نموذج رائع .. المرأة هي من يحمي الطبيعة ببنجلاديش

المبدأ الأساسي من قيام هذه الدوريات النسائية هو مساعدة المجتمع (بمدينة تشوناتي) على استعادة الصحة
المبدأ الأساسي من قيام هذه الدوريات النسائية هو مساعدة المجتمع (بمدينة تشوناتي) على استعادة الصحة

تحمل المرأة المحلية زمام المبادرة في بنجلاديش الجنوبية عندما يتعلق الأمر بحماية البيئة، فتقوم كل من الزوجات، والأمهات والقرويات بدور رائد داخل مجتمعهن أي كحارسات لحماية الحياة البرية بمدينة تشوناتي.


كل يوم، يرتدين الساري الأخضر ويمرون كدورية عسكرية يتفقدن الغابات في صحبة جنود الحكومة، يمشين بهدوء بين الأشجار، يبحثن عن أي شخص تسول له نفسه أن يعكر صفو الحياة البرية والأشجار الموجودة منذ قرن من الزمان
 
تصريح إحدى الحارسات المتطوعات:
تصرح السيدة (ديلوارا) إحدى الحارسات المتطوعات بما يلي:
"عندما نأتي بملابسنا الخضراء يفزع من يحاولون قطع الأشجار بطرق غير شرعية منا" ومن سنوات منذ أن بدأت المسيرات الدفاعية عن البيئة، تخبر وكالة سي إن إن أنهن شهدن ولادة جديدة لمساحة من المحمية تعادل 77 كيلومتر مربع.
 
 تلك الحياة البرية التي تضررت بشدة من جراء قطع الأشجار والزراعة، بدأت تزدهر الآن برعاية الحارسات اللاتي يواجهن الطيور البرية، والقرود، والثعالب وحتى الأفيال، مؤمنات أن وجود الأشجار في الغابة هو عامل مساعد لمجتمعهن، وهذا ما أقرته (هوسنيرا) إحدى المتطوعات لحماية الطبيعة.
 
لماذا قامت هذه الدوريات؟
المبدأ الأساسي من قيام هذه الدوريات النسائية هو مساعدة المجتمع (بمدينة تشوناتي) على استعادة الصحة، ويتم تمويل هذا المشروع من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالة التنمية بألمانيا GTZ، ويدعم هذا البرنامج  الشراكة بين المجتمع المحلي والحكومة واستغلال المنافع المتبادلة بين الجانبين من أجل الحفاظ على الحياة البرية والطبيعة في البلاد.
 
المنافع التي عادت على المدينة من هذه الدوريات النسائية:
ساعد هذا البرنامج التطوعي الذي تقوم المرأة ببطولته في تجديد هذه المحمية التي تعتبر ملاذا منذ 25 عاما وممر للفيلة الآسيوية المهاجرة بين بنجلاديش وميانمار.
 
تأثير البرنامج هذا على المعتدين:
اعتاد السيد (أمين خان) زعيم الجماعة الصيد في الحياة البرية بمدينة (تشوناتي) لكنه اقتنع الآن أن الصيد الذي كان يمارسه قد أضر بالتنوع البيولوجي في المنطقة وقال أنه يعمل مع الحكومة للمساعدة في الإشراف على عمليات الصيانة الدورية للغابات.
 
ويضيف أمين أن التغيير الإيجابي أصبح الاختيار الوحيد الممكن هناك عندما قدمت الحكومة العمل وفرص أخرى للقرويين داخل المحمية، وهذا شيء جديد لأن الحكومة لم تكن ترحب من قبل بمشاركة الناس على أرضهم، أما الآن فقد بدأت تدريجيا تؤمن أن أي عمل لصالح البيئة لن يؤتي ثماره بدون مساهمة الشعب والناس به.
 
وتحقيقا لهذه الغاية تسمح الحكومة ببنجلاديش الآن بتحديد عمليات قطع الأشجار داخل مناطق معينة (بتشوناتي)، حيث يمكن للمدنيين زرع، قطع، وبيع الأشجار في أجزاء من الغابة، بشرط إعادة زراعتها مع عدم قطع الأشجار القديمة، وتبقي 75% من العائدات والباقي لدعم جهود إعادة التحريج.
 
بذرة التغيير والمشاركة تنتشر في أنحاء البلاد:
أصبح الآن نموذج الإدارة المشتركة الذي تم العمل به في مدينة (تشوناتي) ينفذ وينشر عبر الدولة بأكملها، فعام 2008 أطلقت الوكالة الأمريكية للتنمية مشروع بميزانية 13 مليون دولار لنشر هذا المشروع البيئي في جميع أنحاء البلاد على مدى خمس سنوات، والآن هناك 26 منطقة محمية ببنجلاديش.
 
أما بالنسبة للمجموعة الدورية الأنثوية فهن من المتطوعات لكنهن تلقوا إعانات مالية صغيرة تبلغ حوالي 50$ للإنضمام إلى البرنامج، اشترت العديد منهن به بقرات والآن يستخدمن اللبن الذي تنتجه للحصول على مزيد من المال لتدعيم مشروعهن لحماية البيئة.
 
وينبع هذا العطاء من حبهن واحترامهن لبلدهن، وتضيف هوسنيرا إحدى العضوات أن العمل الذي يقمن به من أجل البلاد شيء يشرفهن كما تؤمن أن وجود الغابة الطبيعية شيء يساعد المجتمع كثير.