برلسكوني يقول: يجب أن أوصف بسوبر مان لو فعلا أقمت علاقات مع 24 امرأة

مسؤول إيطالي يدعو رئيس الوزراء إلى «جمع طوابع البريد».. لا النساء وبرلسكوني يتهم القضاة في نيابة ميلانو بـ«استخدام قضية المغربية روبي لمهاجمته لأغراض سياسية»
مسؤول إيطالي يدعو رئيس الوزراء إلى «جمع طوابع البريد».. لا النساء وبرلسكوني يتهم القضاة في نيابة ميلانو بـ«استخدام قضية المغربية روبي لمهاجمته لأغراض سياسية»

حاول رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني مازحا أن يهزأ من الفضيحة الجنسية التي قد تطيح بحكومته قائلا إن الاتهامات الموجه إليه من قبل أعدائه السياسيين بأنه كان على علاقة بـ24 فتاة تجعل منه سوبر مان، لو كان ذلك صحيحا.


برلسكوني، (74 عاما)، والمتهم بإقامة علاقات جنسية مع مومسات قاصرات، والتي تعتبر الأخطر بين الاتهامات الموجهة إليه طيلة حياته السياسية خلال الـ17 عاما الماضية، حاول التهكم على الاتهامات أمام عدد من أعضاء حزبه في البرلمان الإيطالي، إلا أن ذلك استغل من قبل المعارضة ورجال الأعمال والكنيسة، الذين طالبوا باستقالته واتهامه بتدنيس صورة إيطاليا في المحافل الدولية.

وقال مسئول بارز في الحكومة الإيطالية، أول من أمس، إنه من الأفضل لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني أن يمارس جمع طوابع البريد لا جمع الفتيات.

وجاء ذلك في مقابلة كارلو جيوفاناردي، وكيل وزارة في حكومة برلسكوني المحافظة المكلف سياسة شئون الأسرة، مع هيئة الإذاعة المملوكة للدولة (آر إيه آي).

وقال جيوفاناردي الكاثوليكي: «أنا شخصيا نصحت رئيس الوزراء بأن يكرس نفسه لجمع طوابع البريد ودراسة تاريخ البريد، باعتبارها أقل خطورة من جمع أشياء أخرى». وأضاف: «ربما لم يلتفت إلى نصيحتي».

وقدم الادعاء العام في ميلانو يوم الاثنين الماضي إلى البرلمان وثائق تحوي دليلا مزعوما يفيد بأن برلسكوني دعم ماليا ومارس الجنس مع «عدد كبير» من المومسات بما في ذلك قاصرة مغربية تدعى كريمة المحروق.

وأعلنت نيابة ميلانو الجمعة الماضية أنها تشتبه في أن يكون برلسكوني أقام علاقات جنسية مع الشابة المغربية التي تدعى أيضا «روبي سارقة القلوب» والتي كانت قاصرا آنذاك لقاء مبلغ مالي، وكذلك في أن يكون استغل منصبه وطلب من شرطة ميلانو الإفراج عنها لدى توقيفها بتهمة السرقة في مايو (أيار) 2010.

ونفت كريمة المحروق، التي كانت تعمل راقصة وكان عمرها 17 عاما، أول من أمس، إقامة أي علاقة جنسية مع برلسكوني وكذلك ممارستها العمل كمومس، إلا أن ذلك يتناقض مع إفادة الفتاة التي كانت تعيش معها في مايو الماضي. «أتذكر أنها قالت لي إنها على علاقة صداقة مع رئيس الوزراء، وإنها زارته في بيته وإنها تناولت العشاء معه ورقصت ومارس الجنس» قالت كاترينا باسكوينو. ونفى برلسكوني ارتكاب أي عمل خاطئ وتعهد بالبقاء في السلطة خلال العامين المتبقين له في الحكم، متجاهلا دعوات المعارضة وبعض الأعضاء الساخطين في تحالفه إلى لاستقالة.

واتهم برلسكوني الأربعاء القضاة في نيابة ميلانو بـ«استخدام قضية روبي لمهاجمته» لأغراض سياسية، في إشارة إلى التحقيق الذي يستهدفه بتهمة استغلال المنصب وإقامة علاقة مع فتاة قاصرة.

وقال برلسكوني في فيديو بثته قناة «سكاي تي جي 24»: «لم يكن هناك أي استغلال للمنصب ولا التحريض على الدعارة، وخصوصا مع قاصر». وأدان «الهجوم الجديد الخطير جدا لقضاة انتهكوا القوانين لأغراض سياسية». وأضاف أن «قضاة (النيابة) يؤيدون استغلال هذه القضية أداة سياسية». وقال إنه «في غاية الهدوء»، مؤكدا «أنه ليس لديه أي سبب ليشعر بالعار».

وأكد رئيس الحكومة أن هؤلاء القضاة يحاولون «عكس تصويت الشعب» الذي سمح له بتحقيق فوز في الانتخابات التشريعية في 2008. كما اتهمهم بأنهم «انتهكوا المبادئ الدستورية الأساسية» كالحق في الخصوصية، منتقدا التنصت على اتصالاته بضيوفه.

وفي إحدى المكالمات التي تم تسجيلها في سبتمبر (أيلول) الماضي، قيل إنه سمع صوت روبي تطلب من جيسوبي سبنللي محاسب برلسكوني أن يعطيها أموالا «لقد وعد بأن يساعدني إلا أنني لم أسمع منه أبدا. أريد خمسة آلاف يورو فقط». وأضاف برلسكوني: «لقد استخدموا تقنيات متطورة جدا كأنهم يريدون إجراء مداهمة في أوساط المافيا»، مشيرا إلى التنصت على الاتصالات الهاتفية وتتبع المحققين للهواتف الجوالة لضيوفه خلال حفلات أقامها في مقر إقامته في أركوري قرب ميلانو.

وفي رسالة بثها يوم الأحد الماضي، لمح برلسكوني إلى أنه مرتبط بعلاقة عاطفية مستقرة منذ انفصاله عام 2009 عن زوجته فيرونيكا لاورا، التي قالت حينها إنها لا تستطيع البقاء مع رجل «يتردد على القاصرات». وكانت هذه هي المرة الأولي التي يعترف فيها بأنه مرتبط بعلاقة مع امرأة منذ انفصاله عن زوجته. وقال جيوفاناردي إنه سيواصل دعم رئيس الوزراء ضد «الأشياء الرهيبة» التي يمارسها الادعاء العام بما في ذلك التنصت ووسائل أخرى لجمع أدلة ضد قطب الإعلام برلسكوني. وأضاف: «برلسكوني رجل سخي يعطي الأموال بسخاء إلى الجميع، بغض النظر عن الهدف منه».

ودعا الفاتيكان برلسكوني، الذي أكد مرارا أن حزبه (حرية الشعب) يتمسك بقيم الأسرة وتقاليد الكاثوليكية الإيطالية، إلى توضيح موقفه في الفضيحة.

وفي وثيقة موجهة إلى البرلمان للحصول على إذن تفتيش، قالت النيابة إن في حوزتها عناصر تثبت دفع برلسكوني مبالغ مالية ووضع شقق في تصرف مومسات شاركن في حفلات في أركوري.

وعلى الرغم من التحقيقات الجديدة حول مغامرات رئيس الوزراء الإيطالي الجنسية مع فتيات قاصرات يقال إنها تتم في منزله وموجات رد الفعل العالية التي تنتشر في إيطاليا بسبب ذلك، أوضح برلسكوني في رسالته المصورة يوم الأربعاء أنه ليس مستعدا للتنحي.

ويرفض برلسكوني التنحي على الرغم من مطالبة منتقديه السياسيين بذلك. وقال في الرسالة: «ليس هناك فساد ولا ترويج للدعارة، ولا يتعلق الأمر كثيرا بالقاصرات»، مضيفا: «ألتزم الهدوء لأن الحقيقة تسود دائما».

ويرى برلسكوني أن تلك الادعاءات هي «أداة سياسية» وجزء من «إجراءات متخبطة وعنيفة» لا تنسجم مع حكم القانون. وطالب بـ«عقاب مناسب» للمسئولين عن ذلك.