكبيرة على وجه الخصوص، بما فيها مستلزمات العروس.

فأهم ما تتميز به هذه الأخيرة أنها عالية التركيز، ذات رائحة هادئة، إذ يشتق أغلبها من زهور طبيعية ذات طابع فريد ومختلف عن غيرها من المواد الأساسية في صنع الخمريات الخاصة بالسيدات.

وكانت قد دخلت السوق السعودية قبل 7 سنوات، عن طريق باعة ومستوردين من بعض الدول الآسيوية المهتمة بالترويج لمثل هذه السلع في منطقة الخليج والسعودية على وجه التحديد، ونشطت بذلك المنتجات الماليزية والهندية.

ومع اشتهار هذه المواد التجميلية، استحدثت طرق جديدة لترويجها بين الأصدقاء والأقارب، من قبل شابات سعوديات راغبات في البحث عن مصدر رزق.

فالعملية لا تكلف شيئا مقارنة مع ما يكلفه أي مشروع آخر، ولا تحتاج إلا إلى هاتف جوال وقاعدة علاقات مع فتيات يمكن إغراؤهن بسهولة على شرائها. وهذا ما لا حظه كبار المستثمرين في مجال العطور والتجميل، وعملوا على الاستفادة منه.

فالأرقام تشير إلى أن عوائده المالية تقدر بأكثر من 4 مليارات ريال، أي ما يعادل مليار دولار تقريبا، وهو الرقم الذي يصنفه أولئك بالضخم.

محمود بافيصل، بائع جملة للزيوت العطرية، وأحد العاملين في أسواق العطور ومواد التجميل في جدة، يرى أن الخمريات يتم جلبها من دول كالإمارات والهند وفرنسا، ثم تضاف إليها تركيبات عطرية أخرى ينتج عنها في نهاية المطاف روائح متميزة، يتفرد بها الباعة سعيا وراء كسب مادي سريع.

ويعرف بافيصل ما يقصد بـ«التخمير» ببقاء خلطات العطور بعضها مع بعض، حتى تتركز التركيبة، ويخرج العطر في النهاية برائحة موحدة، لا تتغير بعد وضعها في الجسم مع مرور الساعات.

من جهته، يرى البائع عابد العزي أن الخمريات أصبحت مطلبا للكثير من النساء على عكس الرجال، خصوصا في المناسبات وحفلات الأعراس، قائلا «إن بعض المحلات والمتاجر الصغيرة تنشط فيها دون الشركات الكبرى».

ويتابع أن عطور وخلاصات مثل المسك وعطر خشب الصندل ودهن العود المعتوق والمبخر تمزج مع بعض الزيوت العطرية كالياسمين والورد والتوت وغيرها للحصول على هذه العطور المميزة والخاصة.

ميزتها، بالإضافة إلى أنها طبيعية، قوة تركيزها، فهي تبقى في الجسم والملابس لأكثر من يومين، وهذا ما جعل الإقبال على هذه الأصناف يزيد بشكل متزايد وملحوظ.

ورغم أن الخمريات لا تباع في علب مغلفة بشكل أنيق، ولا تحمل أسماء ماركة عالمية، فإن بعض خلطاتها اكتسبت شهرة كبيرة، مثل خمرية دبي، والسوبر الملكي، والرومانسية، والدلوعة، وبرنسيسة، علما أن لكل اسم من تلك الأسماء مكونات معينة وخصوصية.

ورغم أن هذه الخمريات موجهة للمرأة أكثر وتعرف إقبالا أكبر منها قبلها، فإنها لا تقتصر عليهن وحدهن، فالرجل أيضا له نصيب منها لكن بأنواع مختلفة، أبرزها دهن العود مع الفواكه.

وكان خالد الدخيل المدير العام لـ«الدخيل للعود والعطور» قد اعتبر أن نسبة مبيعات العطور الشرقية ما زالت هي الأعلى، لمناسبتها لجميع الشرائح. وأشار أيضا إلى تطور ملموس في مبيعات أنواعها التي اعتمدت في الآونة الأخيرة على مزجها بالعطور الغربية.

تجدر الإشارة إلى أن السوق السعودية تشهد في كل عام نموا متزايدا على العطور، وخاصة في مواسم الأعياد والمناسبات الدينية، كالحج والعمرة.

فالأمر هنا لا يقتصر على السعوديين وحدهم، بل أيضا على الزائرين من خارج السعودية، الذين سمعوا عن هذه الخلطات، ويبحثون عن المتميز منها، لتصل نسبة المبيعات إلى أكثر من 70 في المائة مقارنة بالأيام العادية.