بعد عامين من الارتفاعات المتواصلة .. أنخفاض نسبي في أسعار الذهب في السعودية

الأسواق السعودية شهدت إغلاق عدد كبير من المحلات لضعف الإقبال على الذهب ومصانع الذهب تلجأ إلى تكتلات تنتج حليا بأوزان أقل تناسب شرائح الدخل المحدود
الأسواق السعودية شهدت إغلاق عدد كبير من المحلات لضعف الإقبال على الذهب ومصانع الذهب تلجأ إلى تكتلات تنتج حليا بأوزان أقل تناسب شرائح الدخل المحدود

في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق السعودية انخفاضا نسبيا في أسعار الذهب لأول مرة منذ عامين، عقب ارتفاعات متتالية، بدأ عدد من مصانع الذهب تكتلات لإنتاج حلي بطرق حديثة بنفس الأشكال والأحجام القديمة، ولكن بأوزان أقل تتواءم مع المستجدات السوقية للوصول إلى المستهلكين، والتي فرضتها بورصة الذهب العالمية، وهو ما جعل متعاملين في تجارة الذهب يتوقعون أن يشهد هذا العام إقبالا كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية.


وفي المقابل انخفض إجمالي الطلب من ناحية الوزن بنسبة تزيد على 5 في المائة ليصل إلى 130 ألف طن سنويا، دون أن يساهم في صعود السعودية لمراتب أعلى بين الدول العالمية من حيث استهلاك الذهب.

وقلل محمد عزوز نائب رئيس لجنة المعادن الثمينة في مجالس الغرف التجارية السعودية من تأثير الانخفاض على الأسواق لقلة النسبة مقارنة بالارتفاعات السابقة التي شهدتها أسعار الذهب منذ عامين.

وأوضح عزوز أن «المصانع وتجار الجملة في قطاع الذهب والجواهر الذين عملوا في الإعداد على إنتاج حلي بنفس الأحجام التي تعوّد عليها المستهلكون ولكن بأوزان أقل، عن طريق استخدام طرق حديثة في التصنيع، وهذه الطريقة لا تدخل في الغش التجاري والتلاعب على المستهلك، حيث يباع المنتج بوزنه الفعلي ولكن بأحجام مناسبة، وهذا الأمر يرجع إلى زبائن يشترون الذهب للزينة واللبس فقط، وليس للادخار والاستثمار»، وأضاف: «أتوقع أن يصل حجم الإقبال على هذه الحلي إلى نسبة تزيد على 20 في المائة، وهي نسبة جيدة لتحسين الحركة الشرائية للذهب بعد أن تسبب ارتفاع أسعار الذهب العالمية في انخفاض على الشراء بنسبة 80 في المائة خلال العامين الماضيين».

وشهدت الأسواق السعودية إغلاق عدد كبير من المحلات لضعف الإقبال والقوة التنافسية بين التجار، ويقدر استهلاك النساء في السعودية سنويا بـ16 مليار ريال، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الرابعة عالميا، ويواجه المتزوجون مشكلة كبيرة في شراء الذهب لزوجاتهم، مما جعلهم يبحثون عن بدائل جديدة كشراء الذهب والألماس القديم لتقديمه كشبكة لزوجاتهم.

وقال عادل بخش المستثمر في قطاع التجزئة بإحدى الأسواق الشهيرة في جدة، إن توجه المصانع لإنتاج سلع مناسبة لمرتبات الفتيات والشباب سيساهم في زيادة الإقبال على الذهب، حيث تمثل هذه الشريحة النسبة الكبيرة بين المجتمع، غير كبار السن الذين يتجهون لشراء الذهب للاستثمار، وعادة ما يتم شراؤه عن طريق البنوك، لتلافي حساب قيمة المصنعية المضافة في قيمة الحلي بالذهب والجواهر.

وتعتبر مدينة جدة (غرب السعودية) على رأس قائمة مدن منطقة الشرق الأوسط من حيث تجارة الذهب والجواهر، بعدد أكثر من 800 محل لبيع الذهب، إضافة إلى عشرات المصانع، وأكثر من 200 ورشة صغيرة متخصصة في صناعته.

وأوضح بشر دياب، مستشار مجلس الذهب العالمي، في تصريح سابق لـه لجريدة «الشرق الأوسط» أن مجلس الذهب العالمي وبالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة والهيئة العليا للسياحة ركزوا جهودهم لتطوير تصاميم الذهب، والترويج لمدينة جدة على أنها بوابة الذهب، من خلال مهرجانات سنوية تعمل على نطاق دولي.