الأسرار الجوهرية وراء رفض الغرب للمرأة المحجبة

كثرت التساؤلات حول سر اضطهاد العالم الغربي للمرأة المحجبة الذي لم يكن واضحا
كثرت التساؤلات حول سر اضطهاد العالم الغربي للمرأة المحجبة الذي لم يكن واضحا

كثرت التساؤلات حول سر اضطهاد العالم الغربي للمرأة المحجبة الذي لم يكن واضحا، وكان هناك شيء محير، هل هذا الاضطهاد بسبب وجود نوع من الكراهية أم أنه مجرد خوف من شيء ما قد يحدث إذا سمح لمن ترتدي الحجاب بكل الحقوق التي تحصل عليها من لا ترتديه في هذا العالم الغريب؟.


يري العديد من المفكرين في الغرب أن هناك جوانب رئيسية تقود إلى هذا الفكر التخوفي، فهيا بنا نستطلع بعضا من وجهات النظر وهذا للعلم فقط وليس للتأييد أو الرفض.

يعتقد الغرب أن (الحجاب حاجز بين المرأة والمجتمع):
الجزء الأول وهو أبسط وجهة نظر.. يقولون إذا ارتدت المرأة الحجاب، سواء أظهرت أو أخفت وجهها، يعتقد كل من يتقابل معها في أي مكان سواء كان مكان عمل أو غيره أن هناك بعض الحواجز الموضوعة بينها وبين المجتمع ومن هذه الحواجز ما يلي:

- أنها لا تريد أن يتحدث إليها أحد.

- أنها لا ترغب في التعرف أو التقرب من أحد.

يعتذر المفكرون عن وجهة النظر هذه لكنها هي الطريقة التي يعتقدها الغربيون، وهذا يختلف كثيرا مع الفلسفة الشرقية للحجاب.

بالطبع هذا ليس منطقاً.. فالحجاب ليس حائلا بين المرأة والمجتمع المحيط بها؛ لأن الإسلام يدعو للتعارف والتعاون بين الناس ويشجع على المحبة والتآلف لكن مع توفر الحدود التي تحفظ للمرأة الحماية والاحترام.

وهناك الكثير من العلاقات التي ربطت بين نساء الغرب ونساء الشرق المحجبات من مختلف الدول الإسلامية، اعترفت خلالها الغربيات أن التعامل بينهم كان في إطار رائع ومثالي جدا.

يعتقد الغرب أن (الحجاب رمز للجريمة):
ينمو المواطن الغربي وقد ترسخ في عقله تاريخ عنيف عن المسملين في دول أسيا والشرق الأوسط، كما أن تغطية الوجه في الغرب ترتبط بمن يقومون بأعمال السرقة أو القتل حتى لا يتعرف عليهم أحد.

يمثل الحجاب بالنسبة لهم شيئا مساويا لقناع أو غطاء الوجه الذي معه يستحيل التعرف على هوية الشخص ويجعل من الصعب عليهم الإمساك بالمجرمين المتورطين في العديد من الجرائم.

ببساطة يقوم مجرمو الغرب بتغطية وجوههم وارتكاب كل أنواع العنف التي يرغبون بها، ثم يتيهون في الزحام لتجنب الإمساك بهم والتعرض للمقاضاة.

وبهذا بدأ يشعر الأشخاص الغربيون أن الشخص الذي لا يريد أن يري ملامحه أحد هو نفس الشخص الذي لا يرغب أن يتعرف أحد على شخصيته، وهؤلاء الذين لا يرغبون فى أن يعرف أحد هويتهم لابد أن لديهم شيئا يخفونه ولابد أن يكون شيئا سلبيا أو شريرا.

وبينما يقوم المجتمع الشرقي بحماية حق الفرد في عدم الكشف عن هويته تحت مظلة دينية، يتخذ الغرب مساراً آخر من وضع القوانين التي تجرم وتجعل ارتداء الحجاب عملا غير شرعي هو وأي نوع من الأقنعة (إلا في المناسبات الخاصة)، تم العمل بهذه القوانين لمدة 200 عام وحتي لفترات أطول من ذلك في أوروبا.

ويؤمنون أن هذا مع مرور الوقت ساعد على تقليل نسبة الجرائم والقدرة على معاقبة المجرمين، وهذا عاد بالنفع على المجتمع حيث ساعد على تأسيس مجتمع منظم يمكن التحكم به، وبناء عليه أصبح المجتمع الغربي أكثر أمة مزدهرة عرفها العالم، كما تحسنت أحوالها المادية والحياتية.

بالرغم من تمتع العالم الغربي بالأحوال الاقتصادية المزدهرة والتقدم في الجوانب المادية ينتشر به الفساد الأخلاقي والأسري لكن في العادة لا يتم التحدث والإفصاح عن ذلك، فهو لا يرغب في مواجهة نفسه بعيوبه ومصادر النقص به.

يعتقد الغرب أن (الحجاب يمنع التكيف والاندماج في المجتمع الغربي وثقافته):
لا يخشى الناس في المجتمع الغربي من المهاجرين إليهم، ويرحبون بهم، لكن يؤمنون أن على الشخص المهاجر إلى بلد جديد أن يبذل الجهد للتكيف مع هذا المجتمع وثقافته، حتى لا يصبح منبوذا به.

ويضيف المتحدثون باسم المجتمع الغربي أنهم يواجهون موجة كبيرة من المهاجرين الغير متفهمين لفكرة الاندماج ولا يرغبون في تبنيها، وبدلا من ذلك يرغبون في إحضار ثقافتهم الخاصة إلي ثقافة الإسلام التي يعتقد الغرب أنها ثقافة قديمة لا تتناسب مع العصرية والحداثة، حتى أنهم يرغبون في تغيير قوانين أهل الغرب لتناسبهم.

بينما هذه هي وجهة النظر الغربية عن مبدأ الاندماج المجتمعي نرى مجتمعاتنا الشرقية تتعامل بشكل مختلف تماما مع أي شخص غربي أو غير مسلم يأتي إليها، فهي تترك له كامل الحرية لممارسة شعائره الدينية والعيش بالطريقة التي تعود عليها في وطنه.

يعتقد الغرب أن (الحجاب من أسوأ سمات الثقافة الشرقية):
يبريء الغربيون أنفسهم من كراهية الحجاب ويفسرون ذلك بقولهم أنهم غير رافضين للثقافة الوافدة عليهم بشكل تام، إنما لديهم استعداد كامل لتقبل أفضل مميزات ثقافة المهاجرين من المسلمين، ويقولون إن تاريخهم يشهد على هذا المبدأ.

لكنهم يريدون أن يترك المسلمون وراءهم ما يرونه شيئا سيئا أو سلبياً ونقصد بذلك نظرتهم للحجاب، وشئنا أم أبينا يرى الغرب أن المحجبات هم أسوأ جزء في الثقافة المستوردة أو الوافدة إليهم؛ لأنه يعتبر انتهاكا للمباديء الأساسية التي يقوم عليها مجتمع الغرب، ومن أهمها أن يعرف الشخص عن نفسه للجميع ولا يحاول إنشاء طبقة من الناس لا تخضع للقوانين التي يخضع لها المواطنون الأصليون للبلد.

بالطبع لا يتقبل الغرب أن يمتنع بعض الناس عن الالتزام بالقوانين التي تسنها الدولة التي يعيشون تحت سيادتها كباقي المواطنين.

يعتقد الغرب أن (الحجاب يفرق في المعاملة بين أفراد الشعب):
يعتقد الغربيون أن الحجاب من الأشياء التي ستؤدي إلى حدوث اختلاف في المعاملة بين أهل البلد الأصليين والوافدين إليها ممن يرتدين الحجاب، فمثلا لن يتقبلوا أن تذهب المحجبة لعمل رخصة قيادة ويتم التقاط صورة لها وهي تغطي وجهها بينما لا يحدث هذا مع الشعب الأصلي مما يثير استياءهم.

وإذا سمح للمسلمة في المدارس الحكومية بارتداء الحجاب ولا يسمح لباقي الطلاب حتى بارتداء قلنسوة هذا يثير الاستياء أيضا والاعتقاد بأنه لم يعد هناك مساواة بين المواطنين في تطبيق القوانين.

يعتقد الغرب أن (الحجاب يعوق نشر الدولة المدنية ويعيد الدولة الدينية):
قد يجادل البعض ويقول إن الحجاب أو غطاء الرأس أو الوجه ليس سوى ممارسة للشعائر الدينية لمساعدة المرأة على الظهور بمظهر محتشم، ويشير الآخرون أن الحكومة الغربية ليست حكومة دينية كما يسبب هذا تصارعا بين القانون الديني والقانون المدني الذي يجب أن يسود.

مثل تعدد الزوجات الذي يعتبر محرما في القانون المدني، بينما يسمح به في القانون الديني الإسلامي وهذا ما يثير لديهم المشكلات، كما يحدث في المجتمعات الإسلامية نفسها التي يجاهد الناس بها ويطلبون من حكوماتهم سن القوانين التي تتناسب مع الشريعة الإسلامية.

الغرب يعتقدون أن (الحجاب رمز لقهر المرأة):
تتفق العديد من جماعات حقوق المرأة بالغرب أن الحجاب هو مجرد ممارسة دينية ويعتبر شيئا مخادعا أو ماكرا تم وضعه لإخفاء المرأة المقهورة عن المجتمع، كما أكدوا أن العديد ممن يرتدين الحجاب يرتدينه بغير إرادتهن أو وهن مجبرات على ذلك، وأشاروا إلى نماذج كثيرة من الفتيات اللاتي تم قتلهن تبعا لجرائم الشرف التي يعتقدون أن عدم التزامهن بالطرق القديمة سبب لتعرضهن لها، وهذا ما يرفضه مجتمع الغرب معتقدين أن تعرض المرأة للاغتصاب ليس نتيجة لعدم ارتداء الحجاب إنما هي جريمة اجتماعية لها أسباب عدة.

وفي النهاية يؤكد الغرب أن الحجاب بالنسبة لهم ليس مجرد إمرأة تغطي وجهها لأسباب دينية، وليس هذا ما يزعجهم، إنما إخفاء الوجه هو الفكرة المرفوضة لديهم سواء كان من يخفي وجهه من المهاجرين أو من أهل البلد الأصليين ولا يتعلق الأمر بالكراهية أو الخوف من المسلمين.